تطورات تؤثر على مصير السلام والأمن والاستقرار في اليمن

2022-03-02 08:30:50 اخبار اليوم/ تقرير خاص

  



لا ينتهي خطر المعسكر الحوثي على المستوى المحلي في اليمن، بل يمتد خطره على المستوى الإقليمي ليتحول الى خطر إيراني إرهابي، يهدد الأمن القومي لدول الخليج والمنطقة العربية عمومًا، وذلك لما يمثله من امتداد للنفوذ الفارسي ومطامع الامبراطورية المنتظرة لإيران.

ومن جهة أخرى هناك العمليات العسكرية التي نفذها الحوثيين واستهدفوا بها دول الجوار في المنطقة الخليجية، أبرزها المملكة العربية السعودية، العدو الأول للمشروع الإيراني، وقائدة التحالف العربي في اليمن.

وفي إطار التطورات التي تؤثر في السلام والأمن والإستقرار في اليمن اضافة الى مليشيات الحوثي الإرهابية، هناك حالة التذبذب المريبة للرياض والتي تخشى من تكاليف الحرب الباهظة، والإمارات ذات الأنشطة المريبة في اليمن.

تطورات مؤثرة

في السياق، اشار تقرير لجنة الخبراء الأمميين الى أنه "لا يمكن فهم النزاع في اليمن دون تحليل دوره في المنطقة، فيما يتعلق بكل من التهديدات التي تشكلها الأعمال العسكرية لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً على أمن المملكة العربية السعودية والمنطقة برمتها، والتطورات السياسية الإقليمية التي تؤثر في البحث عن حل سلمي".

وأوضح "بالنسبة للمملكة العربية السعودية، مع وجود حدود طويلة تصعب السيطرة عليها، وعلاقات اجتماعية واقتصادية قوية، وفي ظل الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب، فإن النزاع في اليمن هو نزاع يتعلق باحتواء تهديد خارجي بقدر ما يتعلق باستعادة سلطة الحكومة الشرعية لصالح العلاقات الثنائية".

وأكد التقرير "تحتاج حكومة عبد ربه منصور هادي إلى الدعم العسكري والمالي والسياسي المستمر من الرياض". مشيرًا الى أنه "ومع ذلك، ما فتئت المملكة العربية السعودية تبحث لها عن مخرج من الحرب، لجملة أسباب منها تكلفة الحرب الباهظة وعدم تمتعها بشعبية لدى الجماهير المحلية".

ومن جهة أخرى قال التقرير "أما الإمارات العربية المتحدة فدورها في اليمن، على عكس دور المملكة العربية السعودية، يصعب فهمه".

وفيما يتعلق بدولة الإمارت ذكر التقرير، أن "البلد لا حدود مشتركة له مع اليمن، وله معه روابط اقتصادية واجتماعية أقل، وبعد أن قادت الإمارات العربية المتحدة العمليات العسكرية المناهضة للمليشيات الحوثية على الساحل الغربي حتى توقيع اتفاق ستوكهولم في عام 2018، سحبت رسميا معظم قواتها العسكرية في عام 2018 "مع بقائها طرفا في اليمن وقيامها أيضـا بعمليات لمكافحة الإرهاب".

وتابع" بيد أنها تواصل القيام بدور سياسي هائل في اليمن، وذلك في الغالب من خلال تقديم الدعم السياسي والمالي والعسكري إلى القوات المشتركة في الساحل الغربي، فضلا عن الدعم السياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي".

تمويل الحوثيين

في السياق، يشير تقرير لجنة الخبراء الأمميين الى أنه "فيما يتعلق بالدعم الخارجي للحوثيين فهو أقل وضوحا". موضحًا أن "جمهورية إيران الإسلامية حليف سياسي للحركة منذ عام 2015 على الأقل، ولها "سفير " في صنعاء".

وأضاف التقرير "وهي إحدى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة القليلة التي تعترف بشرعية حكومة الحوثيين في اليمن.. والبلد الآخر في المنطقة الذي يقيم قنوات اتصال رسمية مع الحوثيين هو عمان، وهو بلد يشترك في الحدود مع اليمن".

وتابع التقرير "توجد بين سكان البلدين روابط اجتماعية واقتصادية قوية، وتلتزم السلطنة بموقف محايد إزاء النزاع وتستضيف مفاوضين حوثيين رفيعي المستوى".

وأكد التقرير لا تزال حركة المرور التجارية البرية نشطة جدا، وعلى الرغم من أن المعابر الحدودية تخضع لسيطرة حكومة اليمن، فثمة أدلة على أن مكونات ومنظومات الأسلحة الحوثية، وغيرها من المعدات العسكرية لا يزال يمد بها برا، وقوات الحوثيين أفراد وكيانات موجودون في عمان".

انسداد سياسي.

في اليمن ازداد تدهور الوضع السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي والإنساني خلال الفترة المشمولة بالتقرير، وأدت حكومة الوحدة، التي تضم ممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي، اليمين الدستورية في 26 كانون الأول / ديسمبر 2020، ومثلت هذه الحكومة التي تشكلت بعد أشهر من المفاوضـات أهم إنجاز لاتفاق الرياض. بحسب التقرير

وأوضح التقرير "مع ذلك، لم تتمكن حكومة الوحدة من تحقيق جميع أهدافها، أي انسحاب القوات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي من عدن، والاتحاد في مواجهة الحوثيين، وتحقيق استقرار العملة، وزيادة إيرادات الحكومة".


وذكر التقرير "فعلى سبيل المثال، تختلف حكومة اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي عما إذا كان المجلس الانتقالي سحب جميع وحداته العسكرية من عدن، وحقق الحوثيون مكاسب كبيرة على الأرض؛ وتدهور سعر صرف الريال اليمني مقابل دولار الولايات المتحدة باطراد حيث بلغ 720 ريالا للدولار الواحد في تاريخ الإعلان، متجاوزا 700 1 ريال للدولار الواحد في أوائل كانون الأول / ديسمبر 2021 ".

وأردف "وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، اتخذ الطرفان الموقعان تدابير قوضت اتفاق الرياض، واضطر رئيس الوزراء وبعض كبار المسؤولين الحكوميين إلى مغادرة عدن، ثلاثة أشهر فقط بعد تشكيل حكومة الوحدة إثر اقتحام متظاهرين قصر معاشيق حيث كان يقيم رئيس الوزراء".

وأشار التقرير الى أنه "بعد ذلك الحادث، تم تشكيل فريقي تفاوض لحكومة اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي في منتصف عام 2021 في محاولة لإحياء اتفاق الرياض، ولتمكين رئيس الوزراء وحكومته من العودة إلى عدن".

وأكد التقرير أنه "وفي غياب رئيس الوزراء وبعد عودة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، إلى عدن في أيار / مايو 2021، اتخذ المجلس الانتقالي تدابير إضافية لبسط سيطرته على مختلف المؤسسات. وفي حزيران / يونيو 2021، أبلغ المجلس الانتقالي الفريق بأنه سيطر على جزيرة ميون / بريم، بمساعدة التحالف".

وقال التقرير "بعد مفاوضات مطولة اضطلعت بها المملكة العربية السعودية، عاد رئيس الوزراء إلى عدن في 28 أيلول/ سبتمبر 2021، ولا تزال العلاقة السياسية بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة متوترة، حيث تتهم الحكومة المجلس بتصعيد التوترات الملموسة بالفعل بخطابه العدائي".

"ويتهم المجلس الانتقالي الجنوبي الحكومة بشن "حرب خدمات“ بحرمان السكان الخاضعين لسيطرة المجلس الانتقالي من الحصول على الخدمات العامة" بحسب التقرير.

وتابع التقرير "في حزيران / يونيو 2021، أفادت المملكة العربية السعودية أن التصعيد السياسي والإعلامي وما تلاه من قرارات تعيين سياسية وعسكرية من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي لا تنسجم مع ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين، ومن غير المعتاد أن تفرد المملكة العربية السعودية علنا أي طرف بالانتقاد".

"وعلى هذا النحو ، فإن الاتفاقين في جوهرهما لا يمثلان سوى نقطتي انطلاق لإجراء المزيد من المفاوضات بشأن تنفيذهما، لكن هذه المفاوضات توقفت".

انسحاب القوات المشتركة

وفي سياق متصل أكد التقرير، "يلاحظ الفريق أنه تم التفاوض على اتفاقي ســـــتوكهولم والرياض كليهما في ظل قيود زمنية خلال حالات أزمات، أي إبان التقدم الذي أحرزته القوات المشتركة على جبهة مدينة الحديدة في عام 2018 والقتال الذي دارت رحاه بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة اليمن في عام 2019. ويتضمن كلا الاتفاقين صيغا فضفاضة تفسح المجال لاختلافات كبيرة في التفسير من جانب أطراف النزاع".

وأضاف التقرير "قوضت انسحابات القوات المشتركة في الحديدة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 اتفاق الحديدة الضعيف أصلا".

وأوضح انه" وعلى الرغم من نجاح اتفاق الرياض جزئيا في تحقيق وقف إطلاق النار المحلي في أبين في عام 2021، فإن أهدافا أخرى لا تزال غير مكتملة من حيث التنفيذ".

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد