بطولة ويمبلدون.. جابر ترصد النهائي الأغلى على حساب "صديقتها" ماريا

2022-07-06 23:22:24 أخبار اليوم/ متابعات

 

ترصد التونسية أنس جابر المصنفة ثانية عالميا مواصلة مشوارها الرائع في بطولة ويمبلدون الإنكليزية، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، وبلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى في مسيرتها الاحترافية في سعيها إلى اللقب الغالي عندما تلاقي "صديقتها" الألمانية تاتيانا ماريا العائدة من الإنجاب للمرة الثانية.

دخلت جابر، في سن السابعة والعشرين، تاريخ البطولات الأربع الكبرى وتحديدا ويمبلدون الإثنين ببلوغها نصف النهائي في إنجاز للعرب في الغراند سلام، وهي تمني النفس في بلوغ المباراة النهائية وتتويج مسارها الرائع باللقب الكبير الغالي.

- "عائلة لطيفة جدا" -

وقالت جابر في المؤتمر الصحافي عقب بلوغها نصف النهائي على حساب التشيكية ماري بوزكوفا: "إنجازي للعرب وإفريقيا يعني الكثير بالنسبة لي. كنت أمني النفس منذ البداية في البقاء أطول فترة ممكنة في المنافسة، توقفت مسيرتي بعض المرات في ربع النهائي وأنا سعيدة بتخطي هذا الحاجز".

واشارت إلى أنها تبادلت بعض الرسائل مع نجم كرة المضرب المغربي السابق هشام أرازي قبل مواجهة بوزكوفا وأكد لها أن ربع نهائي البطولات الكبرى يشكل عقدة دائمة للعرب وطلب منها فكها، مؤكدة أنها ردت عليه "سأحاول يا صديقي لكن لا تضع هذه المسؤولية على عاتقي".

وتابعت "كان (أرازي الذي خرج 4 مرات من ربع نهائي بطولات الغراند سلام) سعيدا بعد المباراة وشكرني على نجاحي أخيرا في فك هذه العقدة وبلوغ نصف النهائي، والآن بإمكاني الذهاب بعيدا والتتويج باللقب".

لكن طريق جابر إلى التتويج تمرّ أولا عبر صديقتها المخضرمة ماريا البالغة من العمر 34 عاما والتي تبلي بدورها البلاء الحسن في البطولة الإنكليزية وهي التي أنجبت مولودتها الثانية سيسيليا قبل 15 شهرا فقط.

وعلقت التونسية عن مواجهة ماريا قائلة "حظيت ماريا بقرعة صعبة في البطولة خصوصا فوزها على (اللاتفية يلينا) أوستابنكو و(اليونانية) ماريا ساكاري حيث لعبت حقا بطريقة جيدة جدا، أعرف أن بإمكانها اللعب بطريقة جيدة جدا على الملاعب العشبية، لذلك يجب أن أكون على أتم الاستعداد لمواجهتها".

وأضافت جابر التي تتفوق على ماريا في ثلاث مواجهات جمعت بينهما حتى الآن: "ستكون مباراتنا حافلة بالكرات القصيرة الساقطة سأتوقع ذلك لكنني سألعب مباراتي، أعرف أنه بإمكاني أن أكون قتالية أو أن ألعب كرات ساقطة قصيرة، بإمكاني تغيير إيقاع اللعب".

وتابعت "يجب أن أكون مستعدة لهذا النوع من الكرات خصوصا أنني شاهدت مباراتها ضد (الفرنسية) باري حيث لعبت كرات ساقطة قصيرة كثيرة. يجب أن أتحدث إلى مدربي وأرى (ما سيقوله)".

وأشارت جابر إلى علاقتها الجيدة مع عائلة ماريا، وقالت "تبادلت المزاح مع ابنتها شارلوت وقلت لها هل ستساندينني أم والدتك في محاولة مني لتحويل مساندة الطفلتين ناحيتي لكنها عائلة لطيفة جدا وانا سعيدة جدا بأنها حققت ما تستحقه كونها عانت كثيرا وليس من السهل العودة إلى اللعب على أعلى مستوى بعد الإنجاب مرتين".

وأردفت قائلة "ستكون مباراة رائعة بيننا الكثير من الاحترام بطبيعة الحال لن نكون صديقتين لمدة ساعتين أو لا أعرف كم ستستغرق المباراة ثم نعود صديقتين بعد نهايتها".

- "ربما الغلة المالية أفضل من النقاط" -

واوضحت "طفلتاها لطيفتان جدا ومن الرائع مشاهدتها معهما في دورات الرابطة وحقيقة انها عادت الى اللعب وفعلت كل ما في وسعها حتى الآن إنها تستحق التواجد هنا. أحب ابنتها شارلوت، انها تلعب كرة المضرب ومن السعادة مشاهدتها وهي تلعب، والصغيرة (سيسيليا) مبتسمة دائما وتملك طاقة رائعة. أنا عموما أحب هذه العائلة، دعوني مرة إلى بيتهم وكان تواجدي معهم رائعا".

يذكر أن ماريا تخوض منافسات الغراند سلام للمرة الـ46 في مسيرتها الاحترافية (بينها التصفيات)، ولم تنجح قط في تخطي الدور الثالث. أصبحت الإثنين ثامن لاعبة مولودة عام 1987 تبلغ نصف النهائي في بطولة كبيرة. كانت اللاعبة الاولى هي الروسية ماريا شارابوفا عام 2004 في ويمبلدون.

وتحتل ماريا المركز 103 عالميا حاليا علما أن أفضل تصنيف لها في مسيرتها الاحترافية هو المركز 46 في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، بعد عودتها من أول إجازة أمومة لها في 2014.

وجهت إنذارا في نيسان/أبريل الماضي عندما حصلت على لقبها الثاني في دورة بوغوتا كلاعبة صاعدة من التصفيات حيث كانت مصنفة في المركز 237. لقبها الاول كان في دورة مايوركا الاسبانية عام 2018.

لكن جابر المتوجة بثلاثة ألقاب في مسيرتها بينها لقبان هذا الموسم حيث تتألق بشكل لافت (دورتا مدريد وبرلين) وبلغت المركز الثاني على لائحة المصنفات، تبدو أكثر تصميما على مواصلة كتابة التاريخ.

تحدثت عن قرار عدم منح نقاط في بطولة ويمبلدون بسبب حظر المنظمين مشاركة اللاعبين الروس والبيلاروس بسبب غزو أوكرانيا، خصوصا وأنها تبلي البلاء الحسن في النسخة الحالية.

قالت "حتى لا أكون كاذبة، كلما تلعب جيدا كلما كانت لديك حسرة على عدم الحصول على نقاط، وصراحة أنا لا أنظر إلى نفسي فقط بل إلى تاتيانا التي كافحت من أجل العودة ومن أجل الحصول على بطاقات دعوة ولكن الأمر لم يكن سهلا، والآن قدمت مشوارا رائعا ولن تحصل على أي نقطة".

وختمت مبتسمة "كيفما كان الأمر، يجب أن نتوقف عن التركيز على النقاط وربما تكون الغلة المالية أفضل".

متواصلة كتابة التاريخ

"العشر الأوليات هي فقط البداية". كانت تلك كلمات لاعبة كرة المضرب التونسية أُنس جابر حينما تسلّلت إلى المركز الثامن من التصنيف العالمي للاعبات المحترفات، قبل أن تكرّ السبحة وتحتل الوصافة كأول عربية وإفريقية في مسعاها إلى الصدارة، وتكتب التاريخ في ويمبلدون بكونها أول العرب الواصلين إلى نصف نهائي بطولة كبرى.

لا يحيد تركيز التونسية البالغة 27 عاماً عن مسارها الذي رسمته بانضباط وبارتباط وثيق ببلدها تونس الذي تفتخر بتمثيله.

