من المرتقب أن تصدر اللجنة المنظمة لكأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر كتيبا يضم مجموعة من "الضوابط والإرشادات" التي يتعين على الوافدين والمشجعين اتباعها خلال فترة المونديال. ونصت هذه الوثيقة -التي تحدثت مواقع إعلامية عن تفاصيلها- على احترام عادات الدولة الخليجية المحافظة من لباس "لائق" وقيود مشددة على شرب الكحول والعلاقات الجنسية أو المثلية الجنسية.

من المنتظر أن تصدر اللجنة المنظمة لمونديال قطر 2022 كتيبا يضم 16 صفحة يتضمن "إرشادات" للوفود الرسمية والمشجعين التي يجب عليهم الالتزام بها طيلة المسابقة.

وتشمل هذه الإرشادات، التي كشفت عنها مواقع إعلامية غربية على غرار موقع صحيفة الإندبندنت البريطانية وموقعي قناة آر إم سي وصحيفة لوفيغارو مدام الفرنسيتين، التصرفات الممنوعة في الأماكن العامة وطريقة اللباس ومنع العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج والمثلية الجنسية وشرب الكحول في الأماكن العامة والمعاملات مع القطريين.

"أظهر احترامك لدين وثقافة المجتمع القطري"... بهذه الجملة دعا قطريون على وسائل التواصل الاجتماعي المشجعين من مختلف أنحاء العالم الذين سيتوجهون إلى الدولة الخليجية لمتابعة مباريات مونديال كرة القدم لتجنب "سلوكيات" بشأن تصرفاتهم خلال إقامتهم في الدولة الخليجية المحافظة، نعرض عليكم بعض ما جاء فيها:

لا لمصافحة النساء القطريات في بيوت الضيافة

حسب موقع آر إم سي، يتعلق الأمر في البداية بالعلاقة مع القطريين. فعندما يدخل شخص أجنبي منزل قطري، يجب عليه أن يحيي أولا الأشخاص الكبار في السن الذين يتمتعون بـ"تقدير أعلى". وإذا ما مسح الضيف الأجنبي على رأس طفل من العائلة المضيفة فإن ذلك سينظر له على أنه تصرف لطيف.

وبالنسبة للمعاملات مع النساء الحاضرات في دار الضيافة، "لا يحق للضيف مصافحة النساء بالأيدي مع تفادي الاقتراب منهن، ويمكن الاكتفاء بالتحية الشفوية مع الإبقاء على مسافة معينة منهن".

كما أن وضع ساق فوق أخرى خلال الجلوس يعتبر تصرفا مشينا لدى القطريين خصوصا ما إذا كانت القدم المرفوعة في وجه شخص آخر حيث يعتبر ذلك بمثابة "شتيمة"، ونصت الوثيقة أيضا على أن يحترم الضيوف فصل الصفوف المخصصة للرجال عن تلك المخصصة للنساء في الأماكن العامة.

فيما يتعلق باستضافة المشجعين في بيوت القطريين، أكد فائز عساف الصحافي بقناة "الكأس القطرية" أن اللجنة المنظمة للمونديال هي التي ستتكفل بتنظيم العملية حيث طلبت من القطريين الراغبين في تأجير بيوتهم وضعها على منصتها الخاصة ليتم فيما بعد الاتفاق بين اللجنة وصاحب المنزل على تكاليف الإيجار والضيوف الذين سيستقبلهم.

لباس لا يخدش الحياء

وخصص كتيب اللجنة المنظمة حيزا هاما لنوعية اللباس. وتشير الوثيقة حسب تأكيد موقع صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إلى طبيعة الثقافة القطرية المحافظة حيث طُلب من الجماهير ارتداء ثياب غير مثيرة للانتباه تغطي الأكتاف والركب بالنسبة للرجال، حيث يسمح للرجال ارتداء التبان في حال كان يغطي الركبة كما يفضل ألا يرتدوا السراويل الضيقة والقمصان من دون أكمام كما "يمنع عليهم الخروج بصدر مكشوف بشكل يجلب إليهم الأنظار".

كما يتوجب على النساء ارتداء سراويل وقمصان طويلة. ويمنع عليهن ارتداء الفساتين والتنانير القصيرة. وأشار الكتيب إلى أنه من المستحسن ألا ترتدي السيدات ملابس شفافة أو "ضيقة جدا".

ويشير موقع صحيفة الإندبندنت إلى أن الحركات الحميمية ممنوعة منعا باتا في قطر كالقبلات سواء كان ذلك بين مختلطي أو مثليي الجنس التي قد تتسبب في إيقاف ممارسيها. كما تطبق الدولة الخليجية قانونا متشددا فيما يتعلق بالمثلية الجنسية التي قد تصل عقوبتها إلى الإعدام.

كما طلبت اللجنة المنظمة من الجماهير عدم ارتداء ملابس تحتوي على شعارات أو رموز خادشة للحياء.

هنا، يضيف عساف أن هذه تبقى مجرد إرشادات الغاية منها الحث على احترام التقاليد المحلية وسيكون هناك تسامح في تطبيقها في حدود "المعقول".

منع الكحول والمخدرات  

المجوهرات أيضا خاضعة لضوابط باستثناء الساعة أو الخاتم حيث سينظر على ارتداء سلسلة المعصم أو الصدر على أنها تصرف غير لائق. وإذا كانت السلسلة تشير إلى ديانة بخلاف الإسلام، فمن المستحسن إخفاؤها تحت الملابس.

كما يمنع تصوير الأشخاص بدون إذن منهم وتشغيل الموسيقى الصاخبة والأصوات العالية، ويجب احترام الأماكن المقدسة.، ويشير موقع قناة آر إم سي إلى أن إرشادات الكتيب كانت واضحة فيما يتعلق بالكحول والمخدرات. حيث يمنع منعا باتا على المشجعين جلب خمور أو مخدرات أو مأكولات تحتوي على لحم الخنزير أو أي منتج مرتبط بالأفلام الإباحية إلى قطر، كما يمنع التقاط صور لمقرات رسمية ومنشآت صناعية أو عسكرية.

في المقابل، يشير عساف إلى أن المشروبات الكحولية ستكون متاحة في مناطق المشجعين في أوقات محددة (من الساعة 18 إلى الساعة الواحدة صباحا) مرجحا أنه سيتعرض من يشرب الكحول خارج الفضاءات المخصصة لها إلى غرامات.

وبخصوص بعض السلوكيات التي يمكن أن تحدث من جماهير بعض المنتخبات المعروفة بحماسها الشديد داخل الملعب وخارجه، يؤكد عساف أن السلطات القطرية ستتسامح مع الاحتفالات التي ستجري في الشوارع بعد المباريات لكنه أكد في المقابل أن السلطات القطرية لن تتهاون مع "التجاوزات التي يمكن أن تمس أمن البطولة والوفود الرسمية أو تقلق راحة القطريين والمقيمين الأجانب".