الظروف القاسية والحرب حولت موظفي الدولة إلى فقراء على قارعة الطريق في مناطق سيطرة الحوثيين

2022-11-21 08:12:04 أخبار اليوم تقرير / د. الخضر عبدالله

 

بشكل مفاجئ وجد المعلم " عبدالله الباشا " نفسه على قارعة الطريق بدون دخل مادي، وكان " الباشا " معلم لمادة الكيمياء وحاصل على البكلاريوس، وبسبب سوء الظروف وغلاء المعيشة وانهيار العملة المحلية وصل به الحال أن يقضي ما تبقى من عمره على قارعة الطريق وهو بحالة نفسية يرثى لها ومثل حالة الأستاذ عبد الله الباشا هناك العديد من الموظفين الذين وصل بهم الحال إلى هذا الوضع المأساوي نتيجة هذه الأوضاع المتدهورة " .

من معلم إلى خباز

من جانب آخر وجد المعلم " خالد نجيب " نفسه أحد هؤلاء الموظفين الذين فقدوا رواتبهم الأمر الذي اضطره للبحث عن عمل آخر يصرف منه على عائلته المكونة من سبعة أفراد.

يقول نجيب " إنه بحث طويلاً عن عمل ليحمي أولاده وأسرته من مذلة الحاجة بعد ما فقدت عائلته مصدر دخلها الرئيسي، مشيراً إلى أنه لم يجد عملاً سوى في أحد أفران الخبز وما يزال يعمل به حتى الآن مع تفاقم الأوضاع المعيشية وترديها أكثر مع إطالة أمد الحرب."

من ضابط أمن إلى بيع خيار

وتعيش مناطق عديدة في بلادنا ظروف معيشية سيئة مع استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانقطاع المرتبات وبالمثل يعيش الغالبية الساحقة من الشعب اليمني ظروف قاسية مع استمرار الحرب وتدهور العملة الوطنية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني منذ ما يقرب من ثمانية أعوام .

المواطن باسل علي أحمد عمر يحمل رتبة رقيب أول في وزارة الداخلية أجبرته الظروف المعيشية على أن يلجأ إلى بيع الخيار في شوارع المدينة.

ويقول باسل " بأنه يعيش ظروف معيشية صعبة جدا في ظل استمرار انهيار العملة الوطنية وارتفاع الأسعار وأن راتبه لا يكفي لسد رمق أطفاله وعائلته.

ويضيف بأنه يعمل في السلك الأمني بمحافظة لحج وإن راتبه لا يتجاوز 85 ألف ريال يمني بالرغم من أنه خدم في السلك العسكري لمدة ثلاثين عاما مؤكدا بأن الراتب لا يكفي لتوفير احتياجات أسرته.

ويتابع : بأنه لا يستطيع توفير الثلاث الوجبات اليومية لنفسه فضلاً عن عائلته وأن الظروف المعيشية أجبرته على البحث عن فرصة عمل أخرى وهي بيع الخيار في شوارع مدينة الحوطة .

ويؤكد بأن وزارة الداخلية لم تعطه مستحقاته المالية باستثناء هذا الراتب الأمر الذي جعله مشردا وهاربا من أصحاب الديون ولا يدري إلى متى سيظل على هذا الحل ؟ .

معلم بائع الأقلام

وفي الفترة الأخيرة تداول ناشطون صورة في مواقع التواصل الاجتماعي" قالوا إنها لمعلم لغة عربية وتربية إسلامية، باع كل ما يملك وتحول إلى بائع أقلام على قارعة الطريق .

وعلق نشطاء على الصورة بالقول هذه الرجل خريج جامعة، عصفت به الحياة وباع كل ما يملك من أجل يعيل أولاده وسداد إيجار منزله وهو الآن يبيع أقلام في الطريق ".

المأساة طالت الكثير

لم تتوقف المأساة عند الموظفين وعمال القطاع الخاص، بل طاولت أهم الشرائح والفئات العمالية الكادحة في بلادنا ، إذ يقول النازح في عدن من محافظة الحديدة فؤاد شودري " إنه كان يعمل في صيد الأسماك بالمحافظة الساحلية التي شهدت معارك عنيفة خلال الفترة 2017 و2019 وتوترات متواصلة حتى الآن، ما أدى إلى تشريده من مدينته وعمله ووقوعه في براثن الفقر والبطالة."

بلد منكوب

وتعرض البلد المنكوب بفقر وبطالة مزمنة على مدى السنوات الماضية من الحرب، إلى تدمير هائل وخسائر ضخمة في البنية التحتية والتنمية الاقتصادية وتفاقم المعاناة الإنسانية وتوسع الفقر وتزايد أعداد البطالة.

وارتفعت نسبة الفقراء في اليمن بين عامي 2014 و2018 بشكل حاد. وتشير تقديرات رسمية إلى أن معدل الفقر بلغ 76.9% عام 2016، فيما زادت هذه النسبة عام 2017 إلى 77.9%، وإلى 78.8% عام 2018. ومع استمرار الوضع الحالي المتردي وتواصل التراجع الاقتصادي وصعوبة الأوضاع الإنسانية فإن معدلات الفقر مرشحة للزيادة إلى معدلات تفوق 80% خلال عام 2020.

وفق التقديرات الرسمية كذلك، فقد ارتفع عدد الفقراء إلى ما يقارب الضعف عام 2014 مقارنة مع 2005 ليصل إلى 12.6 مليون شخص، ثم إلى أكثر من 20 مليون شخص مع نهاية 2019.

ومع استمرار الحرب وعدم تحقيق السلام المستدام في البلد، يحذر خبراء أن البلاد ستعاني من أكبر مجاعة في العالم، وستصنف كأفقر بلد في العالم.

وقد مثل الافتقار إلى الفرص الاقتصادية المتاحة السبب الرئيسي وراء انخفاض سبل العيش لجميع الفئات السكانية في البلد، إلى جانب توقف صرف رواتب الموظفين المدنيين والتسريح الذي طاول الأيادي العاملة في شركات القطاع الخاص، إضافة إلى غياب الفرص الاقتصادية المتاحة لكسب العيش للفئة العاملة من السكان".

تعافي البلد في إيقاف الحرب

ويرى الباحث الاقتصادي، منير القوسي، أن جهود التعافي للحد من الفقر وانتشار المجاعة في البلد تحتاج إيقاف الحرب وتحييد الاقتصاد عن الصراع الدائر ومن ثم العمل على تطبيق منهج يعتمد على العديد من القطاعات للتعامل مع التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الفقراء ومعدومي الدخل".

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد