ابتكر باحثون أميركيون طريقة جديدة يمكن أن تساعد في رصد المواقع التي يحتمل أن تتسرب إليها النفايات البلاستيكية في الأنهار والمحيطات.

وحسب التقرير -الذي نشره موقع "ساينس ديلي" ( Science Daily )- فقد استخدم الباحثون نظاما حاسوبيا جديدا لتحليل بيانات الأقمار الصناعية لتحديد مواقع التخلص من النفايات على الأرض.

وكان الفريق العلمي نشر ورقة بحثية حول طريقته الجديدة في دورية "بابليك ليبراري أوف ساينس" ( PLoS One )، في عددها الصادر يوم 18 يناير/كانون الثاني الجاري.

الأقمار الصناعية لتحديد مواقع النفايات

يقول التقرير إن البيئة البشرية تواجه كل عام ملايين الأطنان المترية من النفايات البلاستيكية التي تلقى في المحيطات؛ مما يؤدي إلى الإضرار بمئات الأنواع من الكائنات الحية وأنظمتها البيئية الحيوية.

ويذكر التقرير أن معظم تلك النفايات يأتي من مصادر أرضية تتسرب إلى تجمعات المياه والمحيطات، وهو ما يتطلب بذل الجهد لمعالجة هذه المشكلة، وفهمًا أفضل للأماكن التي يتخلص فيها البشر من النفايات، لكن الموارد لاكتشاف ومراقبة تلك المواقع -سواء الرسمية أو غير الرسمية أو غير القانونية- غير متوفرة.

وبناء على الجهود التي تبذلها مراكز الرصد لحالة البيئة العالمية، فقد أظهر استخدام الأدوات الحاسوبية -المعروفة باسم الشبكات العصبية- لتحليل بيانات الأقمار الصناعية في السنوات الأخيرة قيمة كبيرة في مجال الاستشعار عن بعد.

وانطلاقا من ذلك، فقد عمل كل من كايلب كروز -من مركز "إيرث رايز ميديا في بيركلي، كاليفورنيا- والدكتور فابيان لورييه -من مؤسسة ماينديرو في واشنطن العاصمة- على ابتكار نظام جديد لتحليل البيانات من القمر الصناعي "سنتينل-2" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، وأظهروا إمكانية استخدامها في مراقبة مواقع النفايات على الأرض.

تطبيق النظام الجديد

تم تقييم أداء النظام الجديد من خلال تطبيقه لأول مرة في إندونيسيا، حيث تم اكتشاف 374 موقعا للنفايات -أي أكثر من ضعف عدد المواقع التي تم الإبلاغ عنها في السجلات العامة- ومن ثم توسيع تطبيق هذا النظام ليشمل جميع البلدان عبر جنوب شرق آسيا.

وحدد النظام ما مجموعه 966 موقعًا للنفايات (أي ما يقرب من 3 أضعاف عدد المواقع المسجلة) وتم تأكيد وجودها لاحقًا عبر طرق أخرى. إضافة إلى ذلك أظهر النظام أن ما يقرب من 20% من مواقع النفايات التي اكتشفت موجودة على بعد 200 متر من مجرى مائي؛ مما يؤدي إلى تسرب بعضها إلى الأنهار؛ ومن ثم تصل في النهاية إلى المحيط.

من ناحية أخرى، أظهر الباحثون أنه يمكن استخدام نظامهم الجديد لمراقبة مواقع النفايات بمرور الوقت، كما أن هذه النتائج -بالإضافة إلى النتائج المستقبلية- يمكن أن تساعد في توجيه سياسات إدارة النفايات، واتخاذ القرارات في طرق وأساليب التخلص منها.

ونوه تقرير "ساينس ديلي" إلى أن البيانات التي تم الحصول عليها بالطريقة الجديدة ستكون متاحة للجمهور، وبالتالي يمكن لأصحاب المصلحة والمتضررين من تلك النفايات استخدامها للدعوة إلى العمل داخل مجتمعاتهم.

وبالنظر إلى المستقبل، يخطط الباحثون لتحسين نظام مراقبة مواقع النفايات الجديد على مستوى العالم، حيث سيعمل المؤلفون لأول مرة على تزويد الحكومات والباحثين ببرنامج المراقبة العالمية للبلاستيك "جلوبال بلاستيك ووتش"، الذي يمكن أن يوجه نحو تدخل أفضل لإدارة النفايات، مما يضمن ألا ينتهي المطاف بالنفايات الأرضية إلى محيطاتنا.

المصدر : الجزيرة