لقيت التونسية إشادات عدة بإنجازاتها من قبل لاعبين كبار في كرة المضرب على غرار السويسري روجيه فيدرر والبريطاني أندي موراي والأميركية المصنّفة أولى عالمياً سابقاً بيلي جين كينغ، ورغم تألقها أمام لاعبات من الصنف الأول وبلوغها ترتيباً متقدماً وثقتها الكبيرة التي تلازمها، ظلت اللاعبة وفيّة إلى مكان نشأتها.

ففي حوار سابق مع وكالة فرانس برس في تونس قبل انطلاق الألعاب الأولمبية في طوكيو الصيف الماضي، أكدت "دائما ما أقول لا شيئ صعباً، يجب العمل والتعويل على الذات والإيمان بالقدرات".

ولفتت "أتحمل مسؤولية توقعات المتابعين لي، ليس فقط من تونس ولكن العرب وأفريقيا كذلك. هذا فخر لي بأن أشرّفهم".

وفي مبادرة منها قامت خلال شهر تمّوز/يوليو الفائت، ببيع مضربيها في المزاد العلني لشراء معدات طبية ومساعدة المستشفيات في بلادها التي شهدت موجة "تسونامي" من وباء كوفيد-19.

يعرف عنها جرأة وصرامة في اللعب ولا تتردّد في أن تتوقف عن اللعب في المباراة لتطلب من أحد المشجعين التزام الصمت لتتمكن من التركيز.

- "ملكة الدروب شوت" -

كانت بداية أنس في محافظة سوسة الساحلية شرق البلاد في ملاعب على ملك فنادق في المنطقة السياحية، ثم انتقلت إلى ملعب "نادي حمّام سوسة" في ذات المحافظة، حينها اكتشف مدربها نبيل مليكة موهبة فريدة بشخصية "تحاول ان تكون المتميزة" على بقية رفاقها من البنات والأولاد كذلك.

بدأت تشد الأنظار نحوها خلال بطولة أستراليا المفتوحة في العام 2020 (78 عالمياً) وكانت أوّل لاعبة عربية تترشّح لأول مرة لربع النهائي في دورة غراند سلام.

وفي حزيران/يونيو 2021 (24 عالمياً)، فازت بدورة برمنغهام لتكون تبعاً لذلك أوّل لاعبة مغاربية تحقق هذا الإنجاز.

شيئا فشيئا حصدت التونسية المتحدرة من مدينة قصر هلال الساحلية (شرق) "تجربة وثقة والعديد من اللاعبات أصبحت تخشين مواجهتي" في تقديرها.

وُلدت أنس أو "وزيرة السعادة" كما يلقّبها التونسيون في مدينة قصر هلال (شرق) في 28 آب/أغسطس 1994، في عائلة تتكون من شابين وفتاتين هي أصغرهم.

وانطلقت في لعب كرة المضرب منذ الصغر في مدينة حمّام سوسة (شرق). بدأت خطواتها الأولى بمركز النهوض بلعبة كرة المضرب في المدرسة مع مدربها آنذاك نبيل مليكة.

انتقلت جابر في سن الثانية عشرة إلى العاصمة تونس للتدرّب في المعهد الرياضي بالمنزه (حكومي يضم نخبة الرياضيين) لتبدأ مشواراً جديدا في حياتها.

يبلغ طولها 1.67 م وترتكز في لعبها على يدها اليمنى. هي متزوجة من معدّها البدني ولاعب المبارزة بالسيف السابق كريم كمّون منذ العام 2015.

يُعرف عن أنس أن لديها أسلوب لعب خاص في طريقة التعامل مع منافساتها خلال المباراة وتبحث عن تقديم العروض الجميلة "هي تكره اللعب بنسق واحد، تبحث دائما على خلق الفرجة بتنويع اللعب بتسديدات تفاجئ بها الخصم، وخصوصا منها عبر الكرات الساقطة"، حسب مليكة الذي يؤكد انها "فعلا ملكة الدروب شوت منذ زمن".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد