الهزات الارتدادية.. هل تضرب تركيا زلازل كبرى الأيام القادمة؟

2023-02-08 01:11:47 أخبار اليوم/ متابعات

 

منذ اللحظة الأولى التي شهد فيها جنوب تركيا وشمالي سوريا الزلزال الذي قدر بحوالي 7.8 درجات على مقياس ريختر، كانت مخاوف الناس الأساسية متعلقة بالضربات التابعة لها، حتى أن الكثيرين في المناطق المتضررة لم يغادروا الشوارع. لماذا؟

الزلازل وهزاتها الارتدادية

 

تعرف الزلازل بأنها قدر من الطاقة الحبيسة في باطن الأرض التي تخرج بصورة هزات خفيفة أو قوية على السطح، وتحدث لأسباب عدة منها بشكل أساسي حركة صفائح القشرة الأرضية بالنسبة لبعضها البعض.

 

ولفهم ما يجري تخيل أن القشرة التي تغطي الأرض أشبه ما يكون بأحجية (بازل) ورقية تتركب فيه 20 قطعة متداخلة مع بعضها البعض بنفس الشكل الذي تتخذه الأحجيات التي تتضمن صورة يجب أن تركّب أجزاؤها معا، وتسمى تلك القطع الصفائح التكتونية.

 

وعادة ما تتحرك هذه الصفائح ببطء بالنسبة لبعضها البعض بمعدلات من 1-20 سنتيمترا في السنة، لكن أحيانا تتداخل تلك الصفائح معا بأشكال عنيفة، وهو ما يسبب حدوث الزلازل، مثل ما ضرب تركيا وسوريا فجر الاثنين 6 فبراير/شباط الجاري، وكان الأقوى على المقياس منذ عام 1939.

 

لكن الزلازل الكبرى مثل زلزال تركيا عادة ما تتبع بما يسمى "هزات ارتدادية" Aftershocks كبيرة نسبيا، وهي هزات أرضية تنشأ من نفس منبع الزلزال الرئيسي.

 

ويكون السبب في هذا النوع من الهزات الإضافية متعلقًا بالهزة الرئيسية، حيث يتسبب الإطلاق المفاجئ للطاقة الناتج عن تكسير الصخور في الهزة الأولى ببعض الضغط على الصخور القريبة، ومع تراكم الضغط تتحطم هذه الصخور مُطلقة سلسلة من الهزات الأصغر.

 

احتمالية الزلازل الكبيرة

 

غير أنه في الغالب تكون الهزات الارتدادية ذات قيمة على المقياس أقل من الزلزال الرئيسي بفارق 1.1 إلى 1.2 درجة بحسب قانون بات ( Båth’s Law ) في علم الجيولوجيا، لكن الحالة التركية كانت على ما يبدو استثناء أثار انتباه العلماء، حيث ضربت البلاد بزلزال ثان بلغت قوته 7.5 درجات بعد الأول بساعات، مما يعني فرقًا قدره 0.3 درجة فقط.

 

ويمكن أن تستمر الهزات الارتدادية على مدى أيام وحتى سنوات بعد الهزة الرئيسية، لكنها تصبح أضعف مع الزمن بحيث تصل إلى نقطة لا يشعر بها الناس، بحسب "قانون أوموري" ( Omori’s Law ) في علم الجيولوجيا.

 

غير أن هذا غير مؤكد بالكامل، فهناك حالة -لكنها نادرة- يتبع فيها الزلزال بآخر أكبر، وهنا يُشار إلى الزلزال الأول إلى أنه "نذير" ( Foreshock ).

 

وحدث هذا من قبل، على سبيل المثال، في زلزال وتسونامي توهوكو 2011 باليابان بقوة 9.1 درجات، وقد سبقته هزة حدثت قبل ذلك بيومين بقوة 7.3 درجات في منطقة هونشو، وظنت السلطات أنها الهزة الرئيسية إلا أنها لم تكن سوى نذير.

 

وكذلك كان أحد أكثر الهزات الارتدادية تدميرا في مدينة لوانشيان بالصين في 28 يوليو/تموز 1976، حيث ضربت المنطقة بزلزال بقوة 7.1 درجات ثم تلته هزة أكبر بقوة 7.5 درجات ضربت مدينة تانغشان القريبة.

 

جدير بالذكر أنه حتى لحظة كتابة هذه الكلمات، فإن العلماء لا يمتلكون أية تقنيات علمية أو آليات نظرية يمكن من خلالها التنبؤ بالزلازل، باستثناء بعض المحاولات التي يمكن من خلالها تتبع ردود فعل بعض الحيوانات والطيور كما لو كانت تمتلك نوعا من المعرفة المبكرة بالحادث.

 

* الجزيرة

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد