رئيس المجلس الرئاسي.. القسم الدستوري والعهد الذي قطعناه مع إخواني أعضاء مجلس القيادة للشعب شمالا وجنوبا ما يزال ثابتا ولن نحيد عنه مهما كانت التحديات "

2023-03-08 22:13:57 أخبار اليوم - متابعات

 

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن القسم الدستوري، والعهد الذي قطعه مع إخوانه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي لأبناء شعبنا شمالا وجنوبا بالسير على قاعدة الشراكة والتوافق الوطني، ما يزال ثابتا ولن نحيد عنه مهما كانت التحديات".

وقال رئيس مجلس القيادة في كلمة مسجلة إلى الاجتماع العام لهيئة التشاور والمصالحة، وعبر رئيس مجلس القيادة عن أمله بأن تمثل اجتماعات هيئة التشاور والمصالحة نقلة مهمة في مسار التحالف الوطني العريض ضد المشروع الامامي الإيراني التدميري.

وأضاف "كما نأمل أن تمثل اجتماعات الهيئة الموسعة، رسالة إضافية قوية بالنسبة لمستقبل أكثر تماسكا واطمئنانا، بوضع اللبنات، والاطر المرجعية لحماية توافقنا الوطني، وإرادة شعبنا، وضمان المشاركة المجتمعية الواسعة دون إقصاء أو تهميش"

وأعرب الدكتور العليمي عن الامتنان لرئاسة وأعضاء هيئة التشاور والمصالحة على دعمهم وإسنادهم ووقوفهم إلى جانب مجلس القيادة الرئاسي منذ تشكيلهما معا قبل نحو 330 يوما بموجب إعلان نقل السلطة في السابع من أبريل العام الماضي.

وقال "إننا في مجلس القيادة الرئاسي ممتنون لرئاسة وأعضاء هيئة التشاور نساء ورجالا، بمن فيهم الكوكبة الفريدة من الخبرات، والقادة الذين كانوا إلى جانبنا على طول الطريق دعما، وإسنادا للمجلس، وحرصا على بقائه متفاعلا، ومتحدا حول الأهداف المشتركة، وتحقيق التوافق المنشود في إدارة الدولة لاستحقاقات ما تبقى من المرحلة الانتقالية".

أضاف "لقد كنا واثقين منذ البداية، بأن بعض التباينات في مرجعياتنا، وتجاربنا هي ما ستجعلنا متميزين، وأكثر قدرة على الاستجابة للواقع المعقد، والمتغيرات الطارئة".

واستطرد قائلا "بعون الله سنمضي مؤمنين بمبادئ الحق في الحرية والاختلاف، والمشاركة، كأسس دستورية أصيلة، بينما يفتقد إلى نعمتها أولئك السلاليون، المرتهنون للمشروع الإيراني التوسعي في بلادنا".

وأكد الرئيس رشاد العليمي على أنه في المبادئ النظرية لأنظمة المصالحة، يأتي الإنصاف، وتخليد الذكرى كقيم مثلى لتكريم "مدننا، ورجالنا ونسائنا الذين كانوا سباقين إلى ميادين المقاومة منذ الطلقة الأولى لمقارعة الغزو الفارسي، بالسلاح، والمال، والكلمة".

وأشاد في كلمته بتضحيات الشهداء، والجرحى، والقادة الأحياء الذين يتصدرون الصفوف ذودا عن "وطننا، وهويتنا، وارثنا الحضاري العريق".

وقال "لقد اضطر أولئك الرجال، والنساء للقتال، من أجل استعادة السلام، ولولا تضحياتهم، وشجاعتهم، لما كنا ننعم اليوم بالحرية، وشرف تمثيل بلدنا وشعبنا بين الأمم الحية حول العالم".

وحيا رئيس مجلس القيادة كل المحافظات، "وأبناء شعبنا المقاوم والرافض لذلك المشروع الدخيل على بلادنا، ومنطقتنا".

وأضاف "هي تحية خاصة إلى العاصمة المؤقتة عدن، مشعل الحرية والتنوير، وكل المحافظات الجنوبية التي دفنت مشروع الإمامة في المهد، كما دفن على أسوار مأرب، وجبال تعز وغيرها من المحافظات التي منحت الدولة الشرعية سياجا، والمقاومة ملاذا وقاعدة لبناء الصفوف والانطلاق نحو النصر المؤزر"

كما حيا الرئيس رشاد العليمي "حضرموت العظيمة، وهي تستعد لأحياء ذكرى تحرير المكلا من تنظيم القاعدة، في ملحمة تاريخية أفضت مبكرا إلى تعزيز جبهة المقاومة للمشروع الإيراني ومليشيات المتخادمة مع التنظيمات الإرهابية".

واعتبر بأن هذا الخطاب يمثل مناسبة أيضا للإقرار، والإنصاف، والاعتزاز بدور القوى الوطنية الحاملة للقضية الجنوبية، التي توحدت تحت لوائها كتائب المقاومة الباسلة، لدحر المليشيات الغازية، وردع أطماعها، ومغامراتها الطائشة.

ووجه كل التحايا إلى الشعب الصابر، وراء قضبان المليشيات الإرهابية، وفي مخيمات النزوح، وبلدان الشتات، وإلى المثقفين والصحفيين، والنشطاء الذين يتصدون على جبهة الوعي لخطاب التضليل، والموت، والخراب.

وقال "يستحق هؤلاء الأبطال، والمدن التكريم، والإنصاف، وتخليد الذكرى، وليس هناك أفضل من أن تستلهم قوانا السياسية إرثهم، وصمودهم بمزيد من الاصطفاف وحشد كافة الإمكانيات والطاقات لاستعادة مؤسسات الدولة، وتحصين جبهتنا الداخلية ضد أدوات المشروع الإيراني الذي يتربص بنا جميعا دون استثناء".

وأوضح بان اعتداءات المليشيات، وحصارها الحاقد على مارب ، وتعز، والضالع، ولحج، وغيرها من المحافظات، "تعنينا جميعا، وسنتداعى لها بردع جماعي حازم، في حال استمرار تعنتها، واستنفاد كافة المساعي لدفعها نحو خيار السلام العادل والمستدام القائم على الأسس، والمرجعيات المتفق عليها محليا، وإقليميا، ودوليا".

وقال "لعل اجتماعاتكم الموسعة في العاصمة المؤقتة عدن، تؤكد عزمنا جميعا، على تحسين الظروف، وتهيئة الأوضاع المناسبة للعمل من الداخل، وإعادة بناء مؤسساتنا الوطنية، وفقا لإعلان نقل السلطة، واتفاق، ومشاورات الرياض، وعلى أساس مبادئ الحكم الرشيد، والعدالة، والتسامح، وتكافؤ الفرص".

وأوضح أنه "خلال الفترة المقبلة، ستزداد اجتماعاتنا التشاورية على هذا النحو البناء بين مستويات الحكم المختلفة، في هذه المدينة الوفية، وكافة المحافظات المحررة".

وقال "سنجتمع في نهاية المطاف بعون الله على أرض صنعاء، نصرة لأهلنا المقهورين هناك تحت نير المليشيات، ووفاء بوعد السلام، وإنهاء الانقلاب، وإعادة الاعتبار للهوية الوطنية، وترسيخ انتماء بلدنا وشعبنا إلى حاضنته العربية".

وعرض الرئيس رشاد العليمي لجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة على مدى الأحد عشر شهور الماضية، قائلا إن المجلس والحكومة ركزا على ترتيب الأوضاع الأمنية، والعسكرية، وتعزيز سلطة القضاء، وتحسين قدرات الأجهزة المالية والمصرفية في استيعاب التعهدات، والودائع المقدمة من الأشقاء والأصدقاء وفي المقدمة تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.

أضاف "يمكنكم أن تروا كيف قادت هذه الجهود إلى تراجع أعمال العنف في المحافظات المحررة، والحضور المتنامي للأجهزة العدلية، واستيعاب أفضل للمشروعات الخدمية التي ستتسارع وتيرتها خلال العام الجاري، وخصوصا في رحاب العاصمة المؤقتة عدن".

وعلى الصعيد الاقتصادي، والنقدي، أشار الرئيس رشاد العليمي إلى أن السياسات المتخذة "حافظت على استقرار نسبي للعملة الوطنية، ومحاصرة عجز الموازنة العامة عند حدوده الآمنة، والتوقف عن تمويلها من مصادر تضخمية رغم التوسع في الإنفاق على الالتزامات الحتمية وفي المقدمة انتظام دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، والقوات المسلحة والأمن، والمتقاعدين للمرة الأولى منذ سنوات".

كما أشار في هذا السياق إلى انتظام دفع مستحقات الطلاب المبتعثين في الخارج، والهيئات الدبلوماسية، والتدخلات الطارئة لمواجهة احتياجات قطاع الكهرباء التي تصل إلى أكثر من 100 مليون دولار شهريا.

وأكد أنه فوق ذلك "فإن الشراكة والثقة المتبادلة مع القطاع الخاص تتحسن بصورة غير مسبوقة".

وتحدث فخامة الرئيس عن جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لوضع العالم أمام حقيقة ما يجري في اليمن، قائلا إنه "منذ وقت مبكر أدركنا، أن إحداث التحولات في مسار المواجهة ضد المشروع الإيراني وعملائه، يتطلب عكس الصورة المضللة عن القضية اليمنية العادلة، والطبيعة الإرهابية للميليشيا الحوثية ، فكان حراكا رئاسيا، وحكوميا إقليميا، ودوليا، وتعاط جاد مع الجهود الحميدة لتثبيت الهدنة الإنسانية التي ضاقت منها المليشيات سريعا".

وأكد أنه على الرغم من أن الموقف الدولي لم يرق بعد إلى مستوى الفعل، إلا أنه بات أكثر وضوحا، ويقينا بأن السلام لا يمكن أن يأتي من كهوف الخرافة والحق الإلهي في حكم البشر، والقمع المنفلت لحقوق الإنسان.

وقال "خلال ذلك الزخم السياسي، لم نتخل أبدا عن الثوابت، والأهداف المشتركة، وزدنا قناعة بأن المليشيات الحوثية لا يمكن أن تكون مشروعا جادا لسلام مستدام، لذلك حصلت على التصنيف الذي تستحقه من مجلس الدفاع الوطني، ومجلس جامعة الدول العربية، كمنظمة إرهابية".

وأوضح الرئيس بأنه وسط هذه المهام المتشعبة، يظل وإخوانه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة على قناعة تامة وواقعية، بأن وجود أي سلطة إنما هو لخدمة مواطنيها الذين أعادوا ترتيب أولوياتهم في ظروف الحرب القاهرة، بدءا بالخبز، والماء، والدواء، والطاقة، وسبل العيش، والرعاية الصحية، ومدارس الأطفال الآمنة، وهي حقوق مكفولة لضمان أبسط متطلبات الكرامة الإنسانية، التي لا ينبغي الانشغال عنها بأي أولويات أخرى.

وقال مهما حاولت المليشيات الإرهابية خنق مواردنا، وتجويع شعبنا فلن يثنينا ذلك عن ابتكار الحلول، والتكيف مع المتغيرات لإبقاء مصالح الناس، وأحلامهم متقدة إلى الأبد.

وأشار إلى أن الهجمات الإرهابية الحوثية على المنشآت النفطية، كانت اختبارا حقيقيا على هذا الصعيد، مع توقف صادرات القطاع النفطي التي تمثل 65 بالمائة من إجمالي الإيرادات العامة، ما وضع المجلس والحكومة أمام خيارات صعبة.

أضاف "كان علينا، أما الاستجابة الطارئة لاحتواء التداعيات المدمرة، أو الرضوخ، والاستسلام للكارثة التي تريد بها المليشيات إغراق البلاد في أزمة جوع شاملة، بما في ذلك توقف رواتب الموظفين، والخدمات الأساسية، والتدخلات الإنسانية المنقذة للحياة".

ولفت إلى أنه من بين خيارات ضيقة، شجع مجلس القيادة الرئاسي الحكومة على إصلاحات شاملة في المالية العامة، تشمل إجراءات تقشفية، وتضمن مكافحة الفساد، وتؤكد الحاجة الماسة للدعم من الأشقاء والأصدقاء لسد الفجوة في بند المرتبات، والنفقات الضرورية، بدلا عن اللجوء إلى الخيار الأسهل عبر الإصدار النقدي الذي من شأنه أن يهوي بالعملة الوطنية، والأوضاع المعيشية إلى مستويات متدنية.

وحيا فخامة الرئيس في كلمته كفاح النساء في مختلف الميادين، وذلك بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من مارس، بالتزامن مع اختتام اجتماعات هيئة التشاور والمصالحة... قائلا انهن "تحملن العبء الأكبر من حرب، وبطش المليشيات.

وأعرب عن امله بان يكون هذا اليوم هو اليوم الذي" سيصبح بعده تحالفنا الوطني على قلب رجل واحد، وهدف واحد، وضد عدو واحد، ولتكون هيئة التشاور والمصالحة جزءا اصيلا في رعاية، وحماية هذا المشروع الجامع، الذي ينتصر لتضحيات الابطال من قواتنا المسلحة والامن والمقاومة الشعبية ".

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد