غضب في الشارع الحضرمي.. وفشل في إعادة تصدير النفط؟

2024-08-03 03:12:09 أخبار اليوم - متابعات

   

قالت مصادر حكومية يمنية إن استئناف تصدير النفط اليمني الخام تأخر إلى أجل غير مسمى نتيجة تعثر اتفاق وقف التصعيد الاقتصادي.

وأوضحت المصادر في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن تأخير استئناف تصدير النفط مرتبط بسبب تأخر الموافقة المصرية على استقبال مطار القاهرة رحلات تجارية من مطار صنعاء الخاضع لسيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية.

وكانت مصادر في الحكومة اليمنية قد كشفت الأسبوع الماضي لـ"العربي الجديد"، أن الحكومة المعترف بها دولياً تستعد لاستئناف تصدير النفط اليمني الخام بعد فترة توقف طويلة لمدة عامين، وقالت إن استئناف تصدير النفط اليمني تم وفقاً لاتفاق وقف التصعيد الاقتصادي الأخير بين الحكومة و ميليشيا الحوثي والذي يتضمن سماح الميليشيات للحكومة باستئناف تصدير الخام مقابل إنهاء التصعيد المصرفي من قبل الحكومة وإلغاء قرارات البنك المركزي المعترف به دولياً المتعلقة بنقل المقرات الرئيسية للبنوك التجارية من صنعاء إلى عدن حيث مقر الحكومة، وإنهاء التعامل بالطبعة القديمة من النقود.

وتضمن اتفاق وقف التصعيد المصرفي أيضاً استئناف الرحلات التجارية من مطار صنعاء إلى مطار عمان بواقع ثلاث رحلات يومياً، وفتح وجهات جديدة تتضمن القاهرة ومومباي، وقد بدأت الخطوط الجوية اليمنية في تنظيم ثلاث رحلات يومياً الى مطار عمّان منذ الخميس قبل الماضي.

وأعلنت إدارة الخطوط الجوية اليمنية في صنعاء (خاضعة لميليشيا الحوثي)، الأحد الماضي، فتح الرحلات الجوية المدنية إلى القاهرة والهند عبر مطار صنعاء الدولي بواقع رحلة يومية، ابتداء من مساء اليوم نفسه، لكنها لاحقا ألغت الرحلات من نظام حجز التذاكر.

وتتصدر حضرموت، منذ 4 أيام، المشهد اليمني، حيث تشهد توترا غير مسبوق على خلفية زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، بهدف تدشين إعادة تصدير النفط، وفق مصادر حكومية.

زيارة العليمي أشعلت غضب كثير من المكوِّنات الحضرمية. وفي آخر التطورات، هدد حلف قبائل حضرموت بالسيطرة على موارد المحافظة النفطية، ومنع استئناف تصدير النفط، في حال لم يستحب مجلس القيادة الرئاسي لمطالبه.

وقال حلف القبائل، في بيان، خلال اجتماع استثنائي في هضبة حضرموت إنه أمهل مجلس القيادة 48 ساعة لتنفيذ مطالب مؤتمر حضرموت الجامع، التي طرحها منتصف يوليو الجاري؛ لتصحيح الأوضاع التعليمية والخدمية، محذّرا من الإقدام على أي تصرف بنفط حضرموت أو تصديره.

في المقابل، نفت ميليشيا الحوثي أنباء تتحدث عن اتفاق مع الجانب الحكومي باستئناف تصدير النفط، مؤكدة أن الملف مرهون بتسليم رواتب الموظفين.

- حضرموت غنيمة

يقول المتحدث باسم قبائل حضرموت، الكعش سعيد السعيدي: "نحن في اجتماع حلف قبائل حضرموت الاستثنائي في هضبة حضرموت كان بياننا واضحا، والمُهلات السابقة، التي أعطيت، مرت عليها 20 يوما، وبوجود رئيس المجلس الرئاسي في المحافظة، إذا كان هناك حسن نية لوضع حلول لمشاكل حضرموت لكانت بوادرها ظهرت".

وأضاف: "وصلت قناعتنا، في حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع، إلى أنه يتم التعامل مع محافظتنا وكأنها غنيمة لدى الشرعية".

وتابع: "حضرموت هي الرافد الأساسي لخزينة الدولة، ونحن وصلنا إلى حال يرثى له، وأعطينا الأعذار تلو الأعذار لحكومتنا ومجلسنا الرئاسي، على أساس أن يتم تصحيح أوضاع المحافظة، وأن يجعلوا من الحضارم شريكا أساسيا داخليا وخارجيا".

وأردف: "يجب أن يمكَّن مؤتمر حضرموت الجامع وحلف القبائل من إدارة حضرموت، ويتحمّل مسؤوليته أمام شعبه، وخارجيا يجب أن يشارك مؤتمر حضرموت الجامع، في التسوية السياسية، كشريك أساسي".

وزاد: "نحن لم نسمع هذه الأمور من رئاسة الدولة، ولا من الحكومة، وكأن حضرموت غائبة عن المشهد، ولا توجد في خارطة اليمن".

وقال: "نحن لا نقلل من رئاستنا ورمزنا الدكتور رشاد العليمي، لكن الوعود التي صرَّح بها قد سمعناها قبل نحو عام، والأخ رشاد العليمي وصل حضرموت وألقى تصريحا داخل مطار الريان، وكان مفاده أننا في ظل حرب، لكننا لا نطلب منه المستحيل، وإنما نطالب بإشراك أبناء حضرموت شراكة حقيقية في التسوية".

وأضاف: "نطالب بشراكة حقيقية تجعل من حضرموت رقما في أي عمل داخل اليمن وخارجه، لكننا لم نجد هذا الأمر من رئيس المجلس، أو من حكومته".

وتابع: "الآن عندما يجري الحديث عن تسوية، جاءوا إلى حضرموت لمراضاة الحضارم من أجل تصدير النفط، فكيف نصدّر النفط وشعبنا ميت؟".

- وعود غير مقنعة

يقول الأكاديمي والمحلل السياسي، د. عبدالوهاب العوج: "إن فسيفساء الشرعية، أو الداعمة لها، تتنازع الأمر فيما بينها، وهي غير مؤمّنة، أو غير مسيطرة على مصادر إنتاج الطاقة، سواء في حضرموت، أو في مأرب، أو في شبوة".

وأوضح: ميناء النشيمة، وميناء الضبة، يعانيان من تهديدات مليشيا الحوثي، التي أعلنت أنها ستستهدف عودة تصدير النفط والغاز إذا لم يتم التفاهم معها حول دفع المرتبات".

وأضاف: "كان إعلان المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، خارجا عن المعقول، أوقف قرارات البنك المركزي، وأعاد لمطار صنعاء رحلات جديدة باتجاه مصر والهند".

وتابع: "للأسف الشديد، الإخوة في حضرموت لديهم مطالب، هي مطالب كل اليمنيين، حيث يريدون عودة الخدمات، واستقرار البلد، وتحسين وضع الريال اليمني، وأن يشعروا بأن النفط والغاز مردود وعائد على الشعب اليمني، لا أن يتحول إلى حساب خاص في البنك الأهلي السعودي، ويصرف على كبار المسؤولين، وقيادات الدولة في الخارج".

وأشار إلى أن "وعود الحكومة والمجلس الرئاسي لم تعد مقنعة للإخوة في حضرموت وشبوة والمهرة، ولا حتى للمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن ولحج والضالع، وكذلك الحال ينطبق على باقي مناطق الجمهورية".

وأردف: "مشكلتنا أن كميات النفط، التي انخفضت بشكل كبير منذ العام 2006م، وما تلا ذلك، حصل دروب داون للإنتاج النفطي، حيث كنا ننتج بحدود 450 ألف برميل من النفط في كل مناطق التصدير".

وقال: "توقُّف تصدير الغاز أثر تأثيرا كبيرا على ميزانية الحكومة الشرعية، التي كانت تدعم الدولار الجمركي".

وأضاف: "والإخوة في حضرموت معهم حق أنهم لم يعودوا يثقون بقرارات المجلس الرئاسي، ولا بوعوده؛ لأن الشعب اليمني يريد أن يرى طحينا، لا أن يسمع جعجعة لذلك الطحين".

                               

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
نحو هوية وطنية آمنة: حوار مع العميد صالح الماوري حول مشروع البطاقة الشخصية الذكية في اليمن

• مشروع البطاقة الشخصية الذكية يعد خطوة حيوية نحو تعزيز الهوية الوطنية، ويساهم في التخلي عن السيطرة المتزايدة للمليشيات. • الوضع السياسي الحالي معقد، مع تداخل المصالح الإقليمية والدولية، وصراع القوى السياسية المخ مشاهدة المزيد