لم يبقَ سوى الحوت الأزرق.. لماذا اختفت الحيوانات العملاقة مثل الديناصورات؟

2022-09-27 08:48:03 أخبار اليوم/ متابعات

 

منذ ملايين السنين، جابت الأرض ديناصورات بلغ ارتفاعها ما يوازي مبنى مكونا من 6 طوابق، وأخرى كانت تزن 45 طنا. وإذا قمنا بمقارنة ذلك بأكبر وأثقل حيوان بري يسير على الأرض اليوم وهو "فيل الأدغال الأفريقي"، سنجد أن وزنه يبلغ 13 طنا كحد أقصى، ولا يزيد ارتفاعه على 3 أمتار ونصف المتر .

فلماذا لم تعد هناك حيوانات عملاقة مثل تلك التي عاشت منذ فترة طويلة؟ مع الأخذ في الاعتبار أن بعض عمالقة البحار مثل الحوت الأزرق الذي يبلغ طوله 30 مترا ويزن 170 طنا أو أكثر ما زالت موجودة بيننا حتى اليوم .

وفقا لموقع "لايف ساينس، منذ أن اكتشف العلماء أول مخبأ معروف لعظام الديناصورات في القرن التاسع عشر، طرح الباحثون أفكارا لشرح سبب شيوع العمالقة قديما، ولتفسير ذلك قاموا بالنظر في الاختلافات الرئيسية بين أشهر العمالقة القدامى وهم الديناصورات وأكبر حيوانات اليوم من الثدييات . وقد توصلوا إلى بعض الإجابات نطرحها فيما يأتي :

 

1- طريقة التكاثر

وفقا لموقع "ساينس إيه بي سي " ، فإن الديناصورات هي أسلاف الطيور القديمة، وبعض خصائص الطيور -مثل وضع الديناصورات للبيض وليس الولادة - مسؤولة عن الحجم العملاق للديناصورات .

ويرى معظم علماء الحفريات والخبراء أن تطور فسيولوجيا الديناصورات، وخصوصا طريقة تكاثرها عن طريق وضع البيض سمح لها بالنمو إلى مثل تلك الأحجام الهائلة، لأنه أتاح العديد من " الفرص" للبقاء على قيد الحياة .

 

2- الأكياس الهوائية

الديناصورات لم يكن لها الجهاز التنفسي نفسه الذي لدى الثدييات، بدلا من ذلك كان لديها نظام من الأكياس الهوائية التي تغزو العظام وتقوم بتخفيف وزنها على غرار الطيور، ما سمح لها بالتحرك بكفاءة وتوزيع الأكسجين في جميع أنحاء الجسم الكبير .

 

وقد كان للجاذبية تأثير قوي على الحيوانات ذات الأحجام الكبيرة، فقد تسحق الجاذبية أعضاء هذه الكائنات .

وعلى العكس من ذلك، تفتقر الثدييات إلى مثل تلك الميزة.

 

3- تبديل الأسنان

 

ووفقا لموقع "نيتشر ورلد نيوز " ، فإنه على عكس الثدييات، يمكن للديناصورات والزواحف العملاقة الأخرى القيام بتبديل مجموعات أسنانها باستمرار على مدار العمر، وهذا يسمح لها بالبحث عن فريسة تتناسب مع أحجام أجسادها وتزويد أنفسها بالغذاء المتناسب مع حجمها .

أما بالنسبة للثدييات، فهي لا تتمتع بمثل تلك الخاصية .

 

4- حاجة الثدييات إلى الكثير من الوقود

 

يقول جيرات فيرميج، أستاذ الجيولوجيا والبيولوجيا القديمة، في تصريح لموقع لايف ساينس، إن الفيلة تعد "على سبيل المثال من ذوات الدم الحار أما الديناصورات، على الأقل الديناصورات العاشبة، لم تكن كذلك في الغالب. لذا فإن الاحتياجات الغذائية لفيل عملاق، على سبيل المثال ستكون ربما أكبر بنحو 5 مرات من أكبر الديناصورات ".

 

5- البيئة المناسبة

الحجم الضخم يتطلب بيئة مناسبة تنتج ما يكفي من الأكسجين والغذاء لنمو مخلوق عملاق. وهذا يحيلنا إلى نظرية تقول إن المناخ والأنظمة البيئية في العالم كانت مختلفة جدا في زمن الديناصورات .

 

في بعض الأحيان خلال حقبة الدهر الوسيط، يعتقد العلماء أن مستويات ثاني أكسيد الكربون قد وصلت إلى 3 إلى 5 أضعاف المستويات الحالية، مما أدى إلى نمو مفرط للنباتات وأوراق الشجر. ومع انفجار الحياة النباتية حول الكوكب ارتفعت مستويات الأكسجين أيضا. ومع الغذاء الوفير في أجزاء كثيرة من العالم وقلة عدد الحيوانات المفترسة الطبيعية، فإنه لم يوجد حد معين لمدى نمو هذه المخلوقات .

 

6- مقدار الوقت المتاح

وفقا لموقع لايف ساينس، فإن الأمر يستغرق وقتا طويلا للتطور للوصول إلى أحجام عملاقة. كما أن أحداث الانقراض الجماعي تميل إلى القضاء على المخلوقات الأكبر حجما، وحينما يحدث ذلك، تظل هناك فجوة زمنية متعلقة بوجود الحيوانات العملاقة قد تمتد لعشرات أو مئات الملايين من السنين .

يقول فيرميج "استغرق الأمر حوالي 25 مليون سنة حتى وصل وزن الثدييات الأولى إلى طن". وفي حالة الماموث الصوفي، فقد دمره تغير المناخ والصيد الجائر من قبل البشر منذ 10 آلاف عام فقط.

 

7- البنية الاجتماعية

ويقول فيرميج إن التفسير الأكثر شمولا لتناقص حجم الحيوانات في الوقت الحالي لا يأتي من علم وظائف الأعضاء أو البيئة، ولكن من البنية الاجتماعية؛ إذ إن تطور السلوك الاجتماعي المنظم، ليس فقط على مستوى القطعان ولكن الصيد المنظم حقا في الثدييات قدم شكلا جديدا من الهيمنة. وكتب فيرميج -في دراسة له عام 2016- أن "الصيد الجماعي بواسطة مفترسات صغيرة نسبيا يجعل حتى الفرائس الكبيرة جدا معرضة للخطر.

 

لماذا لا تزال الحيتان الزرقاء العملاقة موجودة؟

في الوقت الحالي، توجد عوامل تمنع وصول الحيوانات إلى الحجم العملاق على سطح الأرض،

باستثناء الحيوانات البحرية الضخمة، التي يساعدها طفو الماء، فإن الكائنات الحديثة لها حدود طبيعية لحجمها .

في المحيط، لا تزال الحيتان الزرقاء موجودة اليوم، بسبب تحررها من الجاذبية والتحرك بحرية عن طريق الطفو، كذلك فإن طبيعة الحياة البحرية تجعل الاتصال لمسافات طويلة أكثر صعوبة، مما يعوق تطور مجموعات الصيد المعقدة التي حدثت على اليابسة بشكل أكثر بكثير مما حدث في المحيط على الأقل حتى وقت قريب .

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد