يفهم الباحثون بنية الأدمغة وقاموا برسمها بشيء من التفصيل، لكنهم ما زالوا لا يعرفون بالضبط كيف يعالجون البيانات - لذلك، هناك حاجة إلى "خريطة دائرة" مفصلة للدماغ.

 وأنشأ العلماء مثل هذه الخريطة للمخلوق الأكثر تقدمًا حتى الآن وهي يرقة ذبابة الفاكهة، وذكرت أخبار علم الأعصاب أنه يطلق عليه اسم الشبكة العصبية، وهو يرسم 3016 خلية عصبية للحشرة و 548000 نقطة تشابك عصبية، وستساعد الخريطة الباحثين على دراسة فهم أفضل لكيفية سيطرة أدمغة كل من الحشرات والحيوانات على السلوك والتعلم ووظائف الجسم والمزيد، وقد يكون العمل مصدر إلهام لشبكات الذكاء الاصطناعي المحسّنة، وفقا لتقرير engadget . 

وقال البروفيسور: "حتى هذه اللحظة ، لم نر بنية أي دماغ باستثناء الدودة المستديرة C. elegans ، والشرغوف من الحبال المنخفضة ، ويرقة دودة علقية بحرية ، وكلها تحتوي على عدة مئات من الخلايا العصبية". مارتا زلاتيك من مختبر MRC للبيولوجيا الجزيئية، وهذا يعني أن علم الأعصاب كان يعمل في الغالب بدون خرائط دائرية بدون معرفة بنية الدماغ، فإننا نخمن طريقة تنفيذ الحسابات، ولكن الآن يمكننا البدء في اكتساب فهم ميكانيكي لكيفية عمل الدماغ."

ولبناء الخريطة، أجرى الفريق مسحًا ضوئيًا لآلاف الشرائح من دماغ اليرقة باستخدام مجهر إلكتروني، ثم دمجها في خريطة مفصلة، مع وضع تعليقات توضيحية على جميع الوصلات العصبية. ومن هناك، استخدموا أدوات حسابية لتحديد مسارات تدفق المعلومات المحتملة وأنواع "أشكال الدوائر" في دماغ الحشرة، وحتى أنهم لاحظوا أن بعض الميزات الهيكلية تشبه إلى حد بعيد هندسة التعلم العميق الحديثة.

ووضع العلماء خرائط تفصيلية لدماغ ذبابة الفاكهة، وهي أكثر تعقيدًا بكثير من يرقة ذبابة الفاكهة، ومع ذلك لا تتضمن هذه الخرائط جميع الاتصالات التفصيلية المطلوبة للحصول على خريطة دائرة حقيقية لأدمغتهم.

وكخطوة تالية، سيقوم الفريق بالتحقيق في الهياكل المستخدمة للوظائف السلوكية مثل التعلم واتخاذ القرار، وفحص نشاط الشبكة أثناء قيام الحشرة بأنشطة محددة. وبينما تعتبر يرقة ذبابة الفاكهة حشرة بسيطة.

ويتوقع الباحثون رؤية أنماط مماثلة في الحيوانات الأخرى. قال زلاتيك: "بالطريقة نفسها التي يتم بها حفظ الجينات عبر مملكة الحيوان، أعتقد أنه سيتم أيضًا الحفاظ على الزخارف الأساسية للدوائر التي تنفذ هذه السلوكيات الأساسية".