رئيس فرع المؤتمر الشعبي بمصر يتحدث لـ "أخبار اليوم" في ذكرى تأسيس الحزب:

الفرصة المتاحة للشعبي العام اليوم لم تتح لأي حزب غيره وقد تغادره

2018-09-01 00:45:04 أخبار اليوم / خاص


في الرابع والعشرين من أغسطس الماضي لهذا العام، حلت الذكرى الـ "36" على تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي أمسك بزمام السلطة في اليمن نحو ثلاثة عقود، والحزب يواجه الكثير من التحديات ويواجه الانقسام والتصدع، فبعد رحيل مؤسسه الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح، لم تتفق قيادة المؤتمر على قيادة موحدة له، وبدا المؤتمر أكثر هشاشة وأكثر انقساماً، ما شجع مليشيا الحوثي وبعض القوى بأن ترى هذا الحزب تركة لا وريث شرعي لها وعليها أن تلتهمها أو تحتكرها لصالحها..
يقابل هذه التحديات والتصدعات التي يتعرض حزب عريق كالمؤتمر الشعبي العام، تبذل جهود محلية وإقليمية ودولية لمحاولة لملمة صفوفه ومنع تصدعه وتوحيد قيادته، وإعادته إلى الواجهة في العمل السياسي والسلطة على حد سوى ما أثار حفيظة عديد من القوى في الداخل أكثر منها في الخارج.
"أخبار اليوم" سعت لمعرفة، أبرز التحديات التي يواجهها المؤتمر، ونقاط الخلاف الموجودة بين قيادات المؤتمر، في الداخل والشتات، والنتائج التي تحققت من خلال اللقاءات التي تحضنها العاصمة المصرية ولازالت مستمرة، ودور وموقف السفير/ أحمد علي عبدالله صالح من هذه اللقاءات، من خلال حوار أجراه رئيس التحرير، الزميل إبراهيم مجاهد، مع القيادي في حزب المؤتمر، الدكتور/ جمال عبدالحق الحميري، عضو اللجنة الدائمة الرئيسية، رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في مصر.
وكانت الحصيلة كالتالي:
- ما هي أبرز التحديات التي يواجهها المؤتمر الشعبي العام بعد رحيل مؤسسه، علي عبدالله صالح، سيما وأن الحزب يحتفي بالذكرى الـ 36 على تأسيسه، وسط مؤشرات على وجود انقسامات وتصدعات يشهدها الحزب؟
• أولاً أشكر صحيفتكم على إتاحة هذه الفرصة، وأود في البداية الإشارة إلى أنه عند الحديث عن يوم 24 أغسطس، فنحن لا نتحدث عن يوم عابر وإنما نتحدث عن يوم تحول تاريخي في مسار اليمن.

كما أود أن أذكر نبذة مختصرة حول نشأة المؤتمر، فهذا الحزب نشأ وصنع التحولات، فكانت البداية في الثمانينات والتي مرت فيها اليمن بصراعات كبيرة شمالاً وجنوباً والوطن ككل، ثانياً كانت العلاقات الخارجية مع اليمن تمر بمرحلة صعبة وحرجة، فكان المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح- رحمة الله عليه- التفت إلى ضرورة تأسيس المؤتمر مع كوكبة من مؤسسي المؤتمر وهم من خيرة أبناء اليمن من مثقفين أو أكاديميين أو قضاة أو مفكرين أو وجاهات اجتماعية وقبائل، فاجتمعت هذه النخبة والشخصيات الموجودة في اليمن وصاغوا رؤية اليمن ممثلة بالميثاق الوطني، الذي أجمع عليه اليمنيون واستفتي عليه مطلع 1981م، عبر لجنة شُكلت من "51" شخصية وانضوى تحتها لجان فرعية لعمل هذا الاستفتاء على الميثاق الوطني، لذا حين نتحدث عن هذا اليوم فنحن نتحدث عن التنمية والديمقراطية عن الوحدة وأشياء كثيرة عملت تحول كبير في اليمن ككل. ولهذا فهذا اليوم هو يوم تاريخي لدى المؤتمريين على وجه الخصوص واليمنيين بشكل عام، لأن من صاغوا هذا الميثاق هم من كافة أطياف اليمن.
تحديات وتباينات تواجه المؤتمر بعد رحيل زعيمه..
أما التحديات التي تواجه المؤتمر، فالتحديات ليست وليدة اليوم، فالمؤتمر يواجه التحديات منذ مطلع العام 2011م، إثر الأزمة التي شهدتها اليمن، والتي كانت هي المؤامرة على المؤتمر الشعبي العام، ونحن نعلم في الدول العربية التي شهدت أزمات ممثلة لليمن أو ما نسميه نحن بـ "الثورات العبرية" فقد انتهت تلك الحركات والأحزاب والسلطة وبقي المؤتمر قوياً متماسكاً، وسيظل المؤتمر قوياً بقواعده المتماسكة..
نحن نقول إن المؤتمر يمتلك قواعد من شتى أطياف المجتمع سواء كمثقفين أو شخصيات اجتماعية أو قبائل أو نقابات وغيرها من شرائح المجتمع، ما يجعل المؤتمر يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة في اليمن، لذا لا خوف على المؤتمر سواء مما واجهه في 2011، ومروراً بـ 2014، وصولاً إلى 2017م، ومرت هذه التجارب وصولاً إلى استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح الذي اغتالته أيادي الغدر والخيانة. إلاً أن المؤتمر يزداد صلابة وتماسكاً وقوة. ولا ننكر بوجود تباينات في أوساط المؤتمر بعد استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح، وهذا شيء طبيعي كون الزعيم كان شخصية كارزمية وقيادية وسياسية كبيرة فقدها المؤتمر الشعبي العام واليمن ككل.
وأؤكد لك هذه التباينات ستزول في ظل تماسك القواعد القوية الثابتة.
قيادة الداخل لا حول لها ولا قوة..
- أمام هذه القواعد المتماسكة التي تتحدث عنها ثمة واقع مغاير كما يرى المراقبون، فالمؤتمر معرض للتمزق والشتات، فهناك مؤتمر في صنعاء ومؤتمر في الرياض ومؤتمر في الإمارات ومؤتمر في مصر، المؤتمر اليوم معرض للتقسيم ولا تمتلك قيادته رؤية موحدة تلملم صفوفه، كيف ترى ذلك؟
-
• أنا معك في أن هناك من يقول إن هناك مؤتمر في الداخل ومؤتمر في الإمارات ومؤتمر في الرياض ومؤتمر في مصر، لكن الجميع يعلم أن القاعدة الجماهيرية التي يمتلكها المؤتمر هي في الداخل، ونلتمس العذر للقيادة الموجودة داخل الوطن، فنحن نعلم أنهم تحت الإقامة الجبرية ولا حول لهم ولا قوة، لذا نلتمس لها العذر، أما بالنسبة لما يحدث للمؤتمر في الخارج فهناك تباينات بين الرياض وبين الإمارات، وهذه التباينات ليست حول الهدف وإنما في وجهات النظر، تباينات حول مصير المؤتمر وحول شخصيات فيه لا ننكرها وحول شخصيات معينة قيادية في اللجنة العامة، هل تكون أو لا تكون هل تستمر أول لا تستمر، وهذه التباينات ناجمة عن بعض وجهات النظر حول بعض القيادات المؤتمرية، ولكن أكرر لك بأنها ستزول في أول اجتماع إن شاء الله وقد بدأت لقاءات منذ رمضان المنصرم للوصول إلى هذا الاجتماع وقد أسهمت هذه اللقاءات في تقريب وجهات النظر، كما أؤكد أن التباين الحاصل ليس حول الهدف وإنما في الطرق والأساليب لإزالة هذه التحديات التي يواجهها المؤتمر الشعبي العام.
فهناك من يرى الحل في الحسم العسكري وهناك من يرى بأن الحل يكمن في وجود فلان وفلان هنا أو هناك، ونحن وكل القوى الوطنية نرى أن قوة المؤتمر لا تعود إلاّ بتكاتف الجهود جميعاً سواء التي في الرياض أو في الإمارات أو في مصر وفي الداخل فلا قوة للمؤتمر إلاّ بتوحيد الجهود معاً وإسقاط العدو الأول الذي يواجهنا جميعاً وهو مليشيات الحوثي الموجودة في الداخل التي اغتالت الزعيم والأمين.
لقاءات مصيرية في مصر..

- هناك لقاءات تحتضنها العاصمة المصرية بين قيادات المؤتمر يجريها رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر تهدف لتوحيد رؤية المؤتمر وإعادة لملمة صفوفه إلى أين وصلت هذه اللقاءات؟
• طبعا اللقاءات مستمرة منذ ما بعد شهر رمضان المنصرم، تضم أعضاء من مجلس النواب وأعضاء اللجنة العامة وأمناء عموم مساعدين، ومن أعضاء اللجنة الدائمة، هم في لقاءات مستمرة بهدف تقريب وجهات النظر، كون وجة نظر الرياض يمثلها الدكتور أحمد بن دغر، وهنا وجهة نظر يمثلها الدكتور/ أبوبكر القربي والشيخ سلطان البركاني، وهم جميعاً يسعون دوماً لملمة صفوف المؤتمريين، ويبذلون جهوداً كبيرة لملمة الصف المؤتمري، ولكن هناك تباينات.
- أين تكمن هذه التباينات، وما هي الجزئيات التي يتباين حولها مؤتمر الرياض ومؤتمر الإمارات ومؤتمر القاهرة؟
• قد تكمن في أشخاص معينين لا أحبذ ذكر أسمائهم ولا أريد أن استبق الأحداث لأنها قد تتسبب في اتساع وتعميق هذه التباينات، ولكنها تباينات حول أشخاص.
- كيف؟
• من حيث القبول أو الرفض بأشخاص معينين تم استقالتهم في العام 2011، ومنهم من انسحب في 2014، والآن يريدون العودة إلى صفوف المؤتمر، كل هذا تباين مهم وهو رأس الحربة لتحقيق التصالح وتقارب وجهات النظر بمن خرجوا في 2011 و2014، وخاصة الأعضاء الذين كانوا قياديين كأعضاء لجنة عامة.
- هل سيتجاوز المؤتمر هذا التحدي قريباً؟
• بكل تأكيد لأن هدفهم واحد، وهو استعادة الدولة والجمهورية اليمنية، ولا يمكن أن يكون هناك عقبة أمام المؤتمر، طالما والكل مجمع على ضرورة استعادة الجمهورية وتوحيد الصف المؤتمري.
رفع العقوبات عن أحمد علي يمثل 90% من الحل..
- كقيادي مؤتمري أين هو موقع وموقف السفير أحمد علي عبدالله صالح من هذه التباينات واللقاءات؟
• يعلم الجميع أن السفير أحمد علي- كما نلتمس العذر لكل القيادات داخل الوطن، فالسفير أحمد علي عليه عقوبات دولية ولن يتجاوز هذه الأزمة إلاّ برفع العقوبات وحينها نستطيع أن نحاسب السفير أحمد علي عن ظهوره ودوره من عدمه.
- هناك من يسأل لماذا لا يكون طلب رفع العقوبات عن أحمد علي مدخلاً لإزالة هذه التباينات؟
• والله نتمنى من الرئيس الشرعي/ عبدربه منصور هادي، أن يكون المبادر الأول برفع مذكرة إلى مجلس الأمن لرفع العقوبات عن سعادة السفير أحمد علي، ونحن نعرف جميعاً من عمل العقوبات على السفير أحمد علي، فرفع العقوبات عن السفير أحمد علي سيشكل نسبة 90 في المائة من حل المشكلة الحاصلة للمؤتمر الشعبي العام الآن.
دور الدكتور بن دغر..

- الدور الذي يلعبه الدكتور أحمد عبيد بن دغر- من خلال لقاءاته- هل تصب في تقريب وجهات النظر أم أنه منحاز لطرف معين في المؤتمر؟
• قد يكون الدكتور أحمد عبيد بن دغر الوحيد الأقرب إلى لملمة المؤتمر من جانب الشرعية ويعمل على تقريب وجهات النظر.
الفرص المتاحة للمؤتمر لن تتوفر لأي حزب غيره..

- هل تؤيد الطرح الذي يقول إن القوى الإقليمية والدولية تسعى لإعادة المؤتمر للواجهة والصدارة ولكن المؤتمر لا يساعد نفسه؟
• أصدقك القول أن الفرص المتاحة أمام المؤتمر لن تكون متاحة لأي حزب آخر في الوقت الحالي، فقد عرف الداخل والخارج بأن المؤتمر لا يمتلك مليشيات وليس لديه أيديولوجيا مستوردة من الخارج أو أيديولوجيا دينية، فالمؤتمر حزب مدني خالص ونابع من رحم الأرض اليمنية. ولذلك الخارج والداخل يسعى لملمة شمل المؤتمريين ويعتبرون أن الفرج لن يأتي إلاّ بالمؤتمر الشعبي العام.
- ولكن ما هو متاح اليوم قد يغادر المؤتمر؟
• فعلاً فما هو متاح اليوم للمؤتمر قد يغادره، وما هو متاح من فرص للمؤتمر اليوم لن تكون متاحة غداً، ولذلك ندعو القيادات التاريخية سواء التي في الرياض أو في الداخل أو في مصر إلى سرعة لملمة صفوفه والتغاضي عن الأحقاد، وفتح صفحة جديدة ولملمة شمل المؤتمريين لمواجهة مليشيا الحوثي واستعادة الجمهورية.
- كلمة توجهها لقيادات وكواد المؤتمر في ذكرى تأسيس الشعبي العام؟
• أقول لقواعد المؤتمر في الداخل تماسكوا، فالمؤتمر سيفاجئكم بالفرج القريب إن شاء الله، وستفتخرون بحزبكم، فمن يزرعون الشوك لهذا الحزب لن يأتوا بالأفضل لأنهم فشلوا في ذلك منذ 2011م، والتجارب ماثلة منذ 2011 وحتى 2017 ولم يأتوا بالأفضل، فالمؤتمر هو حزب التنمية والمؤسسات وهو الحزب الوحيد الذي بإمكانه أن يخرج بالبلد إلى بر الأمان.
- هل أفهم من كلامك أن عودة المؤتمر للسلطة هو ما سينهي الوضع الذي تعيشه اليمن اليوم؟
• سيعيد اليمن إلى الجمهورية مع كل القوى الوطنية الأخرى، فالمؤتمر وبقية القوى السياسية الجمهورية هي من ستعيد اليمن الجمهوري الحقيقي. ولا ننسى هنا أن نقدم جل تحياتنا لكل المرابطين من أبناء الجيش في جبهات الساحل الغربي وصعدة ومأرب وميدي والبيضاء وكل الجبهات، فبصمود هؤلاء الرجال الأبطال في الميدان ستتمكن القوى الوطنية من استعادة الجمهورية. ومليشيات الحوثي تتساقط يوم بعد آخر، تتساقط ميدانياً وأخلاقياً وسياسياً.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
صحفي من تهامة يروي تفاصيل مرعبة لعملية اختطافه وتعذيبه ولحظة مهاجمة الحوثيين لمنزله بالأطقم العسكرية

بينما كنت أمسح رأس طفلي، كانت أصوات المليشيات الحوثية تتردد في أرجاء منزلي الكائن في السلخانة الشرقية، بمديرية الحالي، في يوم 13 نوفمبر 2018. في سردٍ مأساوي مليء بالقهر والألم، يستعرض محمد علي الجنيد، تلك اللحظة الفارقة ال مشاهدة المزيد