هل تحول الحديث عن السلام من خلال المفاوضات في اليمن إلى مجرد وهم؟

2024-09-24 01:51:02 أخبار اليوم / بلقيس نت

   

تشير التوقعات التي وضعها الخبراء إلى احتمال حدوث تصعيد عسكري قريب، مما قد يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية ويعوق جهود السلام التي لم تحقق النجاح بعد. ومع ذلك، يعتقد البعض أن هذه المستجدات قد تتيح فرصة للوصول إلى حل شامل، وذلك عندما يدرك المجتمع الدولي استحالة التعايش مع جماعة تتسم بالعنصرية والتي تسببت في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، دون أن تظهر أي اهتمام بحل هذه الأوضاع.

تستند هذه التوقعات إلى تحليل التصريحات المتبادلة بين الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي الإرهابية. إذ تسعى الحكومة الشرعية نحو الحلول العسكرية وتطلب دعمًا من الولايات المتحدة، بينما تهدد الميليشيات بإعادة إشعال النزاع، وتفرض شروطًا على المملكة العربية السعودية لتحقيق السلام.

ووسط هذه الأجواء المتوترة يبقى الأمل في السلام قائما مدفوعا بالحاجة الإنسانية المُلحة للشعب اليمني، الأمر الذي يثير التساؤل: ما إذا كانت هذه التطورات ستؤدي إلى سلام دائم أم ستدخل اليمن في دوامة جديدة من العنف؟

- صراع مقبول

يقول المحرر في مركز صنعاء للدراسات، مراد العريفي: "أعتقد أن الوضع في اليمن سيبقى قيد المراوحة في هذا المربع الحالي؛ لأن جميع الأطراف، خصوصا المجتمع الدولي، حريصون على أن تبقى اليمن في هذا المستوى من النزاع".

وأضاف: "بالنظر إلى الأطراف في الداخل اليمني، فكل طرف ما تزال يده على الزناد، ومن خلال مراقبتنا للوضع نجد أن هناك اشتباكات كل أسبوع، فخلال الأسبوع الماضي كانت هناك معارك محدودة على الأقل في الضالع وفي لحج، سقط فيها قتلى وجرحى من ميليشيات الحوثيين، ومن قوات الحكومة الشرعية".

وتابع: "ربما قد يشهد الوضع العسكري انفجارا في أي لحظة، لكن -خلال هذه الفترة باعتقادي- أن مليشيا الحوثي ما تزال منشغلة بالبحر الأحمر، في المقابل الحكومة الشرعية ليس لديها أي نية لإعادة الخيار العسكري إلى مربع الطاولة، خصوصا وأن المملكة العربية السعودية، والإمارات، لا تريدان عودة الوضع في اليمن إلى النزاع والتصعيد المسلح".

وأردف: "سبق وأن خاضت السعودية مفاوضات مع مليشيا الحوثي، خلال العامين الماضيين، وتوجت في خارطة الطريق التي أعلنها المبعوث الأممي، نهاية العام الماضي، لكن التطورات الأخيرة في البحر الأحمر أعاقت التوقيع على هذه الاتفاقية".

وزاد: "الرياض حريصة تماما على أن تبقى الجبهة في اليمن جبهة على الأقل هادئة، تستطيع من خلالها أن تصل إلى اتفاقات مع مليشيا الحوثي، وبذلك تضمن حدودا آمنة في الجنوب".

- من الصعب التنبؤ

في هذا السياق، يقول المحرر في مركز صنعاء للدراسات، مراد العريفي: "من الصعب التنبؤ بسيناريو معين للأحداث في اليمن، خصوصا أن العامل الدولي والمحرك الدولي في الصراع في اليمن، أصبح فاعلا وأصبح هو المتحكم بدرجة أساسية".

وأضاف: "الجميع يدركون أن الأزمة اليمنية لها ثلاثة مستويات من الصراع، وهي: الصراع المحلي، والصراع الإقليمي، والصراع الدولي".

وتابع: "خلال السنوات الماضية، كان الإقليم لديه النسبة الأكبر، واعتقد القرار الأبرز في التحكم بمسار هذه الحرب، لكن اليوم المجتمع الدولي والقرار الدولي هو من أصبح يملي هذا القرار، خصوصا بالتحديد بعد انخراط مليشيا الحوثي في البحر الأحمر، وهجماتها باتجاه إسرائيل".

وأردف: "الهجمات التي تشنها مليشيا الحوثي باتجاه إسرائيل أعادت تعريف المليشيا للمجتمع الدولي بطريقة مختلفة"، مضيفا: "أعتقد أن هناك كثيرا من المحددات التي ربما هي ستحكم العملية

في اليمن، وبدرجة أساسية هو النزاع والحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة".

وزاد: "ثانيا ما نستطيع أن نصفه بالتهديد الإيراني المستمر لإسرائيل، ومدى أن تكون جماعة الحوثي والأطراف التي ما يسمى بمحور المقاومة فاعلة".

وقال: "الخيار الثالث، أعتقد أنه سيكون له تأثير كبير، هو الحرب الروسية، وهذه التهديدات، التي كانت خلال الفترة الماضية، وحديث المسؤولين الأمريكان، وأيضا الروس أن الحرب ربما ستمتد في الإقليم إلى مستوى أوسع".

                 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
صحفي من تهامة يروي تفاصيل مرعبة لعملية اختطافه وتعذيبه ولحظة مهاجمة الحوثيين لمنزله بالأطقم العسكرية

بينما كنت أمسح رأس طفلي، كانت أصوات المليشيات الحوثية تتردد في أرجاء منزلي الكائن في السلخانة الشرقية، بمديرية الحالي، في يوم 13 نوفمبر 2018. في سردٍ مأساوي مليء بالقهر والألم، يستعرض محمد علي الجنيد، تلك اللحظة الفارقة ال مشاهدة المزيد