خبراء أميركيون في شؤون اليمن: أكـبر خطأ نرتكـبه هـــو نشر قوات هناك

2010-01-18 03:59:35

صحيفة
(النهار) اللبنانية أجرت استطلاعا مع عدد من المسئولين الأميركيين السابقين الذين
خدموا في اليمن وتعاملوا مع قادته، والذين تحدثوا لها محذرين بقوة من خطأ وخطر
إرسال قوات أميركية برية إلى اليمن، أو حتى من تكثيف الغارات الجوية التي تقوم بها
الطائرات من دون طيار.
وقال
السفير الأميركي السابق في صنعاء ديفيد نيوتن: "أي قوات أميركية ننشرها في
اليمن، ستواجه مصيرا قاتما مثل ما واجهه العثمانيون أو المصريون من قبل".
وتقول
السفيرة باربرة بودين، التي كانت تمثل بلادها في اليمن حين وقوع الهجوم ضد المدمرة
"كول": "مواجهتنا مع إرهاب القاعدة، يجب أن لا تكون على حساب اليمنيين".
وتضيف:
"أسوأ ما يمكن أن نفعله الآن هو نشر قوات في اليمن".
ويرى الديبلوماسي المخضرم
السفير ادوارد غنيم الذي خدم أيضا في اليمن أن "أكبر خطأ ترتكبه الولايات المتحدة
هو في إرسال جنود إلى اليمن".
ويذكّر بغضب اليمنيين في أعقاب غارة 2002 وقتل
الحارثي، ويضيف: "إذا تورطنا في هجمات جديدة للطائرات من دون طيار، فإننا سنواجه رد
فعل غاضباً مماثلاً لما نراه الآن في باكستان، لأنها ستجلب معها خسائر
مدنية".
ووجد المسؤولون السابقون الثلاثة أنفسهم مضطرون إلى الرد على الكم
الكبير من الصور النمطية حول اليمن أو المبالغة بخطر "تنظيم القاعدة في جزيرة
العرب"، والذي يراوح عدد أعضائه، ومعظمهم من السعودية واليمن، بين 200 و400 عنصر
فقط، في دولة يصل عدد سكانها إلى 24 مليون نسمة.
الانتقادات القاسية والمجحفة
التي وجهها الجمهوريون والمحافظون إلى الرئيس باراك اوباما بعد حادث عيد الميلاد من
انه تجاهل اليمن أو انه ليس متشددا بما فيه الكفاية ضد الإرهاب، لا تخفي حقيقة أن
حكومة اوباما كانت مشغولة ومنشغلة باليمن في أكثر من مجال، من محاولة تسليم أكثرية
المعتقلين اليمنيين في معتقل غوانتانامو (يشكلون الآن نحو نصف المعتقلين) إلى
السعودية وبعضهم إلى اليمن لتأهيلهم، وهي محاولات أخفقت في معظمها حتى الآن، إلى
تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي والعسكري بين البلدين "لضرب معسكرات تدريب
الإرهابيين وخلاياهم بطريقة مستديمة وفعالة" كما قال اوباما.
ولكن حادث عيد
الميلاد أرغم الرئيس الأميركي اوباما على تعليق عملية نقل اليمنيين من غوانتانامو
إلى وطنهم الأصلي، بعدما نقل 6 منهم إلى اليمن قبل أيام من الحادث.
وثمة تخوف من
إعادة اليمنيين إلى بلادهم، لأنهم لن يخضعوا لرقابة مستمرة من حكومتهم، وان بعض
الذين أفرج عنهم خلال ولاية الرئيس السابق جورج بوش، عادوا وانضموا إلى
"القاعدة".
ووفقا لتقرير صدر أخيرا عن وزارة الدفاع، فإن واحداً من كل خمسة
أعضاء من تنظيم "القاعدة " يفرج عنهم، يعود إلى احتراف مهنة الإرهاب.
وتضيف (
النهار) :غير أن عودة اليمن، بهذا الشكل المقلق للذاكرة الجماعية الأميركية، حمل
معه أساطير وصوراً نمطية ومسلمات خاطئة مثل: اليمن دولة فاشلة وارض خصبة
ل"القاعدة"، اليمن هي أفغانستان ولكن بشواطئ، اليمن مهددة بالتفكك
والانقسام.
اليمن تشهد صراعا شيعيا - سنيا (التمرد الحوثي)، الحكومة اليمنية
مثلها مثل الحكومة الأفغانية تسيطر على العاصمة ولكن ليس على الأطراف.
