تكهنات الإطاحة بالرئيس هادي والإمارات تغذي مشاريعها المشبوهة.

2022-07-02 13:13:14 اخبار اليوم/تقرير خاص

 

ما بين الديوان الملكي وحزب الله اللبناني، أبرم الاتفاق الذي أطاح بالرئيس السابق عبدربه منصور هادي، وفي ظروف غامضة، دعت الرياض فجأة لمؤتمرها المستهلك لتخرج منه في نهاية المطاف بقيادة جديدة لليمن، فيما يكتنف ملف الأزمة اليمنية الكثير من التساؤلات التي لم تجد من يتنبأ بمستقبلها القادم.

موقع "ميدل است آي" البريطاني كشف عن اجتماعاً سريا عُقد بين ممثلي الرياض وممثلي حزب الله في مارس الماضي ببيروت، تم خلاله التأكيد على المطلب الحوثي بالإطاحة بالرئيس هادي، وفتح مطار صنعاء، وميناء الحديدة، مقابل ضمان وقف الحوثيين استهداف الأراضي السعودية.

بعد ثمانية أعوام عجاف عشتها السعودية في الحرب ضد الحوثيين، وجدت نفسها في موقف محرج أمام المجتمع الدولي أولا، وموقف ضعف يتهدد أمنها القومي وسلامة أراضيها واقتصادها الذي بات عرضةً لصواريخ الحوثيين المجنونة، ما دفع الرياض للبحث عن أبواب تخرجها من اليمن بأي نتيجة كانت.

في سبيل ذلك، قدمت الرياض للمليشيا الحوثية وإيران كثيرا من التنازلات، حتى إن الهدنة المعلنة منذ أكثر من ثلاثة أشهر ليست سوى اتفاق سعودي حوثي برعاية إيرانية وتنسيق لبناني، ولا علاقة له بالحرب التي تشنها مليشيا الحوثي على اليمنيين.

الإطاحة بهادي بهذا السيناريو، وتركيز خطاب المملكة مؤخراً على وقف الحرب، ودعم السلام في اليمن، يكشف أن الرياض اتخذت قرار إزاحة هادي بالتزامن مع استبعاد الخيار العسكري، وهو الأمر الذي أكد عليه بيان إعلان مجلس القيادة الرئاسي.

اجتماع بيروت.

وفي سياق متواصل، أفاد موقع "ميدل إيست أي" البريطاني بأن اجتماعا سريا عقد بين وفد سعودي ووفد من حزب الله في لبنان بهدف تمهيد الطريق لوقف إطلاق النار في اليمن خلال شهر مارس الماضي.

وقال الموقع إن نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قدم خلال الاجتماع الذي عقد أواخر مارس الماضي قائمة مطالب كشرط لوقف فوري لإطلاق النار في اليمن"

وأشار الى أن، قائمة الطلبات شملت الإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، ورفع الحصار عن ميناء الحديدة الرئيسي ومطار صنعاء، وتبادل الأسرى، ليس كلهم من اليمنيين ولكن بعضهم من الشيعة المسجونين في البحرين ودول الخليج الأخرى.

ونقل الموقع عن مصدر مطلع في اللقاء أن السعوديين سألوا قاسم ماذا سيكون رد الحوثيين إذا تم تلبية هذه المطالب. 

 رد قاسم: سيكون هناك وقف فوري لإطلاق النار.

وفي هذا السياق، يستبعد الصحفي، محمد السامعي، أن تكون الإطاحة بالرئيس هادي ووقف إطلاق النار جاء نتيجة صفقة بين السعودية وحزب الله.

وفي الوقت ذاته، لا يستبعد السامعي، ذهاب السعودية إلى بيروت للتحاور مع حزب الله، كونها سبق وذهبت إلى بغداد للتحاور مع إيران، كون في نهاية الأمر إيران هي مفتاح الحل فيما يتعلق بالحوثيين.

وأوضح السامعي أن "مشكلة الحوثيين ليست مع الرئيس هادي، والحل بالنسبة لهم لن يأتي بالإطاحة بالرئيس هادي، بل من خلال التخلص من الحكومة الشرعية عمومًا".

ويعتقد السامعي أن "الولايات المتحدة الأمريكية هي من تقف وراء الهدنة وليس حزب الله، وبالتالي من أجل الوصول إلى توافق حول مسألة الهدنة، كان لا بد من أن تفتح هذه القنوات، سواء مع حزب الله أو مع إيران، أو مع غيرها".

وأشار السامعي إلى أنه "في حال بنت السعودية علاقات مع حزب الله أو مع إيران وأجندتها، أو اعتقدت أن التوافق والاتفاق مع الحوثيين يمكن أن يؤمن لها أمنها القومي، فهي مخطئة في ذلك".

احتيال إماراتي.

تنظر مليشيا الحوثيين للساحة اليمنية بترقب حذر، وتبني على ذلك خططها وترتب صفوفها للانقضاض على كل ماهو شرعي في البلاد، في حين تتمسك الحكومة الشرعية اليمنية بالهدنة الأممية، تتواصل خروقات المليشيا بشكل مقصود، في وقت تعمل فيه على رفع قدراتها العسكرية من خلال حشد مزيدًا من المقاتلين.

وفي هذه الظروف، تستمر دولة الإمارات في زراعة كل ما من شأنه تشتيت جهود الحكومة، لتشغلها بمعسكرات ومكونات مملشنة، أو في أزمات اقتصادية وتعطيلها لمساعي التنمية، في محاولة منها للنيل من كل ما يمثل فرصة للتنمية السياسية في البلاد.

وفي السياق، قال السياسي والكاتب الصحفي صدام الحريبي إن: "الحوثيون يجهزون على أعلى مستوى للانقضاض على باقي مناطق سيطرة الشرعية، بينما الإمارات وأياديها تشغل الشرعية بالمليشيات والمشاكل الداخلية والاقتصاد والإرهاب".

ويرى الحريبي، في حديثه لـ"أخبار اليوم"، أن الهدف من كل ذلك هو رغبة الإمارات امتلاك الموانئ والجزر اليمنية بشكل رسمي وبأي طريقة كانت كما هو الحال مع الجزر المصرية "تيران وصنافير".

وأضاف: "ترى أبو ظبي أن الحل الوحيد هو تسليم الدولة لجهة أو أشخاص موظفين لدى بن زائد، لأن تسليم البلاد لأشخاص أو جهات سيادية تتمتع بروح وطنية سيشكل خطرا كبيرا عليها".

ويعتقد أنه لأجل تحقيق هذه الأهداف، تقيم الإمارات حلفا مع الحوثيين تجدده وقت الحاجة، وتظن أنها ستصل معهم إلى حلا عسكريًا اذا ما خرجوا عن الطريق المرسوم، بعد القضاء على الشرعية بالسلم أو من خلال دعم من ستنصبهم حكامًا لليمن، غير آبهة بأن الحوثي قتل الرئيس السابق صالح وأن إيران ما زالت تحتل جزر طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى".

تسليم اليمن.

وفي السياق، يرى الحريبي أن الإمارات ستعمل على تسليم اليمن لإيران كما تم تسليم العراق سابقا بأي حال من الأحوال. وقال: "هذا هو المخطط الذي يتم تنفيذ خطواته اليوم والذي صده الشعب اليمني منذ سنوات ممثلا بالجيش الوطني الذي يعاقب حتى اليوم بتجويعه ومحاولة إفشاله وإضعافه من خلال عدم تسليم مرتباته وحرمانه من التسليح والحرب الإعلامية ضده ومحاولة تشويهه والنيل منه".

وأشار الى أن "الهدف الرئيس من كل ذلك هي السعودية، وعلى الأشقاء أن لا يتفاجأوا عندما يكتشفون أن من يعمل ضدهم ويحاول إسقاطهم هو أهم حليف وداعم وموجه لهم".

وأوضح "أعداء السعودية المستقبليين لهم نفس طويل، وهم يعملون حاليا بشكل مرتب ومنظم ومدروس على تخويفها ممن قد يقفون إلى جانبها ويناصرونها إن تعرضت للخيانة أو الهجوم، وقد بدأوا بإقناعها على أن من سيدافعون عنها هم أعداء ويجب التخلص منهم".

وتابع "عندما يتم التخلص منهم فعليا، سيكونون _أعداء السعودية _ قد جردوا المملكة من المدافعين المحتملين عنها، كما فعلت الإمارات مع الرئيس هادي، فقد بدأت بإسقاط الموالين الأقوياء له الذين قد يغيروا النتيجة كمحافظ شبوة وقادة مقاومة بعض المحافظات وغيرهم، ولما جردته منهم أسقطته بكل سهولة أمام موافقة السعودية وصمت الجميع".

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد