خلاف تركي روسي يخيم على مفاوضات أستانا..

المعارضة تتقدم في درعا وواشنطن تعترف باستخدامها اليورانيوم المنصب بسوريا

2017-02-16 02:23:14 اخبار اليوم / وكالات

سيطرت قوات المعارضة السورية المسلحة على مواقع جديدة بحي المنشية في درعا في معاركها مع قوات النظام، وسط قصف مكثف للطائرات الروسية على أحياء درعا البلد.
وأفادت مصادر إعلامية في درعا نقلا عن غرفة عمليات البنيان المرصوص بأنهم سيطروا على أربعة قطاعات داخل حي المنشية، منذ بدء المعارك مع قوات النظام.
وأضافت أن الاشتباكات ما تزال مستمرة داخل حي المنشية، وسط قصف عنيف للطائرات الروسية استهدف أحياء درعا البلد.
وقالت المعارضة السورية المسلحة إنها قتلت ثلاثين عنصرا على الأقل من قوات النظام والمليشيات الموالية لها خلال هذه المعارك.
وقتل عدد من المدنيين وأصيب آخرون بجروح جراء استمرار قصف قوات النظام السوري للأحياء السكنية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في درعا.
وذكرت المصادر في وقت سابق أن القصف أسفر أيضا عن دمار في المنازل والممتلكات، بينما فجرت غرفة عمليات البنيان المرصوص التابعة للمعارضة السورية المسلحة مستودع ذخائر وأسلحة لقوات النظام في حي المنشية.
وأضافت أن المستشفى الميداني في درعا البلد توقف عن العمل بعد استهدافه من قبل طائرات روسية، كما استهدفت الغارات الروسية بأكثر من أربعين غارة منشآت حيوية وأحياء سكنية في طريق السد ودرعا البلد.
ولفتت المصادر إلى أن الغارات الروسية لم تتوقف طيلة ليلة أمس الأول وحتى صباح الأربعاء، حيث استهدفت مواقع قوات المعارضة المسلحة في حي المنشية، كما طالت جميع أحياء درعا البلد وطريق السد.
وفي سياق أخر أعلنت رئاسة الإركان التركية الأربعاء مقتل 10 عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية، وسبعة من قوات الجيش الحر، إثر تفجير عربة مفخخة قرب قاعدة عسكرية مؤقتة جنوبي مدينة الباب السورية.
وذكرت رئاسة الأركان في بيان الأربعاء أن مجموعة ضمت 10 انتحاريين، استهدفت في حدود التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، قاعدة عسكرية مؤقتة تابعة للقوات التركية المتمركزة في المنطقة.
ودعمًا لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/ آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم “درع الفرات”.
واستهدفت العملية تطهير المدينة والمنطقة الحدودية المحيطة بها من المنظمات، وخاصة تنظيم الدولة الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
وعلى صعيد منفصل اعترفت الولايات المتحدة باستخدامها آلافا من قذائف اليورانيوم المنضب في طلعتين جويتين نفذتهما عام 2015 في سوريا لضرب ناقلات نفط برية مصفحة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الرائد جوش جاك "أستطيع أن أؤكد استخدام اليورانيوم المنضب، مضيفا أن الجيش الأميركي استخدم أكثر من خمسة آلاف قذيفة ضد ناقلات نفط برية مصفحة لتنظيم الدولة بمحافظتي دير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق).
وأوضح أن إحدى الطلعتين الجويتين دمرتا 46 مركبة للتنظيم في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بينما تمكنت الأخرى من تدمير 293 مركبة، وكان الجيش الأميركي قد تعهد قبل ذلك بعدم استخدام اليورانيوم المنضب في عمليات القصف والمعارك.
وأشار المتحدث الأميركي إلى أن قرار استخدام قذائف اليورانيوم المنضب في سوريا ضد تنظيم الدولة جاء بناء على تقييم الجهات العسكرية دون الرجوع للرئيس الأميركي باراك أوباما وقتها.
ولفت إلى أن هذه الخطوة جاءت "لضمان قدرة القذائف المستخدمة على خرق الدروع وزيادة إمكانية تدمير قافلة الشاحنات التي كان يستخدمها التنظيم لنقل النفط بشكل غير مشروع.
ونفى التحالف الدولي والجيش الأميركي في وقت سابق استخدام مثل هذه الذخائر المشعة ضد التنظيم، وقال المتحدث باسم التحالف جون مور في مارس/آذار 2015 إن طائرات القوات الأميركية والتحالف الدولي لم ولن تستخدم ذخائر اليورانيوم المنضب في سوريا والعراق".
ومنذ الحرب على العراق في 2003، لم تعلن الولايات المتحدة استخدام هذا النوع من القذائف المحرم، لما تسببت به وقتها من مشاكل صحية بعيدة الأمد في العراق، خاصة في الفلوجة، حيث خاض الجيش الأميركي أصعب معاركه هناك.
وانتشرت صور مرعبة آنذاك عن إصابة الكثيرين، وخاصة الأطفال، بتشوهات خلقية وأمراض بسبب المواد المشعة وهو ما أثار ردود فعل غاضبة محليا ودوليا.
ومن المقرر أن تنطلق يومنا هذا الخميس الجولة الثانية من المفاوضات السورية في أستانا بمشاركة وفد من المعارضة المسلحة بعد تأجيلها يوما واحدا. وتعقد هذه الجولة وسط أنباء عن خلاف تركي روسي حول جدول الأعمال الذي يفترض أن تتصدره مسألة تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا الساري منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وعلمت مصادر إعلامية أن وفدا مصغرا للمعارضة السورية يضم سبعة أشخاص برئاسة رئيس المكتب السياسي لفصيل جيش الإسلام محمد علوش، سيصل أستانا في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء للمشاركة في مفاوضات اليوم.
وقالت مصادر ذاتها في أستانا إن توجيه الدعوة إلى وفد المعارضة السورية جاء بعد محاولات روسية لدعوة بعض دون آخرين من ممثلي المعارضة، مشيرا إلى أن الدعوة تأتي بعد تنسيق تركي روسي.
وأضافت أن اللقاءات التشاورية في أستانا مستمرة، وأوضح أن أبرزها اللقاء الذي تم بين وفدي تركيا وروسيا، لأن من المحتمل أن يؤثر على سير المفاوضات التي من المقرر أن تعقد يومنا هذا الخميس وغدا الجمعة.
وكانت وزارة الخارجية في كزاخستان قالت إن المفاوضات تأجلت إلى الخميس لأسباب وصفتها بالفنية، وأكدت وصول وفود كل من روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري.
وقالت المصادر نفسها إن وفود الأطراف المشاركة في المفاوضات بدأت لقاءات تنسيقية مغلقة ثنائية ومتعددة الأطراف، وسط أنباء من عدة مصادر عن وجود خلافات جادة بين الأطراف المشاركة -خصوصا بين تركيا وروسيا وإيران- حول أولويات وجدول أعمال الاجتماع.
وأضافت أن هناك خلافا واضحا بين تركيا وروسيا، حيث إن تركيا والمعارضة السورية تؤكدان على أن يركز اللقاء على تثبيت وقف إطلاق النار (بموجب اتفاق الهدنة المبرم في أنقرة أواخر ديسمبر/كانون الأول) ووضع آليات لتنفيذه بالكامل، بالإضافة لوضع آلية لمعاقبة من يخرق الهدنة؛ في حين أن الروس يريدون أن تكون هذه الجولة فرصة لبحث مستقبل سوريا السياسي، بما في ذلك مشروع الدستور الذي عرضته موسكو عقب الجولة الأولى في أستانا يومي 23 و24 من الشهر الماضي.
في الأثناء قال المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا الأربعاء إن جدول أعمال مفاوضات جنيف القادمة سيلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي 2254، ولن يتم تغييره.
وأضاف في تصريحات له بروما أن القرار 2254 استند إلى ثلاث نقاط رئيسية، وهي: وضع أسس الحكم، والاتفاق على دستور جديد، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.
وتابع دي ميستورا أن "هذا هو جدول الأعمال ولن نغيره، وإلا سنفتح أبواب الجحيم". وقد قالت متحدثة باسم دي ميستورا يوم الأربعاء إنه لن يحضر اجتماعات أستانا.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد