2025-05-08
مصير غامض لقيادات مرتبطة بمنظومة الصواريخ والطيران المسير لمليشيا الحوثي في الغارات الأمريكية
عادت الآمال بفتح طرفات تعز بعدما أعلنت ميليشيا الحوثي الإرهابية يوم الجمعة الماضي القبول بأن يتم فتح طريق (تعز ــ الحوبان) بعد تسع سنوات من إغلاقها، على الرغم من المطالبات المتكررة بفتحها لتخفيف الأعباء المفروضة على المواطنين الذين يلجأون إلى عبور طريق التفافي عبر منطقة الأقروض (جنوب تعز) ومن ثم الدمنة (جنوب شرق تعز) وصولاً إلى الحوبان شمالاً، في سفر يستغرق أربع ساعات لقطع المسافة التي كان يتم قطعها خلال عشر دقائق.
ويترقب ملايين السكان من أبناء تعز عبور أول سيارة عبر الطريق الواصل بين وسط المدينة، الواقع تحت سيطرة الحكومة، ومنطقة الحوبان الواقعة شمال شرقي المدينة بعد تسع سنوات من إغلاقها، واضطرار المواطنين لعبور طرق بديلة تمتد لساعات بدلاً من عشر دقائق تفصل بين المنطقتين.
وبعد تسع سنوات من الإغلاق تغيرت الكثير من ملامح المدينة. فعلى امتداد شارع القصر الجمهوري الذي يقسم مدينة تعز إلى نصفين، يتقاسم السيطرة عليهما الحكومة وميليشيا الحوثي، نمت أشجار وسط الشارع الذي لم تطأه سوى أقدام المقاتلين.
زراعة الألغام
وحول هذه الأشجار سعت ميليشيا الحوثي لزراعة الألغام التي نسفت أحلام السكان، وباعدت بين أسفارهم، لتعلن أن الطريق الذي كان يسلكه الراكب خلال عشر دقائق بات عليه أن يسلك طريقاً آخر في أربع ساعات.
ولم تكتف ميليشيا الحوثي بذلك، بل نصبت السواتر الترابية التي تترصد بالطرف الآخر، وعلى مقربة من هذه المتاريس وحولها شق المسلحون الحوثيون أنفاقاً التوائية في جميع الجهات تمهيداً لمعارك لا تنتهي. وظلت هذه المنطقة عصية على الاختراق من قِبل الطرفين خلال سنوات الحرب.
فجغرافياً المنطقة تمنح أفضلية عسكرية لمسلحي ميليشيا الحوثي، إذ إن نقطة التماس العسكرية بين الطرفين تشرف عليها تباب ومواقع عسكرية تحت سيطرة الميليشيات، أبرزها تبة السلال وتبة سوفتيل ومعسكر الأمن المركزي، وهي مواقع أعاقت تقدم الجيش الوطني.
في المقابل، سعت القوات الحكومية لمنع حدوث أي اختراق لميليشيا الحوثي، حيث تم تأمين المنطقة وزراعة ألغام دفاعية، مع المحاولة بين الحين والآخر للتقدم عسكرياً.
وفي هذه الجبهة بالتحديد خسر الجيش الوطني مئات المقاتلين خلال محاولات التقدم فيها، ويعد إغلاق هذا الطريق السبب الرئيس في حصار مدينة تعز، حيث زاد من معاناة المواطنين، خصوصاً المرضى وكبار السن، الذين وجدوا صعوبة بالانتقال من وسط المدينة إلى شمالها.
حجم المعاناة التي فرضها إغلاق الطريق يكشف عن سبب الفرحة التي عاشها أبناء تعز مع الإعلان عن فتح طريق تعز ــ الحوبان، إذ بادر المواطنون للذهاب إلى المنطقة لمعاينة الاستعدادات لفتح الطريق.
فتح الطريق خلال يومين
اللواء محمد المحمودي، عضو لجنة فتح الطرقات التابعة للحكومة الشرعية، قال إن الطرفين يعملان ليل نهار على تسهيل فتح طريق القصر - الكمب.
وأضاف المحمودي أن تغير ميليشيا الحوثي المفاجئ بشأن فتح طريق تعز ــ الحوبان "قد يكون بسبب ضغوط دولية أو القرارات الاقتصادية الأخيرة للحكومة الشرعية".
وتابع: " ميليشيا الحوثي فاجأت الجميع بهذا التغير، ونتمنى أن تستمر في هذه الرؤية لفتح جميع طرقات تعز، وسنراقب الأمور.
وإذا تم فتح الطريق الأول سيتم مناقشة فتح طريق آخر، والمرشح أن يكون طريق عصيفرة - الستين - مفرق شرعب (شمال وغرب المدينة)، أو مصنع السمن الصابون - المطار القديم (غرب المدينة)".
يقول المواطن منير الصلوي: "استبشرنا خيراً بقرار فتح طريق تعز ــ الحوبان، لأن ذلك سيخفف الكثير من معاناتنا. أنا أملك منجرة (محل لصناعة المفروشات) في منطقة الحوبان، وقبل إغلاق الطرقات كنت أخرج يومياً للمحل خلال عشر دقائق، وبعد إغلاقه أصبحت أخرج بشكل أسبوعي عبر طريق الأقروض (جنوب تعز) الالتفافي، ونقطع المسافة التي كنا نقطعها في عشر دقائق خلال أربع ساعات، والذهاب والعودة يكلفني 20 ألف ريال (الدولار يساوي 1760 ريالاً). وفتح الطريق سيخفّف علينا الجهد والمال وسيسهل حياتنا".
من جهته، قال المواطن عمار الجعفري، إنه "طوال تسع سنوات وميليشيا الحوثي ترفض فتح الطرقات. وقبل أشهر أعلنت الحكومة فتح طريق الحوبان من جانبها، وميليشيا الحوثي رفضت هذا الأمر. وحالياً الميليشيات من بادرت إلى فتح طريق (تعز ــ الحوبان) تحت ضغط القرارات الاقتصادية للبنك المركزي بوقف التعامل مع البنوك التي رفضت نقل مقراتها إلى عدن، لأن هذا حرمها من مورد مالي عام يتمثل بالحوالات المالية".
واعتبر الجعفري أن رضوخ ميليشيا الحوثي، وموافقتها على فتح طريق تعز ــ الحوبان، "يؤكد أنه يمكن للشرعية أن تهزم ميليشيا الحوثي دون حرب عسكرية.
فالشرعية لديها أوراق قوة يمكن أن تستخدمها. وبعد القرارات الاقتصادية أصبح فتح الطرقات من مصلحة ميليشيا الحوثي أنفسهم، ليسهل لهم الدخول إلى المدينة واستلام الحوالات. لم يتخذوا هذه الخطوة من أجل الصالح العام، فالكل يعرف أنهم من يحاصرون تعز ويغلقون الطرقات".
أما أحمد الرميمة، الذي يقيم في الحوبان، فاعتبر أن أكثر من تسع سنوات من إغلاق الطرقات من وإلى مدينة تعز: أضرت ومست حياتنا بشكل مباشر، وأدت إلى تدهور كارثي في مختلف جوانب حياتنا لاسيما الجانب الإنساني والخدماتي". وأضاف: "واجهنا تحديات وصعوبات جسيمة على طرقات جبلية وعرة للانتقال من وإلى مدينة تعز لزيارة عوائلنا والقيام بأعمالنا من أجل توفير لقمة العيش لنا ولأطفالنا".
وتابع الرميمة: "واجهنا خلال السفر العديد من الحوادث، البعض منها كاد يأخذ حياتنا. ولا ننسى المأساة التي واجهت مرضانا عند الانتقال عبر تلك السلاسل الجبلية الخطيرة لغرض زيارة الأطباء.
رسالتي لميليشيا الحوثي والشرعية هي الانتقال إلى مفاوضات جدية وحقيقية، وتشكيل لجان مشتركة لغرض التفاوض وتقديم ضمانات لفتح بقية الطرقات للمساهمة في التخفيف من معاناة الناس، وتسهيل مرور السلع والخدمات إلى الناس".
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد