حطّ الكمان النادر "بلطيق" لدى مالك جديد اشتراه بمبلغ 9.44 مليون دولار، وذلك في مزاد أقيم في 16 مارس، ليصبح ثالث أعلى سعر يتمّ دفعه لآلة موسيقية.

الكمان عمره 292 عاماً، وهو من صنع " Guarneri "، وقد تم تصنيعه يدوياً عام 1731 من قبل لوثير جوزيبي غوارنيري ديل جيسو، المعروف باسم "ديل جيسو" في بلدة كريمونا الصغيرة بإيطاليا.

تعدّ الآلات الوترية الخاصة بعائلة " Guarneri "، من بين أكثر الآلات الموسيقية قيمة في العالم، وذلك بسبب الصوت الأعمق الذي يميزها عن آلات الكمان الأخرى، فضلاً عن الخشب المستخدم في صناعتها، وهو "القيقب".

 عازف الكمان إسحاق ستيرن، وجاشا هيفيتز، وإيتزاك بيرلمان، كانوا بين من قدّموا عروضهم على خشبة المسرح مع آلات كمان " Guarneri ".

نجم المزاد

وكان "بلطيق" هو نجم المزاد عبر الإنترنت، وقال كارلوس تومي، مدير ورئيس المبيعات في " Tarisio "، "إن البلطيق أكثر من مجرّد أداة موسيقية استثنائية، إنه عمل فني فريد."

قبيل عرضه في المزاد، بقي كمان "بلطيق" لمدة خمسين عاماً ضمن مجموعة رجل الأعمال الأميركي الراحل Sau-Wing Lam ، المعروف بشغفه في اقتناء وجمع الآلات الموسيقية النادرة. ومنذ استحواذه على "بلطيق" عام 1979، تمّ عرضه مرّتين في متحف متروبوليتان في نيويورك عام 1994، وعندما استضاف المتحف سلسلة حفلات موسيقية مخصّصة لمجموعة "لام" عام 2012.

عائلة بلطيق

وقبل أن يمتلكه رجل الأعمال الأميركي، كان الموسيقار الكلاسيكي دوروثا باور يملك الكمان، وهو من علّم الموسيقى لأسطورة البيسبول ميكي مانتل. وكان الكمان قبله مملوكاً من قبل عائلة "البلطيق"، وقد بقي الاسم مرتبطاً بالكمان مدى الحياة.

كان جوزيبي غوارنيري ديل جيسو، يبلغ من العمر 32 عاماً فقط عندما صنع الكمان عام 1731، مخالفاً بعض القواعد التي وضعها جدّه وأبيه وعمه، من خلال تغيير حجم الكمان، وأجنحته العريضة، وفتحات الصوت المتميّزة، إذ يعدّ "البلطيق" أوّل آلة تحمل العلامة التجارية لأسلوب الابن الخاص "ديل جيسو".

 أنطونيو ستراديفاري، الأكثر شهرة بين صانعي آلة الكمان أيضاً، ولد عام 1644، أي قبل حوالي نصف قرن من ديل جيسو. ومارس كلّ منهما هذه الحرفة في مسقط رأسيهما كريمونا بإيطاليا. لكن في حين نجا حوالي 600 عازف كمان ستراديفاريوس، لم يبقى سوى 150 كمان من طراز Guarneri ، ما يجعل هذا النوع تحديداً بين الأكثر ندرة في العالم.