صكوك الغفران.. اختراع أوربانوس الثاني من أجل تبرير حملته العسكرية على الشرق

2022-11-20 00:24:24 أخبار اليوم/ متابعات

 

في 19 نوفمبر عام 1095 دعا البابا أوربانوس الثاني مجلس كليرمون للانعقاد لمناقشة إرسال حملة إلى الأراضي المقدسة، وكان ذلك بداية لانطلاق الحملات الصليبية وبداية الصراع الحقيقي بين الغرب والشرق، والحروب الصليبية الطويلة التي استمرت إلى عصور متقدمة .

 

  وأشعل " أوربانوس الثاني" شرارة الحملات الصليبية بإطلاقه الحملة الصليبية الأولى (1095م–1099م)، حيث التقى أقوى أمراء فرنسا وخطب فيهم محرضًا على المسلمين بالشرق ومُعلنا إطلاق الحروب الصليبية "لتحرير الكنائس المسيحية في الشرق وفي الأرض المقدسة من الكفرة والوثنيين" دون أن يذكر اسم المسلمين، زاعمًا المساس بقبر المسيح عليه السلام .

البابا أوربانوس الثاني لم يكتف بدوره في سفك الدماء فقط، وإشعال شرارة الحرب بين الغرب والشرق تحت لواء المسيح وحماية الدين، لكن اخترع الرجل أيضا صكوك المغفرة ودخول الجنة، من أجل بث الحماس في قلوب الفقراء، للمشاركة في الحرب المقدسة كما كان يسميها، ليكون ذلك التاريخ أيضا إيذانا ببدء ما يسمى تاريخيا "صكوك الغفران ".

بحسب كتاب "عقيدة الخلاص بالإيمان والأعمال في ضوء الكتاب المقدس" فإن الكنيسة الكاثوليكية أصدرت صكوك الغفران في القرن العاشر، بناء على مجلس راتس سنة 934 م، فأقبل معظم الكاثوليك على شرائها، بغض النظر عن كفارة المسيح أو الحالة الروحية للذين يبتاعون الصكوك، لكن تلك الصكوك لم تظهر بشكلها الشامل إلا عندما قامت الحروب الصليبية، عندما أصدر البابا أوربان غفرانا شاملا لكل الذين يخرجون إلى هذه الحرب بدافع الرغبة في خدمة المسيحية، وبذلك ضمن الحياة الأبدية بحسب زعم أوربانوس، لكل العاملين في هذه الحرب بعض عن النظر عن حياتهم الروحية .

 

ويوضح كتاب " الفوضى العالمية.. من العصور الإمبراطورية إلى التنظيمات السرية" في ذلك المجمع "سالف الذكر" تعهد البابا أوربانوس الثاني بغفران جميع خطايا كل المشاركين في الحملات المقدسة، وأسس بذلك النداء لمذهب جديد في المسيحية الكاثوليكية وهي صكوك الغفران، وقال حينها قوله الشهير "إن أرض كنعان تفيض لبنا وعسلا"، وبهذه الخطبة العصماء وضع الكرسي الرسولي في روما حجر الأساس لنواة المشاريع الاستعمارية للشرق وانطلقت معه الجموع الجائعة تزأر بمئات الآلاف وتحلم بما ينتظرها من النعيم الدنيوي والأخرى عقب قضائها على المسلمين .

 

ويشير الدكتور سامي عبدالله المغلوث، في كتابه " أطلس الحملات الصليبية على المشرق الإسلامي في العصور الوسطى" أن البابا أوربانوس الثاني في موعظته في تلك الليلة، وعد المحاربون بغفران كامل ذنوبهم، فصاح المستمعون في حماس "هذه هي إرادة الله.. إن الله يريدها " وحملوا ساعتها شارة الصليب ووجهوا نحو الشرق الإسلامي .

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد