بعد أيام يطل علينا عيد الأضحى المبارك وطفح المجاري ورائحتها الكريهة التي تزكم الأنوف، تغرق شوارع مدينة تعز وأبرزها شارع جمال وعصيفرة التي تحولت أحياؤها إلى بحيرات و أنهر من مياه المجاري الطافحة من الأحواض المتشبعة بالمياه، وعلى الرغم من الشكاوى المرفوعة حول تلك الأضرار، لكن لا مجيب من قبل جهات ذات الاختصاص..

في حي المفتش بعصيفرة الصورة، تتحدث فيه من هول الكارثة التي حلت به هذه الأيام والتخوف لدى الأهالي من الكارثة البيئية المتوقعة حدوثها، روائح كريهة زيادة البعوض وانتشار حمى الضنك كون هذا الحي تمر به جميع مجاري محافظة تعز عبر جسر المفتش المتعثر منذ 5 أعوام عن مواصلة العمل به وانجازه والذي أصبح عائقاً كبيراً وخطراً يهدد المواطنين منذ توقيفه.
وابدى عبد الله المخلافي انزعاجه من عدم التفاعل من قبل مصلحة المياه والصرف الصحي بتعز مع المواطنين وحل مشكلة طفح المجاري، حيث أضحت معاناة متكررة تشكّل هاجساً يؤرق الأهالي بالمدينة، مضيفاً أنّ طفح المجاري المتكرر ناتج عن التقصير في إيجاد حلول سريعة وفعّالة من قبل الجهات المعنية، مشيراً إلى أنّ مشكلة طفح المجاري أدت إلى انتشار الروائح الكريهة، وقد تتسبب في انتشار الأمراض ومنها الملا ريا وحمى الضنك.
طفح مستمر
وأوضح "يوسف الهاشمي" أنّ الأهالي بحي عصيفرة لا يكاد يمر عليهم أسبوع دون أن يعانوا من طفح المجاري في عدة أياء حتى أصبحت تحاصر منازلهم، مستغرباً من عدم وجود أيّ دور إيجابي للجهات المعنية لوقف مسببات تكرار طفح المجاري في المدينة رغم شكاوى ومطالب الأهالي لتدارك الوضع قبل أن يتفاقم ويتزايد عما هو عليه الآن
ومن جانبه قاسم العديني قال أصبحنا في تعز نألف منظر المجاري لأنها من المناظر الخلابة والأشكال الجذابة فمن الصعب أن نستغني عن هذا المنظر، كون الجهات المختصة مشغولة كيف أن تنكد حياة الشعب اليمني ومكيف أن تفسد بالأرض فقط
الشوارع تتحدث
أما الأخت رحمة الشرعبي، فقد وضعت أللّّوم بأكمله وحملت المسؤولية المواطن وقالت: الموضوع لا يحتاج شرحاً، فالشوارع من نفسها تتحدث وتشتكي وأيضاً اللوم يعود على أصحاب البيوت لأنهم مهملون أيضاً، ماذا سيحدث لو حرصت كل حارة على نظافة حارتها وتقوم بالتوعية لكننا في وضع أحسن وبيئة نظيفة وأيضاً المشكلة أن هناك احتقار لعامل النظافة مع أنه من المفترض احترامه كما أضافت: أكثر من مرة رأيت عامل النظافة ينظف والمواطن وبكل بساطة يرمي ولا كأنه عمل شيء غلط وعامل النظافة لو فتح فمه واعترض يغلطون بحقه ويتناسون أنه يعمل لأجلهم.
انتشار الأمراض:
بير باشا هي الأخرى تعاني المأساة وتعيش أزمة طفح المجاري، أصبح المواطنون يائسون من إصلاح المجاري التي مرى عليها أكثر من عام تغرق الشوارع وسط السوق وأمام المحلات والمطاعم.
الأخ أحمد منصور سعيد قال: نعاني من طفح المجاري، كثرة الذباب والبعوض والرائحة الكريهة وقال أنا ـ كصاحب محل ـ تضررت ضرراً كبيراً لكن كون المجاري تمر أمام المحل أصبح الزبائن يتجنبون طفح المجاري ولا يستطيعون العبور للمحل، مضيفاً البعوض في هذه المنطقة أصبح يشكل خطراً غير عادي في انتشار الأمراض ومنها مرض حمى الضنك والملاريا.
وأضاف نناشد الجهات المختصة في النظافة والمسئولين في الصحة النظر في الموضوع، يجب إصلاح المجاري  لأنها ضرر كبير علينا ومنظر مؤذي لكل الناس أدت إلى نفور الزبائن
محمد سلام قال الأضرار التي نواجهها في طفح المجاري هي انتشار الأمراض، بالإضافة إل أن النساء غير قادرات على المرور في الشارع، ونأمل أن ينفذوا مشروع المجاري الذي مر عليه 6 سنوات والحركة التجارية مجمدة بسبب انتشار المجاري في الشارع
قلق غير عادي
منطقة الحصب هي الأخرى تغرق بالمجاري منذ مدة طويلة ولا يوجد هناك اهتمام من قبل السلطة برفعها عن الشارع حيث قال محمد الواسعي "أصبح طفح المجاري يشكل لنا قلق غير عادي، الشوارع أغرقت بالمجاري وانتشار الأمراض المعدية ومنها حمى الضنك أتمنى من الجهات المعنية في السلطة المحلية النظر في موضوع المجاري ووضع حل لها.
تعز صامدة
أما طارق المخلافي فقد قال تعز مدينة منكوبة.. لكنها صامدة بفعل الهجوم الحاقد والقصف بالمدرعات والدبابات والصواريخ.. وهجوم كتائب النظام السابق التي قتلت النساء والأطفال في البيوت وهدمتها على رؤوسهم وقتلت المارة قنصاً في الأشهر الماضية ومازال هناك بقايا من أفراد العائلة في السلطة المحلية تنتقم من أبناء تعز بالنفايات التي أصبحت الشوارع تكتظ بها.. وحولت المدينة إلى مدينة محاصرة بالظلم والاستبداد وبطفح المجاري.
إنقاذ عاجل

الحالمة تعز تغرق بطفح المجاري وما يمكن فعله الآن هو الإسراع في عمل مجاري الحالمة تعز لإعادة رونقها المفقود و الحلم المنتظر، كون السبب الحقيقي هو مياه المجاري التي أغرقت الشوارع والأحياء والتي أصبحت تشكل خطراً بقدوم كارثة بيئيه .