الهدنة تكريس لدويلتين و"الرئاسي" غطاء للمؤامرة

2022-08-25 01:06:05 أخبار اليوم - متابعة خاصة

 

يدفع التصعيد العسكري والسياسي من قبل فصائل الإمارات نحو التعجيل بتمزيق اليمن إلى دويلات هشَّة خاضعة لنفوذ قوى إقليمية ودولية؛ إذ لم يتبق لمليشيا الحوثي في شمال البلاد سوى الإجهاز على مدينة مأرب ومناطق أخرى وسط البلاد لإكمال هيمنتهم على الشمال، كما لم يتبق أمام المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات إلا وادي حضرموت لاستكمال سيطرته على جنوب اليمن وحينها سوف يصبح التقسيم أكثر وضوحاً.

يقول تقرير لخبراء في الأمم المتحدة أن في اليمن أكثر من دويلة وأكثر من حكومة منها سلطة في عدن وأخرى في المخا وكذلك في مأرب إضافة إلى صنعاء.

تقرير لجنة الخبراء، يشير إلى أن اليمن بات تقريباً أكثر من دويلة أو حكومة في داخله، واحدة تسيطر عليها مليشيا الحوثيين في شمال البلاد وأخرى متنازع عليها بين الحوثيين والحكومة الشرعية في كل من محافظات مأرب شرقاً والبيضاء وتعز إلى الوسط، وسلطة ثالثة أو حتى رابعة تغلب السيطرة فيها لقوات متحالفة مع الإمارات، أهمها المجلس الانتقالي في جنوب البلاد وقوات حراس الجمهورية الشماليين في الساحل الغربي.

وفي تقرير لـ "بي بي سي" فإن ملامح دولتين في الجنوب والشمال قد بدأت تتشكل على الواقع السياسي والعسكري في اليمن.

 الأحداث الأخيرة في المحافظات الجنوبية، مثَّلت أول اختبار جديٍ لوحدة المجلس الرئاسي، المعلن في 6 أبريل الماضي، والمؤلف من رئيس مدني وسبعة نواب ذي خلفيات سياسية وقوى عسكرية غير متجانسة تغلِب عليها هيمنة الفصائل الجنوبية التي تدعمها أبو ظبي. وتستخدم الإمارات من خلال فصائلها المسلَّحة، شرعية المجلس الرئاسي غطاءً لمحاربة القوات الحكومية تحت يافطة محاربة (تيار الإسلام السياسي) وهو ما جعل من دور الإمارات مثير للجدل.

وفي المقابل، يستغل المجلس الانتقالي الغطاء ذاته لتوسيع نفوذه، سعياً لتكريس هيمنته الكاملة على مختلف محافظات الجنوب.

وفي خضم هذا الصراع يبرز التساؤل، لماذا تقتصر الهدنة فقط على وقف الصراع بين الحوثيين وخصومهم من حلفاء الحكومة في مأرب وتعز والبيضاء، لكنها لا تشمل الصراعات المتكررة التي يشهدها الجنوب؟

تكرار تمديد الهدنة الهشة القائمة من وجهة نظر المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ ، ربما يسمح بخفض التوتر قليلاً لتحسين الوضع الإنساني والبحث في سبل إنهاء الحرب، لكن قطاع واسع من اليمنيين يعتقدون أنه ما لم تمهد الهدنة الطريق إلى حل سياسي في النهاية فإنها لا تعدو أن تكون تثبيتاً للأمر الواقع القائم فحسب ويمكن أن تنزلق باليمن إلى حالة أصعب من ألا حرب وألا سلام ، وألا وحدة وألا انفصال.

يقول رئيس مركز جهود الدراسات، عبد الستار الشميري، في إجابته على سؤال لبي بي سي نيوز بهذا الخصوص: "هذه الهدنة إنما تكرس دويلة الحوثي، وستكرس أيضاً بما تبقى من جغرافية الشمال والجنوب النماذج نفسها بصور مختلفة تحت مظلة الشرعية".

ويضيف الشميري أن "هذه الهدن الممتدة هي على المدى البعيد كارثة على القضية اليمنية".

           

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد