التعليم في المسيمير ..

أطفال يقطعون مسافات للوصول إلى المدرسة

2013-02-10 16:03:14 كتب/ صادق الرتيبي


مع إشراقة كل صباح جديد, بل قبل أن تلوح شمس الصباح، يغادر المئات من طلاب المسيمير بلحج منازلهم نحو المدرسة التي تبعد عن منازلهم ما يزيد عن ثلاثة كيلو متر مشياً على الأقدام وسط برد الشتاء القارص التي تلفح وجوههم.. فأطفال قُرى سقامي وتربية والحجوف وحبيل القوبي وعسق وعسالمة مضطرون للذهاب إلى المدرسة في إحدى المناطق المجاورة، مع غياب مدرسة للتعليم الأساسي في منطقتهم.

رغم أجسامهم التي لا تقوى على تحمل تعب السفر البعيد للوصول إلى المدرسة البعيدة أيضاً, إلا أنهم ملزمون بمواصلة التعليم.. إنهم فلذات الأكباد, بين ضرورة مواصلة التعليم وبعد المسافة التي أرهقت أجسامهم التي لا تتحمل التعب والإرهاق الشديدين، البعض من الطلاب وتحت ترغيب وترهيب الأهل لم يتمكنوا من مواصلة التعليم، منهم من يغادر مقاعد الدراسة, لعل بعد المدرسة ورداءة التعليم هما السببان الرئيسيان في المغادرة، الأمر الذي يفاقم من ظاهرة التسرب من التعليم والارتحال إلى أعمال أخرى لمساعدة الأهل, فمعظم الأسر التي توجد لديها أطفال يكونون أدوات إنتاج داخل الأسرة عن طريق اشتغالهم بمهام مختلفة تساعد من تحسين الوضع المعيشي للأسرة كبديل مناسب يراه الأهالي عن الالتحاق بركب التعليم.
وتبقى حاجة الطلاب الملحة في توفير مدرسة للتعليم الأساسي لتحوي على الأقل الطلاب الصغار الذين لم يكن بوسعهم تحمل مشقة الذهاب إلى المدرسة البعيدة، حلم يراود أهالي منطقة سقامي والقرى المجاورة لها, كون تلك المنطقة أبناءها الوحيدين الواقعين تحت ألم المعاناة .
فهمي وعبد الرحيم أخوان يدرسان في الصف الثالث الابتدائي، في مدرسة العلفي ربما ما يزيد عن ساعة أو ساعتين من الزمن قد تكفي لكي يصلا إلى المدرسة بعد تعب شديد بمعية طلاب كثر من أمثالهما ينالون التعب والإرهاق على السوية، لكن من المؤسف بعد أن يقطعا مسافة ليست بالهينة لا يجدا تعليماً بحجم الجهد المبذول للوصول إلى المدرسة سوى الشيء اليسير, فيكونا قد تحملا مشقة السفر والحرمان من التعليم معاً.
يقول فضل محسن علي, والد التلميذين: همي الوحيد هو أن تكون في منطقتنا مدرسة للتعليم الأساسي, فالمنطقة في حاجة ملحة للغاية لتلك المدرسة.. وناشد فضل محسن علي الجهات المعنية على مستوى المديرية والمحافظة النظر لحاجات المنطقة وعلى رأسها توفير مدرسة للتعليم الأساسي.
يضيف فضل: ابني الكبير بلال هرب من المدرسة والسبب غياب مدرسة في منطقتنا, فقررت أن ألحقه لرعي الأغنام بدلاً من التعليم، ولذا فانا أعقد الأمل الكبير على ولدي الأخيرين لمواصلة التعليم.

فصول بلا نوافذ ولا ابواب
في منطقة سقامي توجد مدرسة مكونة من ثلاثة فصول قديمة العهد، هي الآن بدون أبواب ونوافذ حالها في وضع يرثى له، مكتب التربية والتعليم كان من الأحرى به الاهتمام بتلك المدرسة وأقل ما يمكن توفير معلمين للتدريس في الصفوف الأولية, هذا ما يأمله المواطن في تلك المنطقة.
كل أبناء تلك المناطق يقبلون على التعليم بكل لهفة وشوق، ففي الصباح تلاحظ أعدادهم بكثرة وهم يتجهون صوب المدرسة, تلك الأعداد لم تكن فقط محصورة على الأطفال, بل تجاوز الأمر ذلك, فالفتيات هن بدورهن تحدوهن الرغبة للالتحاق في ركب التعليم رغم جملة الصعوبات التي تواجهه الحركة التعليمية داخل منطقة سقامي والمديرية ككل.
إلى متى ستستمر الحال على ما هي عليه الآن؟ سؤال يتحمل مكتب التربية والتعليم في المديرية والمحافظة الإجابة عليه.        

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد