رئيس الدائرة السياسية لحزب التجمع اليمني للإصلاح أحمد المقرمي- في حوار خاص مع "أخبار اليوم":

الحوثيون لا يلتزمون بأي اتفاق وهم في الحديدة يلعبون على إضاعة الوقت

2019-02-24 02:16:47 حاوره - معاذ الشرعبي

 

من الساحل الغربي إلى الحديدة إلى تعز، ما تزال مليشيات الحوثي تلعب على أوراق الحرب والسياسة، وما تزال فرص السلام محل شد وجذب ومحل تسويف وتلاعب جديد. وما بين هذا التخاذل الذي تقوم به مليشيا الحوثي، وتخاذل الأمم المتحدة، تساؤلات واستفسارات تتعلق بالمآلات وبالواقع وبمن يتحمل المسؤولية، بل ويذهب البعض نحو طرح تساؤلات بشأن الأحزاب السياسية وعن دورها ومواقفها إزاء كل هذا التلاعب وإزاء هذا التلاعب المتفاقم.
من هذا المربع انطلقت "أخبار اليوم" بمجموعة من الاستفسارات المتعلقة بجديد السلام وبجديد الحديدة، وعما إذا كانت مليشيات الحوثي ستلتزم هذه المرة وما الضمانات، ووضعتها أمام رئيس الدائرة السياسية لحزب التجمع اليمني للإصلاح في تعز، أحمد المقرمي، وأمامه طرحنا ملف تعز أمنياً وسياسياً وعسكرياً، بل وطرحنا عليه تلك الاستفسارات التي تتعلق بالصراع الحزبي الذي يجري الترويج له يومياً، وما حقيقة هذا الأمر.

 

نص الحوار

- من جديد يعود الحديث عن اتفاق الحديدة وعن التزام المليشيات الحوثية بتنفيذ الاتفاق وتحديداً المرحلة الأولى المتمثلة بإعادة الانتشار والانسحاب من المواقع المتمثلة بميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى.. ما رأيك أستاذ أحمد بهذا الذي استجد على طريق السلام؟ هل يمكن أن يصدق الحوثي هذه المرة؟ وكيف؟

*لم يستجد في نظري أي شيء لتنفيذ ما تحدث عنه اتفاق استكهولم بشأن الحديدة، وكل ماهناك أن الحوثيين يلعبون على إضاعة الوقت، وممارسة ما أدمنوا عليه وهو عدم الالتزام بأي اتفاق، خاصة وقد رأوا أن أحداً لا يحملهم مسؤولية أية إعاقة يفتعلونها.

- البعض يرى أن قبول الحوثيين بالتنفيذ له علاقة بما يدور في حجور والضغط الذي تتعرض له المليشيات هناك، فكلما تعرضت المليشيات للهزيمة، تعود وتوافق على أي مقترح من أجل السلام؟ ما رأيك أنت؟

*كما قلت لك.. هم يسلكون سبيل المناورات والمغالطات من جهة، كما أن تقهقرهم هنا أو هناك يجعلهم يلجؤون للتعاطي مع بعض المقترحات.

- الأحزاب السياسية كان لها موقف من قضية حجور وما يدور فيها.. ماذا تقول عن موقف الأحزاب من جور وعن تعامل الشرعية وتصرفها إزاء هذا التطور؟ علماً أن هناك من يرى أن موقف الشرعية لم يكن بنفس المستوى المتوقع في حين هناك من يرى موقف الشرعية متخاذلاً؟ ماذا تقول؟

* من المهم أن ندرك جميعاً- الشرعية والأشقاء في التحالف والأحزاب- أهمية هذه الثغرة التي فتحتها قبيلة حجور وأن يكون هناك فعل ميداني حاسم لأن لهذا الفعل ما بعده إذا تم.

- وبالعودة إلى الحل السياسي ودور الأمم المتحدة.. لماذا الأمم المتحدة تبدو متساهلة إلى هذا الحد مع المليشيات؟ ما المصلحة برأيك؟

*مهما حاولت السلطة الشرعية أو النخب السياسية اليمنية، التغاضي أو عدم الحديث عن تساهل الأمم المتحدة، فإن رجل الشارع بات يتحدث بمرارة عن ذلك التساهل الذي أضر باليمن واليمنيين، ويخشى أن يشجع مثل هذا التساهل عصابات التمرد وجماعات العنف لممارسة مخططاتها في كل العالم.

- ما رأيك بوصول قوات دولية إلى الحديدة وهل الحديدة بذلك متجهة نحو التدويل أكثر ونحو الوصاية الدولية؟

*لا أظن أن المجتمع الدولي سيتجه لمعاقبة دولة ذات سيادة لصالح عصابات مسلحة ومتمردة، فالأمم المتحدة في اعتقادي لن تفرط بهيبتها إلى هذا الحد.

- أين هي الأحزاب السياسية من كل هذا التخاذل في الحديدة؟ وهذا الالتفاف الواضح والمؤكد؟
*في تقديري أن الأحزاب السياسية قد تعاملت بقدر كبير من التفهم والتعاون في إنجاح الوصول إلى حل سياسي سلمي، ولم يعد أمام الجميع- ما دام الحوثي يعرقل كل مساعي السلام- إلا أن يسلكوا كل المسالك المشروعة لإنهاء التمرد والانقلاب.

- ماذا تقول عن مشكلة تعز اليوم؟ إلى متى ستظل هذه المدينة محاصرة؟

*تعز- بفضل الله ودعم الأشقاء في التحالف- كسرت جزءا كبيرا من الحصار، وهي بإذن الله قادرة على استكمال التحرير في حال تم دعم الجيش الوطني ببعض المتطلبات اللازمة لاستكمال التحرير.

- هل تتوقع ان ينعكس أي نجاح للتفاوض والسلام في الحديدة على قضية تعز وستبدأ مسألة فك الحصار عنها تتحرك نحو الانفراج أم العكس؟

*لا أريد أن أكون متشائماً فأقول لك إن معطيات الأمور التي تجري في الحديدة لا تبشر، وإنما أدعك تقرأ بنفسك المشهد هناك لتحكم، ولك أن تتذكر هل التزمت مليشيات الحوثي باتفاق واحد؟

- البعض يتحدث عن صراع حزبي في تعز، خصوصا بين الإصلاح والناصري، ما حقيقة هذا الأمر؟ هل لك توضح حقيقة ما يجري تداوله من معلومات؟

*هناك مناكفات إعلامية ربما تجاوزت الحد، وأثق أن قيادات الحزبين قادرة على وضع حد لتلك المهاترات.

- ما رأيك بتعيين محافظ جديد لتعز؟ ولماذا لم يصل إلى المحافظة حتى اليوم؟ هل الخوف أن لا تتم مساعدته من قبل الأحزاب والقوى المسيطرة أم ماذا؟

*التعيينات السيادية من صلاحيات الأخ رئيس الجمهورية الذي تملي عليه مسؤولياته أن يجري تعديلاً هنا أو تغييراً هناك. وبالنسبة لوصول المحافظ فمعروف أن لديه قضايا لتعز في العاصمة المؤقتة عدن لابد من ترتيبها وإنجازها. وأحزاب تعز متعاونة معه ومع السابقين له، وتريد دولة وليس هناك قوى مسيطرة، فلا سيطرة إلا لأجهزة الدولة.

- تعز أمنياً.. لماذا يتفاقم الانفلات الأمني بتعز؟ وعلى من تقع المسئولية بهذا الملف؟

*لا أريد أن أدعوك لإجراء مقارنة بين تعز، ومحافظة أخرى، والانفلات الأمني أعتقد أنه يشهد تحسنا، وتحتاج الأجهزة الأمنية إلى مزيد من الدعم الذي يمكنها من تعزيز الأمن والاستقرار.

- تعز وملف الخدمات؟ ماذا تقول عنه؟

*لا شك أن الخدمات متواضعة، ولكن هل الإمكانات المطلوبة في هذه المرافق أو تلك المؤسسات متوفرة ولو بحدها الأدنى؟
هنا يمكن أن نحكم بإنصاف، ولكن يمكن للجهات المعنية كسلطة محلية أن تتابع وأن تحاسب بالمتاح المتوفر.

- رسالتك الأخيرة ولمن توجهها؟
أوجه الشكر والتقدير للحاضنة الشعبية في تعز التي صمدت وبذلت وما تزال، كما أدعو كافة القوى السياسية والمكونات إلى تعزيز الاصطفاف لمواجهة العدو الوحيد وهو الكهنوت الحوثي، وتوجيه كل الطاقات نحو هذا الهدف.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد