القائد الميداني في حجور وأحد وجهائها الشيخ/ محمد جبهان.. في حوار مع "أخبار اليوم":

حجور شكّلت سداً منيعاً للمد الإمامي وحماية للنظام الجمهوري، والحرب فرضت علينا من الميليشيات

2019-03-05 07:43:07 أخبار اليوم/ حوار خاص


"حجور ترفض الضيم، وتجمعنا مواجهة الظلم وننسى خلافاتنا، كما أن أبناءها شكّلوا سداً منيعاً أمام المد الإمامي وحماة أباة للجمهورية" بهذه الكلمات يصف القيادي الميداني في حجور حجة الشيخ/ محمد نبهان- أحد وجهاء ومشائخ المنطقة- يصف بسالة أبنائها.
واكد الشيخ "نبهان " في حوار اجرته معه الصحيفة، بأنهم سيواصلون مواجهتهم لحرب الميليشيات التدميرية مهما كلفهم من ثمن، ولم ولن يرضخوا لسلطاتهم الانقلابية، لافتا الى ميليشيات الحوثي هي من بدأت الحرب وفرضتها عليهم.
كما تناولنا معه مختلف القضايا المتعلقة بسير المعارك وما خلفته من دمار على أبناء حجور أرضاً وإنساناً، كما حدثنا عن الجانب الإنساني وموقف الشرعية والتحالف وغيرها من القضايا بشكل جريء وصريح... إلى الحوار:

* صف لنا الوضع العام في حجور اليوم بعد قرابة شهر ونصف من الحرب الحوثية الغاشمة؟
- الوضع العام في حجور وضع حرب شاملة لكل مناحي الحياة، وحصار من كل الجهات، للداخل والخارج.. حرب تستخدم فيها المليشيات كل أنواع الأسلحة التي نهبتها من الدولة من الدبابات والمدافع والصواريخ، ناهيك عن الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والرشاشات المختلفة والقناصات، إلى جانب كونها حرب في الجانب الطبي والأدوية، حيث لا مستشفيات للجرحى وإنما عيادات بسيطة، حرب يجوز لنا أن نطلق عليها "تدميرية"، حيث طال الدمار المنازل والمزارع، الأرض والإنسان معاً.
* ما دوافع الميليشيات في استهدافكم برأيك؟ وهل يعني ذلك أنكم لم تخضعوا لسلطة الميليشيات الانقلابية؟ ولماذا لم تسلموا لسلطات الأمر الواقع؟
- نحن كجزء من الشعب اليمني الذي تسعى المليشيا للسيطرة عليه وإخضاعه لأجندتها وأيدولوجيتها الوافدة، وحجور رفضت سلطة الأمر الواقع كما رفضت الانقلاب على ما توافق عليه اليمنيون، وبقيت أرضنا وقباؤلنا رافضة لتواجد المليشيات واستخدامها كمنصة لإطلاق الصواريخ ومنطلقاً للحرب على أشقائنا في الخليج وأهلنا في تهامة، كما أن هناك دافع انتقامي من حجور بسبب هزيمتها في حرب 2011 م التي شنتها المليشيات علينا.
لذلك نحن رفضنا التسليم والخضوع لسلطة لم نخترها ولم تأت عبر صناديق الاقتراع أو عبر التوافق الوطني، وفي نفس السياق تسعى المليشيات إلى استثمار المخزون البشري من رجال حجور كوقود لحربها التدميرية، ولهذا سعت لإخضاع حجور بالقوة، فقام رجال القبائل بالدفاع عن أرضهم وأنفسهم.
* قرابة شهر ونصف منذ بدأت هجمات الميليشيات الحوثية عليكم ومحاصرتها لكم من مختلف الجهات ولم تحقق أي انتصار يذكر.. على ماذا تستندون في مواجهتهم، وكيف تمكنتم من الصمود طيلة هذه الفترة؟
- حجور منطقة جبلية، ذات تضاريس وعرة، وأهلها رجال أشداء يأبون الضيم ويثيرهم الدم إذا سفك، ويجتمعون- رغم الخلافات- بل يتناسونها ويعقدون المصالحات الداخلية، وهم كذلك قبائل مسلحة متمرسة في الحرب ويمتلكون سلاحهم الشخصي الذي يدافعون به عن أنفسهم.. كل ذلك بالإضافة إلى الغيرة والحمية على بعضهم البعض وهو ما مكّن رجال حجور من الصمود والثبات طيلة هذه الفترة.
* ما أثر مساندة طيران التحالف العربي لقبائل حجور في سير المعركة؟
- الأشقاء في التحالف العربي قاموا بدورهم وواجبهم مشكورين، فقد قام الطيران بدور محوري في التعامل مع الآليات والمدرعات والمدفعية التي يستخدمها الحوثي في حربه الظالمة مع المواطنين في حجور، إلى جانب استهدافه إمدادات العدو وأطقمه المسلحة، وهذا ساهم في إضعاف وتبديد قوتهم التي حشدوا لها.
الجانب الآخر ما قدمه التحالف العربي من إمداد للقبائل بالإغاثة عبر الإنزال الجوي للمواد الغذائية وبعض الأدوية.. وهذه من الأسباب التي رفعت المعنوية للمقاتل والمواطن.
* كيف تواجهون مشكلة توفير المواد الغذائية والدوائية في ظل الحصار المفروض عليكم من الميليشيات؟ وهل ما قدمه التحالف من عدم عبر الإنزال الجوي يكفي؟
- المواد الغذائية والأدوية لا تدخل إلى المديرية إلا عن طريق التهريب وقد وضعت المليشيات مديرية كشر، خاصة، وحجور عامة تحت الحصار منذ ما قبل بداية الحرب، مستغلين ضعفاء النفوس للتوقيع على وثيقة الحصار من مشائخ المديريات المجاورة ممن ارتهنوا للحوثي ومليشياته لتشرعن إجرامها وحصارها لأبناء كشر وحجور، وأصبحت كثير من القرى اليوم نازحة بعد قطع الطرقات وإغلاق المنافذ ومنع المواد الغذائية والأدوية إلا بطرق صعبة جدا وعلى ظهور الحمير ورؤوس النساء.
وما يقدمه الأشقاء من إغاثة شيء يشكرون عليه، إلا أنه لا يغطي الاحتياج، باعتبار أن المديرية ذات كثافة سكانية كبيرة ومترامية الأطراف ونحتاج إلى قرابة 30 ألف سلة غذائية كإنقاذ لقرابة 100 ألف نسمة، إلى جانب جريمة منع وصول المياه التي يرتكبها الحوثي بحق كثير من القرى، نظراً لتحكم ميليشياته على الطرق والآبار في عاهم غرباً ومور شرقاً.
* ماذا عن تواصلكم مع بقية القبائل لمساندتكم في الدفاع عن أنفسكم ومواجهة الميليشيات وما مستوى تجاوبها معكم؟
- القبائل من حولنا يعيشون تحت القبضة الحديدية والإرهاب الحوثي بسبب سيطرته عليهم منذ خمس سنوات، وهم ينتظرون اللحظة المناسبة التي ينهزم فيها الحوثي وسيثورون، وكانت هناك بعض التحركات الإيجابية كانتفاضة سوده في حاشد إلا أن قبائل عذر، تخاذلت في إسنادها، بعد أن استخدم الحوثي معهم القوة بفجور وإرهاب أدى إلى انكسار أبنائها ونزوح البعض منهم إلى حجور، وهناك تعاون وتعاطف من القبائل يشكرون عليه، إلا أنهم يحتاجون لتشجيع وإسناد من الشرعية والتحالف.

* لماذا واجهتم الحوثيين ودخلتم معهم في حرب قبل أن تصل إليكم قوات الشرعية والتحالف العربي؟ وهل ستتمكنون من الصمود أكثر؟
- الحوثي هو من فتح الحرب وقام بتفجير الوضع في حجور، ووضعنا في خيار إجباري، لا مناص من المواجهة والدفاع عن النفس، ولم نسع نحن للحرب أو نفتعلها..
وفي الحقيقة الحوثيون بدأوا الحرب ضد حجور من قبل سنة، حيث بدأ بتسليح مجاميع وتكوين خلايا تفتعل المشاكل وتقلق السكينة وتقطع الطرقات وتمارس السلب والنهب ويستغل ذلك كمبررات للدخول إلى المديرية وكنا نسعى لتهدئة الأوضاع وحل كثير من هذه المشاكل وفتح طرق للتفاهمات لنجنب البلاد الحرب ولكنه، كلما سدينا ذريعة أحدث أخرى، ونفذ عمليات اختطاف مواطنين لتثور القبائل ويستغل ذلك في تنفيذ أهدافه المشبوهة.
ومارست الميليشيات حرب الترغيب والترهيب من خلال توزيع الأسلحة وإثارة عدد من الحروب البينية الداخلية بين القبائل حتى أوصلت المنطقة للحرب الشاملة بعد أن باءت محاولاتها بالفشل في السيطرة ولكنها كانت من الأسباب التي أوصلتنا لما نحن عليه الآ.
* كيف تنظر إلى تأخر قوات الشرعية عن فك الحصار عن حجور والالتحام معكم؟ وما رسالتك بهذا الخصوص؟
- القبائل تنظر لتأخر الشرعية في التحرك وفك الحصار بأنه موقف سلبي وغير مبرر، وكنا ننتظر تحركهم نحو كشر مع أول طلقة وسيقتنصون الفرصة لتحرير مستبأ والالتحام بقبائل كشر، على اعتبار أن الشرعية هي الوعاء الذي تصب فيه ثمار النضالات الوطنية الداعمة والمساندة لها.
ومن غير المنطقي أن يناضل أبناء حجور بدمائهم وأموالهم وأن يقدموا تضحيات كبيرة ولا تستثمرها الشرعية في طريقها لاستكمال تحرير البلد وإخراجه من سيطرة المليشيات الإرهابية، إلا أنه لا يزال الأمل موجوداً في أن تتحرك الشرعية والتحالف لفك الحصار عن أبناء حجور ونعتب عليهم ونحملهم المسؤولية في حال تباطأوا في هذا الأمر لما له من عواقب وخيمة.
* ما مستوى تماسك قبائل حجور في مواجهة الميليشيات؟ وهل أثرت محاولات الحوثيين لخلخلة صفوفكم؟
- القبائل متماسكة وتقوم بكل ما تستطيعه للدفاع عن أرضها وأهلها، بالرغم من كل ما يبذله الحوثي ومليشياته من وسائل التفكيك والإغراء وشراء الولاءات بالمال والسلاح غير أنها بإذن الله ثابتة ولن تفرط في دمائها وتضحياتها.
* الوضع الإنساني وما خلفه قصف الحوثيين على المدنيين من أضرار..إعطنا أرقاماً عن الشهداء والجرحى والدمار؟
- الوضع النساني كارثي بكل ما تعنيه الكلمة والنازحون يصلون إلى أكثر من نصف السكان وبلغ عدد الشهداء 35 إلى هذه اللحظة والجرحى يفوق 150 بينهم امرأة و٦ أطفال، وعدد المفقودين عشرين شخصاً، والبيوت المدمرة يتجاوز الخمسمائة منزل، وهناك مركبات بالعشرات منهوبة ومدمرة ومزارع.. وإلى حد الآن لا تتوفر إحصائيات دقيقة لكل الخسائر بسبب عزل بعض القرى، ولكن هذه تقديرات أولية.
ومن الناحية الطبية للجرحى، بعضهم توفي دون أن نتمكن من إسعافه وهناك انعدام لبعض الأدوية والأغذية، ورغم ذلك إلا أن أبناء حجور لازالوا يواجهون الميليشيات ولن يرضخوا لها مهما كلفهم من ثمن.
* كلمة أخيرة تود قولها؟
- ليعلم الجميع أن حجور تمثل حائط صد للإمامة وحارساً أميناً للجمهورية، فلا تخذلوها، كما أننا في قبائل حجور،، نتقدم بالشكر الجزيل لكل من تعاون معنا وفي مقدمتهم قيادة التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ممثلة بالملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وقيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الرئيس/ عبدربه منصور هادي، ونائبه.. كما نشكر قيادة السلطة المحلية لمحافظة حجة وقيادة المنطقة الخامسة لما يبذلونه من جهود في دعم ومساندة حجور للوقوف في وجه المعتدين من ميليشيات الحوثي الإرهابية.

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد