الانقلابيون الجُدد والرئيس القادم بإرادة إماراتية

2022-08-22 00:53:18 أخبار اليوم/ تقرير خاص

  

منذ النشأة الأولى للمجلس الانتقالي الجنوبي بإرادة إماراتية، بدى للأجندات المرسومة في الجنوب اليمني تماهيًا يضاهي الانقلاب الحوثي في شمال اليمن وربما بات تمرد الانتقالي على قرارات مجلس القيادة الرئاسي مؤخرًا يشبه حد التطابق تمرد جماعة الحوثي على الدولة.

* وجهان لعملة واحدة:

وبفعل التدخل الإماراتي السافر في البلاد أصبح للمجلس الانتقالي قوة عسكرية خارج الأطر الشرعية وصفتها الأمم المتحدة بالمليشيا، إذ لم تخضع تلك القوات للحكومة الشرعية وتتقاضى تمويلاتها المالية من أبو ظبي قبل أن تنكشف بأنها تابعة كلية لجهاز أمن الدولة الإماراتية تنفذ أجندات بأوامر الأدوات الاستخباراتية للإمارات وتتمثل هذه الأدوات بالمجلس الانتقالي والمكتب السياسي للعميد طارق صالح.

تقول الناشطة السياسية جميلة الخيلي إن مطلب الانفصال الذي يرفعه المجلس الانتقالي بقيادة المُخبر الإماراتي عيدروس الزبيدي ليس سوى شماعة لتخدير الحراك الجنوبي قبل استحواذ الإمارات على منابع النفط والغاز والجزر والموانئ اليمنية.

وتضيف الخيلي في حديثها لـ"أخبار اليوم": جماعة الحوثي والمجلس الانتقالي وجهان لعملة واحدة فكلاهما يرفعان شعارات زائفة وينفذان أجندات إقليمية، الحوثي ذراع إيران والانتقالي ذراع الإمارات"، مشيرة إلى تباكي الحوثي وهو يرفع مظلومية الحسين قبل 400 عام وتباكي انتقالي عيدروس وهو يرفع شعار مظلومية الجنوب منذ 94م، وكلا الطرفين، يخربان الوطن بيد ويمدان الأخرى لقبض الثمن من الخارج حسب تعبيره.

* لملمة شتات الحلفاء:

وتعمل الإمارات جاهدة من أجل إعادة نظام صالح بحلة جديدة بعد تطعيمه بشخصيات موالية لها جمعتها في سلة المجلس الانتقالي.

الإمارات وفقا لـ"الخيلي" عملت على تكريس الثورات المضادة في البلدان التي شهدت ثورات الربيع العربي في 2011م وأبو ظبي دعمت الحوثيين لضرب حزب الإصلاح في صنعاء خلال العام 2014 وكانت تنسق مع حزب المؤتمر الشعبي العام للانقضاض على الحوثي، ثم تبدأ برسم سياستها الجديدة وفقًا لمعطيات المهام المناط بها في المنطقة منذ كسبت ود أميركا في الركون عليها بالملف الأمني في المنطقة العربية.

 ولعل الأمور خرجت على السيطرة لتتفاجأ الإمارات بما لم يكن بالحسبان بظهور عفريت الحوثي من القمقم وتتابعت الأحداث حتى السقوط المدوي لحلفاء بمؤتمر صالح ومصرع الأخير على يد الحوثي.

وعلى مدى سنوات تحاول الإمارات لملمت شتات الحلفاء الجدد بدعم طارق صالح ليصبح قوة سياسية وعسكرية بديلة لإعادة نظام صالح بحلة جديدة بعد تطعيمها بحلفائها من المحافظات الجنوبية على أمل القضاء على بقية القوى ليبقى في اليمن قوتان هما طارق وحلفائه المدعومين إماراتياً وجماعة الحوثي المدعومة من طهران، ثم تبدأ فصل جديد للتعامل باليمن لا زالت تفاصيل هذا التعامل القادم غامضة وربما لا يهم الخطوات التي سوف تتبعها الإمارات طالما سيطرت على منابع النفط والجزر والموانئ.

وتقول الخيلي بعد أن يكون في الساحة فقط الانتقالي والحوثي سيتم التسليم وعودة أحمد علي صالح.

الكاتب اليمني صلاح بن لغبر اعتبر في تغريدة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، بأن لا فرق بين انقلاب الحوثي وتمرد المجلس الانتقالي فكلا الجماعتين تعمل لصالح قوى إقليمية وتتمرد على الشرعية داخل البلد.

* الانفصال غير وارد:

عوض الوزير محافظ شبوة الموالي للإمارات أشار إلى أن الانفصال غير وارد حين قال إن الحديث عن سيطرة المجلس الانتقالي على المحافظة قد يمهد لانفصال جنوب اليمن عن شماله تقديرات غير صحيحة، و"شبوة لا تفصل اليمن ولا توحده"، لكن عبد الرحيم العولقي مستشار وزير الداخلية السابق يقول للجزيرة نت، إن ما حدث هو مؤامرة تقودها الإمارات ضد اليمن للسيطرة على جنوب البلاد والثروات النفطية عبر المجلس الانتقالي وقوات العمالقة التابعة لها.

وأوضح أن مسألة انفصال جنوب اليمن عن شماله هو مشروع يسعى له المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن خطة تدعمها الإمارات التي تسيطر على قرار التحالف بقيادة السعودية في اليمن.

لكن الباحثة في مركز صنعاء للدراسات (يمني غير حكومي) ميساء شجاع الدين، تستبعد انفصال اليمن، وتقول للجزيرة نت "الانفصال صعب، لأن القوانين الدولية عادة تصممها الدول الغربية، وبالتالي كلها ستواجه مطالب انفصالية، لذا صار القانون الدولي محصّنا، ومن الصعوبة أن تجد فيه تشريعات تسهّل تقسيم الدول، في الوقت الذي تؤكد كل القرارات الدولية على وحدة اليمن".

وتضيف ميساء شجاع الدين أن المواجهات في شبوة تتعلق بعملية إضعاف للكل، وألا يكون هناك مكون قوي في اليمن.

الناشط عبدالمحسن المراني، في تغريدة له، يشير إلى ‏تخادم واضح وهدف مشترك بين مليشيات الانتقالي والحوثي في استهداف الشرعية .

ولفت إلى توجه إماراتي لترسيخ الانفصال وشرعنة الحوثي شمالاً واستهداف القوى الوطنية.

ويشير الناشط وليد الراجحي إلى ‏تطابق الانتقالي والحوثي (نشطاء، وسائل إعلام) في التحريض على مأرب، بالوقت الذي يتخادم إعلامهما بشكل واضح وفاضح.

ويضيف: كلاهما رضعا من ضرع الضاحية الجنوبية في لبنان.

وأشار إلى ما قاله الرئيس هادي في أحد خطاباته بأنه يدرك أن البعض لا زالت حساباته مفتوحة في الضاحية.

يقول الناشط وليد دخنة إن ‏أداة رخيصة بيد الإمارات مثل المجلس ‎الانتقالي لا يحق له أن يتكلم عن الانفصال، عليه أن ينفصل من المحتل الإماراتي الخارجي قبل الانفصال عن الشمال اليمني.

                              

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد