2024-11-04
لماذا لم تتمكن التحالفات الدولية من ضمان أمن البحر الأحمر؟
شهد الجيش اليمني منذ تأسيسه تحولات جذرية، بدءاً من تشكيله في النصف الثاني من القرن العشرين وصولاً إلى الانقسامات العميقة التي تعصف به اليوم. يعكس تاريخ الجيش اليمني مساراً متعرجاً من الصراعات والانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية التي أثرت على قدرته في حماية الوطن واستقلاليته. تُعد هذه المؤسسة العسكرية ركيزة سيادية للدولة، لكن ضعفها وتفككها على مر العقود يعيدان التساؤل حول مستقبلها وقدرتها على الاستمرار في ظل النزاعات الراهنة.بحب دراسة لمركز المخا بعنوان " الجيش قلعة الوطن المتصدعة
التأسيس والتطورات الأولى (القرن العشرين حتى الستينات)
لم تعرف اليمن التنظيم العسكري النظامي إلا في مراحل متأخرة. ففي الشمال، بعد ثورة 1962 ضد الحكم الإمامي، بدأ تشكيل الجيش الحديث تحت اسم "الجيش المظفر"، مستفيداً من الدعم المصري في حينه. اعتمد الجيش بشكل رئيسي على التشكيلات القبلية، وترافق هذا مع تعزيز البنية التحتية العسكرية، حيث شكلت القوات المسلحة رمزاً للحفاظ على النظام الجمهوري الوليد.
الانقسام الشطري وبناء الجيش في الشمال والجنوب (1967-1990)
بعد خروج الاستعمار البريطاني من الجنوب اليمني في عام 1967، أُسس "الجيش الشعبي" في الجنوب بدعم من الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي. وفي المقابل، واصل الجيش في الشمال تطوره تحت قيادة الجمهورية، مما أدى إلى تبلور جيشين منفصلين يعكسان انقساماً سياسياً وعسكرياً بين الشمال والجنوب. مثّلت هذه المرحلة تأسيساً لانقسامات عميقة داخل الجسم العسكري، أثّرت فيما بعد على استقرار البلاد.
مرحلة الوحدة اليمنية وصعوبات الدمج (1990-1994)
عقب إعلان الوحدة اليمنية عام 1990، بدأت محاولات دمج الجيشين الشمالي والجنوبي. ومع ذلك، أدى انعدام الثقة بين الطرفين إلى إعاقة الدمج الكامل، واستمرت التوترات السياسية التي أدت في النهاية إلى حرب صيف 1994. أسفرت الحرب عن سيطرة القوات الشمالية، لكن نتائجها تركت ندوباً عميقة داخل الجيش اليمني، وأضعفت قدرته على الحفاظ على الوحدة العسكرية.
الأزمات الداخلية وصعود الجماعات المسلحة (2004-2010)
في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، واجه الجيش اليمني تهديدات داخلية تمثلت بظهور جماعات مسلحة، منها جماعة الحوثيين التي بدأت أولى تمرداتها المسلحة في صعدة عام 2004، بالإضافة إلى مواجهات مع تنظيمات متطرفة مثل "جيش عدن أبين الإسلامي". عانى الجيش من خسائر بشرية ومادية فادحة نتيجة هذه المواجهات، وأدى ذلك إلى إضعافه وزيادة الانقسامات داخله.
الثورة الشبابية وانقسام الجيش (2011)
في عام 2011، شهدت اليمن ثورة شبابية ضد النظام، وانحاز بعض القادة العسكريين إلى جانب المحتجين، بينما بقي آخرون داعمين للنظام. أثّر هذا الانقسام على تماسك الجيش، الذي خضع فيما بعد لإعادة هيكلة جزئية بقرار من الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي. رغم الجهود المبذولة لإصلاح المؤسسة العسكرية، لم يتمكن الجيش من استعادة وحدته بشكل كامل، مما جعله هشاً أمام التحديات المستقبلية.
انقلاب الحوثيين والحرب الأهلية (2014-حتى الآن)
مثل انقلاب جماعة الحوثي عام 2014 ضربة قاسية للجيش اليمني، حيث سيطرت الجماعة على أجزاء واسعة من البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء. اندلعت حرب أهلية معقدة، عانت فيها القوات المسلحة من انقسامات حادة بين مختلف الأطراف المتنازعة. تسبب الصراع في إضعاف قدرة الجيش على استعادة السيطرة، وزاد من تشرذم الولاءات داخل المؤسسة العسكرية.
التدخلات الخارجية وتأثيرها على الجيش
كانت المؤسسة العسكرية اليمنية مسرحاً للتدخلات الخارجية على مدار تاريخها، بدءاً من الدعم المصري في الستينات، وصولاً إلى التدخلات الإقليمية الحديثة. خلال هذه الفترات، تعرض الجيش لعمليات إعادة هيكلة متعددة تهدف إلى تحسينه، لكنها غالباً ما عززت الولاءات السياسية والعائلية، لا سيما خلال فترة حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي أدار الجيش كأداة لتحقيق طموحاته في توريث الحكم.
التحديات الراهنة ومستقبل الجيش اليمني
يواجه الجيش اليمني اليوم تحديات غير مسبوقة على صعيد الوحدة والولاء والقدرة العسكرية، حيث تزايدت الولاءات السياسية والمناطقية على حساب الوحدة الوطنية. أصبح الجيش مفككاً وغير قادر على أداء دوره الأساسي في حماية السيادة الوطنية. يرى العديد من الخبراء أن إعادة بناء المؤسسة العسكرية يجب أن تعتمد على أسس وطنية خالصة، بعيداً عن التدخلات الخارجية أو الانتماءات الطائفية والسياسية، لضمان دورٍ مستقبليٍّ حقيقي في استقرار البلاد.
خاتمة
يمر الجيش اليمني بلحظات تاريخية فاصلة قد تحدد مستقبله ومستقبل اليمن ككل. يتطلب إصلاح الجيش إرادة سياسية قوية وجهوداً مكثفة لإعادة البناء والتوحيد. لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والعائلية، وبناء جيش قادر على حماية البلاد ووحدتها، في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها اليمن.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
2024-10-14 03:09:27
الرئاسي والحكومة.. أسود على الجيش نعام على المليشيات
2022-11-30 09:33:59
الوطن يغرق على نغم في ضفاف النيل
2022-11-14 05:01:41
بينما كنت أمسح رأس طفلي، كانت أصوات المليشيات الحوثية تتردد في أرجاء منزلي الكائن في السلخانة الشرقية، بمديرية الحالي، في يوم 13 نوفمبر 2018. في سردٍ مأساوي مليء بالقهر والألم، يستعرض محمد علي الجنيد، تلك اللحظة الفارقة ال مشاهدة المزيد