2024-09-12
جهود دولية وإقليمية مستمرة: ما هي فرص تحقيق السلام مع ميليشيا الحوثي؟
شهدت العاصمة المؤقتة عدن يوم السبت تظاهرات احتجاجية غاضبة تطالب بالكشف عن مصير المقدم علي عشال الجعدني. إلا أن المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، تعامل مع هذه التظاهرات بالقمع والاعتقالات، واستخدم الرصاص الحي مما أدى إلى مقتل أحد المتظاهرين حتى اللحظة.
يبدو أن جريمة اختطاف وإخفاء المقدم علي عشال في عدن لن تمر دون عقاب كما كان يظن مرتكبها، إذ إن المظاهرات الغاضبة التي اجتاحت شوارع عدن في اتجاه ساحة العروض تعكس عدم قبول الوضع الأمني في المدينة. لقد بات من الواضح أن بقاء العاصمة المؤقتة تحت سيطرة مجموعة من المجرمين، أو أولئك الذين يحتمل أن يكونوا كذلك، أصبح أمراً من الماضي، خاصة بعد ما تم كشفه من تفاصيل تتعلق بالجريمة.
وكشفت إدارة أمن العاصمة المؤقتة (عدن) عن تفاصيل جريمة اختطاف المقدم عشال، حيث أدت التحقيقات إلى مستويات رفيعة من المسؤولين الذين كانت عدن تعتمد عليهم في جهود مكافحة الإرهاب خلال السنوات الماضية، ليظهروا الآن كمسؤولين عن جريمة تحمل معالم الإرهاب بكل وضوح.
هذه التظاهرات، التي شارك فيها مختلف فئات المجتمع، وقواه الاجتماعية والسياسية، هل يمكن أن تكون خطوة حقيقية في طريق إعادة الأمور إلى طريقها الصحيح، وإنقاذ عدن وأبنائها، والكشف عن مصير المخفيين، وتسليم الأجهزة الأمنية لعناصر مستقلة سياسيا، ومؤهلة أمنيا وإداريا، ولاؤها الوحيد للدولة، أم أن هذه مجرد آمال وأحلام ومطالب ما تزال بعيدة المنال؟
- الشعب يقول كلمته
يقول المحلل السياسي، حسن مغلس: "أبناء عدن، وأبناء الجنوب بشكل عام، يتحملون انتهاكات وجرائم المجلس الانتقالي بحقهم، منذ تسع سنوات، من اعتقالات وتعذيب وقتل".
وأضاف: "تظاهرة أمس التضامنية، مع قضية المقدم علي عشال، لم تكن وليدة اللحظة، وإنما نتيجة تراكمات وضغوط على الناس، لكن قضية عشال جاءت القاصمة، حيث كان لا يسمع للأمهات التي تئن كل يوم، طوال السنوات الماضية، وهن يذهبن للبحث عن أبنائهن في السجون، بينما العصابة مستمرة في عمليات الاختطاف والإخفاء بحق الأبرياء".
وتابع: "خروج الناس، يوم أمس، له معانٍ كثيرة، منها أن الانتقالي عندما يقول إنه مفوّض من شعب الجنوب، وأن أبناء الجنوب معه، بينما ها هم أبناء الجنوب خرجوا لإثبات أنهم لم يفوّضوه، وكسروا شوكته على الأقل".
وأردف: "الانتقالي عندما يقول إن الشعب معه ها هو الشعب يقول كلمته بأنه ليس مع الانتقالي، ولهذا قام الانتقالي بمواجهته بإطلاق الرصاص على مواطنين سلميين خرجوا من أجل مطالب سلمية".
وزاد: "الخطأ ليس من المتظاهرين، وإنما من اللجنة الأمنية في عدن، التي أعطتهم مهلة عشرة أيام، ثم اعتذرت، وبعدها خرجت ببيان، أرادت من خلالها أن تقول للشعب هذا القفاز (يسران المقطري) نحن رميناه، فذهب وتابع بعده، بينما اليد التي تخرّب في عدن لا تزال قائمة، وتريد قفازا آخر لتعبث به".
وقال: "يسران المقطري، قائد ما يسمى بجهاز مكافحة الإرهاب التابع للمجلس الانتقالي، المتهم بقضية اختطاف وإخفاء علي عشال، اُستخدم كقفاز قذر لتمكين المجلس الانتقالي من السيطرة والحكم".
وأشار إلى أن "الدور، الذي كان يلعبه يسران وجماعته، هو الانتقام من كل من خرج وقاوم مليشيا الحوثي وعفاش، وغالبية هؤلاء في السجون، منذ ٩ سنوات".
- نتيجة لزراعة خاطئة
يرى رئيس تحرير صحيفة عدن الغد، الصحفي فتحي بن لزرق، أن "ما يحدث في عدن ما هو إلا نتائج لزراعة خاطئة، فالطريق الخاطئة دائما ستوصلنا إلى نتيجة خاطئة".
وقال: "نحن وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم بسبب أن المؤسسات الأمنية، والطريقة التي أديرت بها خلال الـ10 سنوات الماضية، كانت تشوبها الكثير من الأخطاء".
وأضاف: "كانت هناك أصوات مرتفعة، خلال السنوات الماضية، وطالبت بإصلاح المؤسسات الأمنية، وتطهيرها من الفاسدين، ومن الانتهاكات التي حدثت، لكن في المقابل كان الصمت هو السائد، بل كان هناك تبرير لأشياء كثيرة جدا حدثت في إطار هذه المؤسسات".
وأشار إلى أن "قضية عشال هي القطرة التي فاض بها الكأس، لا أكثر ولا أقل، فهناك قضايا مشابهة لقضية عشال حدثت، خلال السنوات الماضية، لكن -للأسف الشديد- ربما لظروف موضوعية لم تلقَ حظها من الانتصار، وذهب فيها الكثير من الضحايا أدراج الرياح".
وتابع: "الجميل اليوم في قضية عشال أنها أثارت المجتمع بشكل كبير، وربما أوصلت المجتمع إلى نقطة قال فيها كلمته، وضج من الوضع الحالي، لذا يجب الاستماع لمطالب الناس".
وأردف: "الجميل أيضا في هذه القضية أن المجلس الانتقالي، -باعتباره القوة الحاكمة- تعاطى إيجابا، واعترف بوجود أخطاء وسلبيات، وسارع بشكل أو بآخر لإدانة المتهمين الرئيسيين في القضية، وعزلهم من مناصبهم الأمنية".
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
الرئاسي والحكومة.. أسود على الجيش نعام على المليشيات
2022-11-30 09:33:59
الوطن يغرق على نغم في ضفاف النيل
2022-11-14 05:01:41
تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية بين التنفيذ والتضليل
2022-10-30 05:01:32
• مشروع البطاقة الشخصية الذكية يعد خطوة حيوية نحو تعزيز الهوية الوطنية، ويساهم في التخلي عن السيطرة المتزايدة للمليشيات. • الوضع السياسي الحالي معقد، مع تداخل المصالح الإقليمية والدولية، وصراع القوى السياسية المخ مشاهدة المزيد