اعتبر تقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية، أنّ الإضراب العام التي دعت إليه النقابات وقوى المعارضة في الكيان المحتل، احتجاجا على استمرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشنّ الحرب على غزة، ورفض عقد صفقة لتبادل الأسرى مع حركة “حماس”، يشكّل “رسالة واضحة بأنه لا يستطيع الانتصار في الحرب”، وأن عليه بدلا من ذلك، العمل، مع الذين يحاولون التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت الصحيفة إنّ نتنياهو، وبشكل متزايد، بات محاصرا، وخاصة بعد مقتل ستة من الأسرى لديها.

وأشارت الصحيفة إلى أنه مع اقتراب الحرب على غزة، من دخول شهرها الثاني عشر، ما يشكّل أحد أطول الحروب التي يخوضها الاحتلال عبر تاريخه، وتدمير قطاع غزة بشكل شبه كامل، أصبح الاحتلال، “محليا وجيوسياسيا” أقل أمنا مما كان عليه، في السادس من أكتوبر الماضي.

وتابع التقرير: “مهما قيل عن الحرب فإنّ نتنياهو لم ينتصر فيها، وكانت استقالة زعيم المعارضة بيني غانتس من الحكومة الدليل الأقوى، حول نفاد الصبر الذي يشعر به الكثيرون، تجاه إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي على استمرار في الحرب ورفض مقترحات الحل”.

وحسب “إندبندنت” فإنّ مشكلة نتنياهو المباشرة، هي تحول الغضب من فشل حكومته في التوصّل إلى صفقة مع “حماس” إلى اضطرابات في الداخل، فقد شلّت الاحتجاجات مدينة تل أبيب ودفعت نقابات العمال للإعلان عن إضراب عام.

وأضاف التقرير أنّ على نتنياهو، المعروف بمهاراته وقدراته على النجاة من الأزمات، أن “يفكر بمستقبله”، خاصة أنه يواجه “أناسا غاضبين ويائسين يريدون إنقاذ الأسرى قبل فوات الأوان”.

 ويحذّر التقرير من أنّ نتنياهو إذا لم يظهر أيّ اهتمام بوقف إطلاق النار، فلن يصبح للأسرى وعائلاتهم أيّ قيمة لـ“حماس”، وستصبح حياتهم في خطر، وبالتالي سيضطر إلى مواجهة الناخبين بعواقب هذا الفشل.

وفي حالة قادت الاضطرابات إلى عدم استقرار برلماني، فعليه الحذر والتفكير بعناية للخروج من الخطر الحالي.

ولا يستبعد التقرير من الناحية الواقعية استمرار نتنياهو في عناده، معتبرا أنّ “النصر” في الحرب ما يزال ممكنا ومفترضا، وأنّ أمريكا لن تتخلّى عنه، ولكنه قد يغيب عنه من الناحية الواقعية مدى حرص “حماس” على وقف إطلاق النار، والتوصل إلى اتفاق حسب ما تريد، على الرغم من الموقف النظري للقيادة السياسية.

 وتمت عدة محاولات، أكثر من عشرة للتوصّل إلى وقف إطلاق النار، وفي الوقت الذي أعلن فيه بايدن وأمثاله أنّ الصفقة باتت في متناول اليد، إلّا أنّ الفشل في اللحظة الأخيرة يؤكّد عدم صدق نتنياهو.

وخلصت الصحيفة البريطانية إلى القول إنّه من الغريب أن يفكر نتنياهو أنّ هناك ما يمكن كسبه من استمرار الحرب، بل وإمكانية جرّ أمريكا إليها، وهو ما يجعل من “غضب الإسرائيليين مرجحا لإحداث الفرق”.