هذه
المسلمات الخاطئة أو المبالغ فيها، حملت بدورها أطروحات بينها دعوات إلى توجيه
"ضربات وقائية" ضد "القاعدة"، وهو ما طالب به السناتور جوزف ليبرمان وغيره، أو حتى
إرسال قوات أميركية برية إلى اليمن.
الجميع تحدث أيضا عن الحكم الأوتوقراطي
الطويل للرئيس علي عبد الله صالح الموجود في السلطة منذ 31 سنة ومعضلة التعامل معه،
وعن المحسوبية والفساد المستشري في الأجهزة الحكومية، هذا إذا لم نذكر ما يسمى
"التمرد الشيعي" في الشمال، والتململ الانفصالي في الجنوب، على خلفية انحسار عائدات
النفط، والنقص الخطير في الموارد المائية.
اليمن ليست دولة فاشلة وبحسب صحيفة(
النهار)أيضاً فإنّ السفيرة بودين تعتبران أفضل طريقة لمساعدة اليمن في مواجهة
الإرهاب والتطرف في المدى البعيد هي في رفع قيمة المساعدات الاقتصادية الأميركية
لمؤسسات الدولة والدفع لتطوير أداء موظفيها، والاستثمار في تحسين نوعية التعليم،
وليس فقط التركيز على المساعدات العسكرية والأمنية.
وتشير إلى أن واشنطن تواصل
التركيز على المساعدات العسكرية، وليس الاقتصادية حين قررت تخصيص 120 مليون دولار
لمكافحة الإرهاب في اليمن، مقابل توفير مساعدات اقتصادية بقيمة 40 مليون
دولار.
وتعليقا على الانتقادات القاسية للرئيس علي صالح في كتابات بعض المعلقين
الاميركيين، تقول:"علينا التعامل مع الحكومة الموجودة، ولا نستطيع انتقاء قادتها"
.
وتضيف: "اليمنيون لا يريدون حكومة مركزية قوية، بمعنى التسلط، وإنما حكومة
فعالة وغير اوتوقراطية".
وترفض بشدة اعتبار اليمن" دولة فاشلة" وان قالت أنها
تواجه تحديات داخلية جدية، كما ترفض "المقولة الخاطئة" القائلة أن بعض القوى
اليمنية المتقاتلة تسعى إلى الانفصال، موضحة أن "هذا ليس صحيحا بالنسبة إلى
الحوثيين، والى عدد كبير من السياسيين في الجنوب، الذين لا يريدون الانفصال بل وجود
دولة فاعلة".
وتعتبر أن الذين يدّعون أن القتال في الشمال هو قتال شيعي - سنّي
لا يعرفون شيئا عن اليمن.
ويلتقي نيوتن وغنيم على القول أن واشنطن يجب أن تحصر
مساعداتها لليمن في مجالات التدريب العسكري وتبادل المعلومات الاستخباراتية وتوفير
المعدات للاستطلاع الجوي وتفادي التورط المباشر في القتال.
ويضيف غنيم: "هناك
خلافات يمنية داخلية قديمة، أي قبل بروز تنظيم القاعدة، وعلينا البقاء بعيدين
عنها".
من جهته يقول نيوتن انه "من الصعب حكم اليمن.
اليمنيون منقسمون بعضهم
على بعض، ولا يحبون أن يحكمهم الأجنبي ولا حتى اليمني".
ومع أنهما قالا انه يجب
التصدي ل"القاعدة"، إلا أنهما حذرا من المبالغة بخطره، أو أن يتحول "هاجساً" كما
قال نيوتن. .
ويرى نيوتن أن إخراج اليمن من محنته الحالية، يتطلب أيضا قرارا
جذريا من دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديدا السعودية لمساعدة اليمن اقتصاديا، بما
في ذلك فتح مجالات العمالة للمواطنين اليمنيين.
وعن مستقبل اليمن، اجمع الخبراء
الثلاثة على القول أن الخلافات والانقسامات الداخلية، وتفاقم الأزمة الاقتصادية
ومشكلة إهدار الموارد المائية على زراعة القات، وتفكك التركيبة القبلية بسبب عملية
"الحداثة"، كلها عوامل تجعل المستقبل القريب لليمن "صعبا للغاية".
والسفير نيوتن
كان أكثر المتشائمين حين قال أن "الصورة قاتمة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد