إتفاق المجلس السياسي... خيبة صالحية انتهت بمقتل حزب المؤتمر في صنعاء

2022-04-20 10:51:55 اخبار اليوم/ تقرير خاص

   

بعد مدة من التحالف الغير معلن، شكلت جماعة الحوثي مجلسها السياسي مع حليفها صالح، الذي انتهى به المطاف كغيره من الذين ابرموا الاتفاقيات مع الجماعة، ليجد مصرعه على أيديهم عقب تشكيل المجلس السياسي بفترة.

وعلى الرغم من حالة الاحتقان القائم بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام، والذي كان يشكل جزءًا من الاحتقان السائد في البلاد كلها، نتيجة استفراد جماعة الحوثيين بالسلطة، وما أحدثوه عقب سيطرتهم على مؤسسات الدولة، أو ما يحاولون إحداثه، من تغييرات في الأبعاد المختلفة لكيان الدولة.

ذهب الرئيس السابق علي عبدالله صالح لتشكيل مجلس سياسي مع جماعة الحوثيين، وكانت هذه الخطوة أشبه بإعلان زواج رسمي بين الجماعة ومؤتمر صالح المناهض للحكومة الشرعية.

الا أنه سرعان ما بدأت مساعي الجماعة لعزل الدولة عن محيطها، في سياق صراع تاريخي، تحركه معتقدات أيديولوجية وسياسية متناقضة، تتداخل معها مصالح ذاتية متعارضة مع مكونات المجتمع اليمني، ممثلة بالتنظيمات السياسية.

مركز أبعاد للبحوث والدراسات الإستراتيجية، في دراسة له بعنوان "الاتفاقيات الهشة مع الحوثيين وفشل مبادرات السلام في اليمن" كشفت الممارسات الحوثية والتاريخ الأسود للجماعة منذ أولى أيامها مع المجلس السياسي الذي تشاركته مع مؤتمر الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الرجل الذي خاض ضد الجماعة ستة حروب في فترة حكمة وحظي فيها بستة اتفاقيات مخترقة من قبل الجماعة.

كما تكشف الدراسة، دوافع جماعة الحوثيين من تشكيل هذا التحالف مع الرئيس السابق صالح، والذي انتهى به المطاف كضحية من ضحايا التوظيف الحوثي للاتفاقيات المبرمة مع مختلف المكونات السياسية، ثم حالة التنصل اللا مسؤول والرامي لتحقيق النصر بأية ثمن، وهي دراسة معمقة تتناول الطبيعة الغير قابلة للسلام والتي تهدد الهدنة الأممية في الوقت الحالي.

وتشرح دراسة "الاتفاقيات الهشة مع الحوثيين وفشل مبادرات السلام في اليمن" كيف استغلال الحوثيين للاتفاقيات المحلية، كأداة سياسية وعسكرية في سيطرتهم على البلاد، وتقدم نماذج لهذه الاتفاقات ودوافع نقضها بناء على السياقات المحلية والإقليمية.

مجلس الخيبة وبنوده.

بعد مرور عام على الاتفاق السياسي بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي، ظهرت تناقضات الحوثيين معه وتطورت لتصبح الخلافات بين الطرفين على نحو توقع معه الكثير، أنه سيؤول إلى مواجهة مسلحة عنيفة، يُقصي بها أحدهما الآخر.

إلا أن ذلك لم يحدث، بل اختفت حدة التوتر، مع انقضاء احتفالية جماهيرية أقامها الحزب في 24 أغسطس/آب 2017، احتفاء بذكرى تأسيسه الخامسة والثلاثين، وذلك لا يعني انتهاء الخلاف، بدليل ما يصدر عن وسائل إعلام الجانبين. 

وسرعان ما خمدت شرارة الخلاف بين الطرفين حتى عاد الحوثيين لإذكاء فتيلها الملتهب، وليحققوا بذلك نبوءة المراقبين والمحللين السياسيين الذين اعتقدوا قبلها انه اتفاق سينتهي الى مواجهة مسلحة سينتج عنها اقصاء طرف للآخر، وهنا كان واقع الحال يشكو خيبة صالح وقد لقي حتفه قتيلًا بعد أن شعرت الجماعة بقوتها ووجدت تحالفها معه وقد أصبح فيض غير مجد ولا يصب في صالحها.

دراسة مركز أبعاد "الاتفاقيات الهشة مع الحوثيين وفشل مبادرات السلام في اليمن" أوضحت أنه من بنود الاتفاق المبرم بين الجماعة ومؤتمر صنعاء برئاسة صالح كانت تنص على "تأسيس حكومة ومجلس رئاسي لتحالف الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام الموالي لعلي عبدالله صالح، وكذلك إعادة عمل مجلس النواب اليمني بعد أن حله الحوثيون مطلع /فبراير شباط 2015م".

دوافع الاتفاق.

وفي سياق متصل، أشار "أبعاد" الى أنه من ضمن الدوافع التي أدت الى هذا الاتفاق هو اولا "حاجة جماعة الحوثي لإنهاء تعويل التحالف العربي والحكومة على إمكانية حدوث انقلاب من "صالح" على الحوثيين".

بالإضافة الى "حاجة الحوثيين كجماعة مسلحة إلى غطاء سياسي لممارسة السلطة، وكذلك حاجة الحوثيين إلى برلمان صوري لاستمداد مشروعية قراراته أمام المجتمع الدولي مشروعية قراراته". بحسب الدراسة.

وأضافت "حاجة جماعة الحوثيين كجماعة مسلحة الى غطاء سياسي لممارسة سلطتها في مناطق سيطرتها".

خيبة صالح.

بعد أن حظيت جماعة الحوثيين بغطائها السياسي، وتمكنت من جذب حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح الى صفها، والذي كان يمثل نوعًا من الأمل بالنسبة للمجتمع الخاضع لسيطرة الحوثيين وكذلك التحالف العربي الذي اعتقد بإمكانية انقلاب علي صالح على الحوثين.

انتهى دور التحالف عند هذا الحد، لاسيما وقد حظيت الجماعة بغطائها السياسي المتمثل ببرلمان ومجلس نواب صوري يشرعن سلطتها وقراراتها امام المجتمع الدولي، فبدأت عند هذا الحد بالتناقض مع الإتفاق المعلن، وركزت جهودها للقضاء على وجود صالح واقصاء حزبه لتكون في نهاية المطاف هي المسيطر الأول على مناطق نفوذها.

في السياق، كشفت دراسة مركز "أبعاد" سلوك الحوثيين للتخلص من تحالفهم مع رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء علي صالح الذي انتهى بمقتل الرجل بصورة وحشية، حيث اشارت الدراسة الى أن "الحوثيون اتهموا صالح بتحويل ولاءه إلى التحالف العربي، بدلا من كونهم شركاء في إدارة "السلطة في صنعاء".

وأضافت "اتهم الحوثيون حلفاءهم بكونهم "طابور خامس" وجواسيس، حيث يقوم الاتفاق على الشراكة، لكن الحوثيين استخدموا الاتفاق لتقويض سلطة حزب المؤتمر، واستخدام قدرة أعضاء الحزب في مؤسسات الدولة لتدريب أفرادهم، ليتوغل الحوثيون بشدة في مؤسسات الدولة بعد أن قاموا ببناء نظام موازي وطرد الكثير من كوادر حزب المؤتمر".

وفي نهاية المطاف "مقتل الرئيس صالح على يد الجماعة الحوثية في نهاية 2017م، بعد اشتباكات طاحنة وسط صنعاء، سيطرة الحوثيون على المجلس السياسي الأعلى بما في ذلك رئاسة المجلس الذي كان بالتناوب بين الفريقين".

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد