اليمن بين النهج الخاطئ والتدخل الخارجي

2010-01-21 05:30:26



أوجدت بعض السياسات الخاطئة للحكومة لا سيما في
المجال الاقتصادي ما يشبه البيئة الملائمة لنمو الكثير مما هو حاصل الآن من مشاكل
داخلية وتداعيات سلبية خاصة لما يسمى بالحراك الذي بدأ سلمياً ولكنه الآن يتجه بحسب
ما هو مشاهد نحو العنف المسلح.

كما أوجدت تلك السياسات أيضاً مبرراً كافياً لما تردده بعض القوى الدولية في
الظرف الراهن عبر تقاريرها الخارجية بأن اليمن أصبحت تصنف دولة فاشلة برغم أن تلك
القوى مساهمة بشكل أو بآخر في إضعاف اليمن سياسياً واقتصادياً من خلال التدخل في
الشأن الوطني خلافاً لما يزعمون أنهم مع وحدة اليمن واستقراره فلو كانوا كذلك لما
تدخلوا في ذلك الشأن الوطني لأن ما تحدثوا به عن مساعدات اقتصادية ثبت بأنها
ترويجات هدفها شق الصف الوطني وتوسيع الاحتقانات الداخلية، وقد كان الأحرى الالتفاف
حول إنجاح الحوار برعاية رئيس الجمهورية لأن ذلك الحوار مخرج للكثير من الأزمات
التي يشهدها الوطن خلافاً لما طرأ في حوارات أخرى تبدو للمواطن اليمني بأنها حوارات
غير مجدية وذلك لهيمنة الطابع الخارجي عليها لأن الأجندة الخارجية كانت ولازالت
وستظل مع مصالحها وبالتالي فإن التدخل الخارجي مهما كان شكله أو نوعه فلن يخدم
مصالح اليمنيين وإنما ذلك التدخل يخدم مصالح الأجنبي، وهو ما يؤكد بأن المؤتمر
المزمع عقده بلندن بحضور الحكومة قد ينعكس سلباً على الإجماع الوطني ما دام ذلك
المؤتمر أيضاً قد أوجد هو الآخر ترتيبات تجري على قدم وساق لعقد اجتماع يضم معارضة
الخارج في لندن وهو ما يعني خلطاً للأوراق في ظل مساعي السلطة والمعارضة لتدويل
الشأن الوطني وما سينجم عن ذلك من آثار سلبية لا تخدم أمن الوطن واستقراره، لا سيما
والوطن الذي استعاد وحدته في 22 مايو 1990م وأصبح كبيراً ويتسع لحوار أبنائه بدلاً
من الذهاب إلى عاصمة الضباب أو إلى جزيرة قبرص وكان يفترض أن يلتقوا في إطار اليمن
بعيداً عن الأجندة الخارجية، فكم ستبقى اليمن رهينة بين النهج الخاطئ للحكومة
والمبررات الواهية لأطراف داخلية وخارجية هدفها تدويل أي مشكلة يمنية مع إمكانية
حلها في الداخل خاصة وهناك قوى سياسية سواءً كانت في السلطة أو المعارضة تنجر وراء
الخارج غير مدركة بأن الأجنبي لا يمكن أن يصنع لها التغيير بل إن القوى الخارجية هي
من تقول اليوم في وسائل إعلامها بأن اليمن بلداً مشتبهاً به وليس من مصلحة فرقاء
العمل السياسي التمسك بذلك التدويل؟.
ولعل دعوة المدعو علي سالم البيض إلى وضع
الجنوب تحت الوصاية الدولية يكشف حقيقة اتساع ذلك التدويل، كما يكشف أيضاً بطلان
مزاعم المجتمع الدولي الذي يدعي حرصه على وحدة اليمن، في الوقت الذي هو يدعم فيه
مثل تلك الأبواق نحو مسارات موغلة في التفكيك والتمزيق والذي هو أسوأ من
الانفصال.
وكان الأحرى بالبيض وبدلاً من أن يدعو إلى وضع البلد تحت الوصاية
الأجنبية كان الأحرى به أن يبقى صامتاً كما عهدناه غير أنه لا يريد أن يحسن خاتمته
التي بدأها بالانفصال وأنهاها بالصمت دهراً والنطق كفراً.
فاليمن وجدت لتبقى كما
أنها مستعصية على ذلك التدخل الخارجي واليمن لا تعني الحكومة والمعارضة ولكنها شعب
وبلد من قبل أن يكون للأوصياء علماً وراية.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد