كريستوف غالتييه... صاحب القبضة الحديدية من دون خبرة أوروبية

2022-07-05 23:31:40 أخبار اليوم/ متابعات

 

لا يملك كريستوف غالتييه المدرب التقني صاحب القبضة الحديدية والمحاور الممتاز خبرة كبيرة على أعلى مستويات كرة القدم الأوروبية، غير أن شخصيته القوية أغوت باريس سان جرمان للتعاقد معه في بحث نادي العاصمة عن مدرب فرنسي أقل "لمعاناً" من أسلافه.

ولم يسبق لغالتييه (55 عاماً)، المتحدر من مرسيليا والذي تعاقد مع بطل فرنسا لمدة عامين ليحلّ بدلاً من الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، أن قاد مجموعة تضم هذا الكمّ الهائل من النجوم العالميين (الأرجنتيني ليونيل ميسي وكيليان مبابي والبرازيلي نيمار...)، كما لم يسبق له أن تذوق طعم الفوز في المسابقة القارية الأم اذ تقتصر مغامرته على تعادل مقابل خمس هزائم في ست مباريات مع ليل في موسم 2019-2020.

ولكن هل سيتمكن هذا الوافد الجديد من الاجابة على التساؤلات بشأن ميله للاعتماد على نجوم وكوادر فريقه الجديد؟ يقول آلان بلاشون أحد معاونيه السابقين في سانت إتيان لوكالة فرانس برس رداً على هذا السؤال "هو منفتح للنقاش مع نجوم الفريق ومع بقية اللاعبين أيضاً من أجل اظهار اهميتهم. يجعل الجميع ينصهرون مع بعضهم البعض. هو شخص يوحّد (الفريق)".

ويخلو سجل المدافع السابق من أي لقب في مسيرته وهو الذي تدرج في مرسيليا لينتقل إلى ليل وتولوز، قبل أن يخوض تجربة خارج حدود بلاده مع مونتسا الإيطالي ثم لياونينغ يواندونغ الصيني.

غير أن غالتييه عوّض اخفاقاته كلاعب داخل المستطيل الأخضر على دكة المدربين ليغني سجله بالألقاب ويدوّن السطور، بداية كمساعد للمدرب برنارد كازوني مع مرسيليا، ثم في أريس ثيسالونيكي اليوناني وباستيا، قبل أن يفوز إلى جانب آلان بيران بكأس فرنسا عام 2007 مع سوشو، ليعود ويحقق ثنائية الدوري-الكأس مع ليون في العام التالي.

-7 أعوام في سانت إتيان-

بدأ غالتييه خطواته الأولى كمدرب رئيس مع سانت إتيان، الغريم التقليدي لليون، في عام 2009، لينسج قصة حب مع النادي الأخضر لأكثر من سبع سنوات، قاده خلالها للفوز بكأس الرابطة الفرنسية (2013)، واعاده إلى الساحة الأوروبية، ليكلّل مسيرته بفوزه بلقب أفضل مدرب في الـ "ليغ1" في 2013 متقاسماً الجائزة مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب سان جرمان حينها.

نجح في ابقاء ليل في الدرجة الأولى عام 2018 بعدما تسلم مهامه خلفاً للأرجنتيني مارسيلو بييلسا في نهاية عام 2017، ليقوده لاحقاً للمركز الثاني... قبل التتويج التاريخي في أيار/مايو 2021 على حساب حامل اللقب سان جرمان في مفاجأة مدوية، وبدعم من المدير الرياضي البرتغالي لويس كامبوس الذي سيتعاون معه مجدداً بعدما عيّنه النادي الباريسي أخيراً مديراً رياضياً لكرة القدم.

لا يتردد غالتييه الذي يشتهر بعلاقته الجيدة مع اللاعبين في غرفة تبديل الملابس في اظهار قوة شخصيته وضرب قبضته على الطاولة عند الضرورة، حتّى لو اضطر لمعاقبة من لا يحترم المجموعة، فعمد إلى الاستغناء عن خدمات لاعب الوسط البرتغالي تشيكا قبيل المباراة الحاسمة على ملعب "بارك دي برانس" أمام سان جرمان (فاز ليل 1-صفر) قبل السباق النهائي للفوز باللقب في نيسان/أبريل 2021، بسبب تصرف "غير لائق".

-محاور جيد-

بعد موسم واحد في نيس كلله بوصوله إلى نهائي كأس فرنسا واحتلاله للمركز الخامس في الدوري (2021-2022)، وصل إلى باريس حيث يتوجب عليه أن يتعامل مع غرور الـ "سوبر ستارز" في النادي وأن يكون عادلاً من دون أن ينصاع لرغبات النجوم.

ويجمع كل من يعرف غالتييه أنه اضافة إلى خصائله كمدرب، فهو يجيد التواصل مع لاعبيه، ويذكر فيليب ليونيه المدير السابق للاتصالات في سانت إتيان في مقابلة مع فرانس برس "هو في تفكير مستمر. سوف يفاجئ. يتمتع بعنصر الإغواء بالمعنى الجيد للمصطلح. لقد تلقى تدريبات على كيفية التواصل مع الناس عندما كان أصغر سناً".

وأردف "هذا عامل مهم من وظيفته. تحليله يتجاوز الملعب، وهي علامته الخاصة به. لديه هذه القدرة على نقل الرسائل. هو مبادر. سيفرض أفكاره. بالنسبة لباريس سان جرمان، عليك أن تكون محاوراً جيداً".

أمام غالتييه الذي صُبغ كمدرب دفاعي ضمن أسلوب لعب يعتمد على الانتقال بسرعة من الدفاع إلى الهجوم الكثير من الأمور ليبرهنها لأرمادا النجوم الباريسية، وهو يدرك أن مدة اقامته في باريس تعتمد بشكل كبير على مغامرته في مسابقة دوري الأبطال، حيث لا يملك خبرة كبيرة على الساحة الأوروبية. غير أن ابن مرسيليا مستعد لرفع التحدي عالياً.

جاهز لفرع التحدي

و أعلن باريس سان جرمان، بطل الدوري الفرنسي لكرة القدم، الثلاثاء التعاقد رسمياً مع المدرب كريستوف غالتييه، خلفاً للأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو المقال الثلاثاء أيضاً، في سعيه لاحراز لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.

وبات غالتييه (55 عاما) الذي تخلى عن تدريب نيس في نهاية حزيران/يونيو بعد ان قاد ليل الى لقب الدوري في 2021، سابع مدرب في نادي العاصمة بعد انتقال ملكيته إلى شركة قطر للاستثمارات الرياضية عام 2011، ليكمل ثورة سان جرمان التي بدأت مع تمديد عقد مهاجمه كيليان مبابي واقالة مديره الرياضي البرازيلي ليوناردو وتعيين المستشار الرياضي البرتغالي لويس كامبوس بدلاً منه.

وقدّم سان جرمان مدربه الجديد في مؤتمر صحافي وأكّد "قدرتي على رفع التحدي، مع هدف واضح ومطلق وأولوية، وهو دوري أبطال أوروبا".

وتوصل سان جرمان إلى اتفاق للتخلي عن خدمات "بوكي" الذي كان عقده يمتد حتى عام 2023، ليودعه النادي صباح الثلاثاء عبر موقعه الرسمي، قبل أن يعقد في وقت لاحق مؤتمراً صحافياً للاعلان رسمياً عن التعاقد مع غالتييه.

-"أقيس بدقة المسؤولية المعطاة لي"-

وظهر المدرب الجديد الذي وقّع على عقد لفترة عامين وتحديداً حتّى 30 حزيران/يونيو 2024 أمام الصحافة مرتدياً بدلة داكنة وربطة عنق رمادية في ملعب "بارك دي برانس"، وذلك قبل أوّل حصة تدريبية مقررة بعد ظهر الثلاثاء.

قال غالتييه الذي وصل إلى جانب رئيس النادي القطري ناصر الخليفي "لقد تأثرت، نعم، أنا فخور، نعم"، مؤكداً "كرّست أيامي وليالي منذ عدة أسابيع لباريس سان جرمان".

عدم قدرته على النوم لعدة أسابيع بسبب تحضيره لمغامرته الجديدة.

وتابع "أقيس بدقة المسؤولية المعطاة لي، لضمان أن يخوض باريس سان جرمان موسماً رائعاً. لقد أعددت لذلك. إذا قبلت هذه المسؤوليات، فذلك لأنني قادر على ذلك".

ويمثل غالتييه للنادي الباريسي رمزًا لنهج جديد، أقلّ "لمعاناً" من أسلافه، علماً أن مدرب نيس السابق يملك بين يديه مجموعة كبيرة من النجوم.

وعندما سُئل عن الشائعات التي تتحدث عن امكانية رحيل البرازيلي نيمار (30 عاماً) الذي تعاقد مع سان جرمان في عام 2017 مقابل صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو، قال "بالطبع أود أن يبقى نيمار، لانه عندما تملك لاعبين من العيار العالمي من الأفضل أن يكونوا في صفك بدلاً من مواجهتك".

ونبّه غالتييه انه لن يتردد في وضع جانباً لاعبين لا ينصاعون للأوامر، مؤكداً "أنا مصمم أن أعمل على أن يكون الفريق متحداً ومتطلباً ومصمماً ليخوض أفضل موسم. في حال خرج لاعبون عن هذا الإطار فسيتم إهمالهم".

وأردف "لا يوجد أي لاعب فوق الفريق وموقعه".

وعن علاقته بالمدير الرياضي كامبوس الذي سبق له أن تعاون معه عندما كان يُشرف على تدريب ليل، قال "عملت معه لفترة 3 أعوام وعلاقتنا لم تنقطع. يدرك ماذا انتظر من هذا الفريق، وكامبوس يقوم بالتعاقدات لكنه لم يتعاقد مع أي لاعب من دون موافقتي...".

وعن كونه يتحدر من مرسيليا غريم سان جرمان، قال "ولدت في مرسيليا وهذا واقع. لكن نريد أن نفوز بأكبر الألقاب وتدريب أفضل اللاعبين. لا يوجد مكان أفضل من باريس لفعل ذلك. لقد وضعت جانباً جذوري من مدينة مرسيليا".

-نهاية حقبة بوكيتينو-

وكان سان جرمان أكد انتهاء فترة بوكيتينو في بيان جاء فيه "يؤكد باريس سان جرمان أنه أنهى تعاونه مع ماوريسيو بوكيتينو... يودّ النادي أن يشكر ماوريسيو بوكيتينو وطاقمه على عملهما ويتمنى لهما التوفيق في المستقبل".

ورغم قيادته الى استعادة لقب الدوري المحلي الذي أحرزه ليل الموسم الماضي بقيادة غالتييه بالذات، غادر بوكيتينو النادي الباريسي مع بقاء 12 شهراً على العقد الذي وقعه في كانون الثاني/يناير 2021.

ودفع الأرجنتيني البالغ 50 عاماً ثمن فشل سان جرمان في تحقيق حلم الإدارة القطرية للنادي الباريسي بإحراز لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه والخروج الموسم المنصرم بطريقة دراماتيكية من الدور ثمن النهائي على يد ريال مدريد الإسباني المتوج لاحقاً باللقب.

وبدا سان جرمان في طريقه لإقصاء النادي الملكي بعدما فاز ذهاباً على أرضه 1-صفر ثم بتقدمه إياباً في "سانتياغو برنابيو"، إلا انه سمح لفريق مدربه السابق الإيطالي كارلو أنشيلوتي بالعودة من بعيد وحسم بطاقة ربع النهائي بتسجيله ثلاثة أهداف (3-1).

ووصل سان جرمان قبلها بموسم الى نصف النهائي بقيادة الأرجنتيني، لكن مشواره انتهى على يد مانشستر سيتي الإنكليزي بالخسارة 1-2 ذهاباً وصفر-2 إياباً.

ويودّع بوكيتينو العاصمة الفرنسية بعد 84 مباراة وثلاثة ألقاب (الدوري الموسم المنصرم والكأس المحلية 2021 وكأس الأبطال 2020).

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد