لا يزال نابولي ينثر سحره في البطولات التي يشارك فيها هذا الموسم، في ظل حالة التألق اللافتة للنظر للفريق تحت قيادة المخضرم لوتشيانو سباليتي، المدير الفني لفريق الجنوب.

ورغم الخروج المفاجئ لبطل الدوري الإيطالي المنتظر من كأس إيطاليا على يد كريمونيزي بركلات الترجيح من دور ال16، إلا أن الفريق لا يزال ينافس ببطولتي الدوري والأبطال، ويتواجد بقوة في سباق المنافسة على اللقبين في ظل المستويات الهائلة للفريق.

سيطرة مطلقة

في الكالتشيو، استحوذ نابولي على كل الأرقام بالبطولة، فمع وصوله للنقطة 62 من 23 مباراة، ليس هناك سوى فريقان فقط ربحا للنقاط أكثر من الأتزوري في هذه المرحلة من الموسم، حيث فاز إنتر (2006-2007) ويوفنتوس (2018-2019) بـ 63 نقطة بعد أول 23 مباراة.

لكن نابولي يتفوق على الثنائي من ناحية أخرى، فمع وجود فارق 15 نقطة بين المتصدر ووصيفه الحالي إنتر، تعد هذه هي أكبر فارق بين فريقين بعد 23 مباراة بالدوري في عهد احتساب الفوز بثلاث نقاط، أما إنتر فكان يتفوق بـ 14 نقطة فقط بينه وبين وصيفه روما آنذاك، بينما تفوق يوفنتوس على نابولي بفارق 11 نقطة.

ومن ناحية أخرى، يتفوق رجال سباليتي في البطولات الخمس الكبرى، بعدما حصد نابولي نقاطا أكثر من أي فريق آخر، وليس بإمكان أي فريق معادلة نابولي سوى برشلونة، حيث خاض البارسا 22 مباراة وجمع 59 نقطة وأمامه فرصة للتساوي مع فريق الجنوب، بينما جمع باريس 57 نقطة من 24 مباراة، وآرسنال 54 نقطة من 23 لقاء، فيما حصد السيتي 52 نقطة من 24 مباراة.

وسجل نابولي 56 هدف أكثر من أي فريق آخر بالكالتشيو، كما استقبل أقل عدد من الأهداف (15)، في حين أن فارق الأهداف 41 هدف وهو الأفضل بالدوريات الخمس الكبرى، ويأتي خلفه بايرن ميونخ (سجل 61 واستقبل 21، وفارق الأهداف +40)، برشلونة (سجل 45 واستقبل 7، وفارق الأهداف +38).

وفي الكالتشيو، يمتلك نابولي أكثر عدد من التسديدات على المرمى بـ 381 تسديدة، كما يعد أكثر الفرق تسديدات بين الخشبات الثلاث بـ 141 تسديدة، بجانب أنه أكثر فريق لمسا للكرة في منطقة جزاء الخصم بـ718 لمسة، وأيضًا الأكثر استحواذا بالدوري بنسبة 62%، واستخدم نابولي عملية بناء اللعب من أجل الهجوم 91 مرة كأكثر فريق، كما سجل 7 أهداف من عملية بناء اللعب الأكثر أيضًا.

ظهور استثنائي بالأبطال

ولم يقتصر نابولي على أدائه المميز بالدوري فقط، لكنه يعد أحد المنافسين بقوة بدوري الأبطال هذا الموسم، بعدما احتل الفريق المركز الأول بالمجموعات لثاني مرة في تاريخ النادي.

وسجل الفريق 20 هدفا بالمجموعات، وهي أعلى حصيلة لفريق إيطالي بتاريخ المسابقة وأكثر من أي فريق آخر، متفوقا على بايرن ميونخ الذي أحرز 18 هدفا، ليفربول (17) وبنفيكا وباريس سان جيرمان (16).

وألحق نابولي هزائم تاريخية بليفربول (4-1) وهي أكبر هزيمة لليفربول آنذاك بدوري الأبطال، واكتسح أياكس (6-1) ليصبح نابولي أول فريق إيطالي يسجل 6 أهداف في مباراة بالتشامبيونزلييج.

ثنائية ساحرة

شكل خفيشا كفاراتسخيليا وفيكتور أوسيمين، ثنائية ساحرة في هجوم نابولي، حيث سجل الثنائي 28 هدفا معا بالدوري الإيطالي، ولا يتفوق عليهم سوى ثنائي مانشستر سيتي هالاند وفودين اللذين سجلا (33 هدفا) وذلك بالدوريات الكبرى.

أوسيمين سجل 18 هدفا في 19 مباراة فقط، ومنذ عودته من الإصابة في أكتوبر وحتى الآن هز الشباك في 12 من 14 مباراة بالدوري، من بينها سجل هدفا على الأقل في آخر 6 مباريات، ويعد هو أكثر لاعب سجل أهدافا بالدوريات الكبرى خلال تلك الفترة بعد عودته، ويأتي خلفه مهاجم مانشستر يونايتد راشفورد وجاره مهاجم السيتي هالاند برصيد 11 هدفا.

وشكلت ثنائية أوسيمين وكفارا تهديدا كبيرا للخصوم، حيث قدم النجم الجورجي 6 تمريرات حاسمة لأوسيمين أكثر من أي لاعب آخر لزميله حتى الآن.

كفارا من ناحية أخرى يعيش فترة متوهجة جدا، حيث أصبح ثالث أصغر لاعب يسجل 10 أهداف على الأقل في موسم واحد بالكالتشيو مع نابولي، ومع تسجيله 12 هدفا و12 تمريرة حاسمة بجميع المسابقات، يعد واحدا من 4 لاعبين فقط وصلوا لهذا الرقم، رفقة نيمار، ميسي وكولو مواني، لكنه يعد أصغر هؤلاء اللاعبين وصولا لهذا الرقم.

ومع الظهور الاستثنائي بقيادة سباليتي والثنائية الساحرة للهجوم، اقترب حلم نابولي من أن يصبح حقيقة، وبعد سنوات من المحاولة للفوز بلقب الاسكوديتو الغائب عن فريق الجنوب منذ 31 عاما، أصبح الفريق على بُعد خطوات فقط من تحقيق الحلم الأكبر.