تقرير صحفي يكشف علاقتهم مع ايران ودعمها لحراكهم وتدريب شبابهم واستخدامهم:

الانتقالي الجنوبي.. كيف تحولت بنادق الانفصاليين للتأجير.. من إيران إلى الإمارات؟

2019-09-14 04:56:29 أخبار اليوم/ متابعات


كشف تقرير صحفي أن علاقة الانفصاليين فيما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بإيران أخذت منحىً عسكرياً بعد عام 1994، وخلال تلك الفترة بدأت إيران تمويل الحراك الجنوبي جزئياً..
ويضيف التقرير: يظهر في الإعلام "عيدروس الزُبيدي" رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمارات، ورغم حداثة تأسيس المجلس (2017) إلا أن القادة الانفصاليين لهم تاريخ من العمل المسلح ضد الحكومة بدعم من إيران.
ويواصل التقرير: الزُبيدي قاد تمرداً مسلحاً ضد الحكومة الشرعية في "عدن" الشهر الماضي، واتهمت الحكومة على الفور دولة الإمارات بالتخطيط والتمويل والتنفيذ. يشبه التمرد إلى حد كبير "انقلاب" الحوثيين في سبتمبر2014 ضد الحكومة الشرعية، وما قبل الانقلابيين قصص استخدام "القادة الانفصاليين" مثل الزُبيدي كبنادق للتأجير من إيران حتى الإمارات مروراً بالضاحية الجنوبية في لبنان، في تخادم بين الدولتين تحدده المصالح والمخاوف المشتركة.
ويكمل التقرير المنشور في يمن مونيتور: "الزُبيدي" كان ضابطاً في حرب 1994 إلى جانب علي سالم البيض (نائب الرئيس اليمني الأسبق، آخر رؤساء جنوب اليمن)، خسر البيض الحرب، وهرّب "الزُبيدي" ليعود عام 1996م لتشكيل حركة حتم (حق تقرير المصير)، وخلال عامي 1997 و1998م قاد عيدروس في مناطق الضالع العمليات المسلحة التي استهدفت عدداً من أبناء القوات المسلحة في الضالع في عمليات مخططة، ومنظمة بصورة سرية.
ويعتقد مسؤولون في المخابرات اليمنية ومختصون في الشأن الإيراني أن العلاقة بين "الانفصاليين الجنوبيين" وإيران تعود إلى عقب 1994، حين قامت إيران بمنح العلاج لقادة الحرب والضباط الانفصاليين. وساهمت لبنان كذلك في تعزيز علاقة هذه الجماعات المسلحة في الجنوب بالمؤسسات الإيرانية المختلفة (العسكرية والأمنية والمدينة) التي قدمت الدعم لـ"الزُبيدي" وانفصاليين أخرين لمهاجمة القوات الحكومية.
عاد "الزُيبدي" مجدداً عقب الانتفاضة الشعبية التي أزاحت الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن السلطة عام 2011م ليظهر تحت اسم حركة حتم مهاجماً القوات الحكومية. و أدلى بتصريح لصحيفة الطريق اليمنية، يعلن دعمه للحوثيين ومرحباً بالدعم الإيراني، كانت إيران بالفعل تعمل في جنوب اليمن مستغلة جنوح اليمنيين إلى التعددية السياسية وهشاشة الدولة عقب أحداث 2011م وما تلاها.
ضاعفت إيران بعد 2011م دعمها جماعة الحوثي المسلحة لكنها لم تكن الوحيدة التي تمولها إيران فهناك جماعات في الجنوب تمولها إيران أيضاً، وتستقطب ناشطين في الحراك الجنوبي للتدريب في إيران.
وقام المسؤولون في الحرس الثوري بتنفيذ زيارات إلى مدن إيرانية لمئات من الشباب اليمني بعدة لافتات ثقافية ودينية وسياسية. كانت من بين الزيارات تقديم "تدريبات عسكرية"، وعروض إيرانية طًرحت على قيادات في الحراك الجنوبي، بينها "الدعم مقابل الاستثمار في البنية التحتية"
كان فصيل عيدروس الزُبيدي وتحضيراته بعد 2011 جهة تدعو للكفاح المسلح لتحقيق الانفصال، وذلك كانت علاقته مع إيران متجذرة أكثر من باقي قادة الحراك الجنوبي السلمي.
وقال مسؤول في المخابرات الحكومية كان مطلعاً على ملفات إيران في اليمن أن ابو علي "الحضرمي كان قناة الاتصال الإيرانية بـ"الزُبيدي"، وأن مئات الشبان أرسلهم الزُبيدي للتدريب في إيران وفي الضاحية الجنوبية للبنان.
ولفت المسؤول لـ"يمن مونيتورإلى أن "الحضرمي" لم يغلق قناة الاتصال مع الإيرانيين بل استمرت حتى اليوم، وبينما كان "الحضرمي" مستشاراً للزُبيدي التقى قادة في "الحرس الثوري" ضمن لجنة اليمن الخاصة في إيران –التي تقدم تقاريرها للمرشد الأعلى ومجلس الخبراء في إيران- في "دمشق" و"بيروت" إلى جانب حضور ضابط الارتباط الإيراني " ناصر أخضر" وهو لبناني الأصل.
يؤكد التقرير أن الكثير من شباب الحراك الجنوبي غادروا اليمن بهدوء للتدرب في إيران، وفي لقاء مع صحيفة الغارديان البريطانية عام 2012م أوضح قيادي في الحراك "جماجم" كيف جرى لقاؤه مع الإيرانيين في بلدهم والتحضير للتدريبات وكيف تم نقلهم إلى "دمشق" ثم إلى طهران دون "فيّز" أو ختم جوازات في إيران. وعرضت إيران ملايين الدولارات كرواتب للنشطاء إضافة تدريب وتزويد بالسلاح.
فيما اعترف أمين عام الحراك الجنوبي قاسم عسكر بذهاب المئات إلى إيران للتدريب في حديث لـ"وول استريت الأميركية". وكذلك اعترفت قيادات حوثية بتدريبات لـ"الحراك الجنوبي" في جنوب لبنان وإيران. في نهاية المطاف رفض "جماجم" العرض لكن كان "الزُبيدي" موجوداً وداعماً.
ويكشف التقرير كيف تحولت بنادق الانفصاليين من إيران، إلى الإمارات العربية المتحدة. حيث أصرّت أبوظبي على تقاسم جغرافيا العمليات العسكرية في اليمن، لتُمسك بالمنطقتين العسكرية الثانية والرابعة والساحل الغربي. وبدأت استلام زمام القيادة من طهران إلى أبوظبي، كاستلام وتسليم.
ظهر الزُبيدي و"شلال شايع" (مدير أمن عدن) من يملكون مقاتلين من الضالع وقادرين على التجنيد، مع أن العناصر الذين تم تدريبهم في إيران والضاحية الجنوبية كانوا هم نواة القوة الجديدة، أضافت الإمارات السلفية المتشددة ضمن صفوف التكوينات التابعة لها جنوب اليمن، لتظهر قائدة تشكيلات شبه عسكرية، توسعت لتشمل معظم المحافظات الجنوبية اليمنية الثمان.
يقول المسؤول في المخابرات اليمنية "يتفق الإيرانيون والإماراتيون على أن إشغال السعودية بتهديد لأمنها القومي جنوباً وشمالاً قادر على تخفيف حدة الاحتقان في المنطقة. حيث يؤثر التصعيد والعداء السعودي ل"إيران" على الإمارات من خلال فرض العقوبات التي تؤثر بالتأكيد على الاقتصاد الإماراتي".
يُثير الكثير من المحللين توقيت زيارة وفدا عسكريا إماراتيا إلى طهران بعد سنوات من الانقطاع، وتحرك أبوظبي في اليمن عبر إعلان الانسحاب من البلاد أو قيادة تمرد ضد الحكومة الشرعية في عدن، من أجل انتقاص "الشرعية ومشروعية التدخل في اليمن" في خدمة متبادلة لتثبيت ميليشيات الطرفين جنوب وشمال اليمن، ووضع السعودية في حرج قانوني وسياسي أمام المجتمع الدولي بتحمل تكلفة الحرب وفقدانها مشروعية التدخل ليضعها أمام تبعات دولية كبيرة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد