مخاوف من تحول اليمن إلى منصة لتهديد أمن المنطقة

2024-10-30 02:56:38 أخبار اليوم - متابعات

   

"تتصاعد المخاوف بشأن تحول اليمن إلى ساحة صراع إقليمي، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين القوى الإقليمية. فبينما يحذر البعض من أن اليمن قد يصبح ساحة مواجهة مباشرة بين القوى الكبرى، يرى آخرون أن هذا السيناريو مبالغ فيه

تحذيرات متكررة، أبرزها ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، تشير إلى أن اليمن قد يشهد تصعيدًا في الصراع، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها.

ويرى المؤيدون لهذا السيناريو أن الدعم الإيراني للحوثيين، وتزايد قدراتهم العسكرية، يجعل من اليمن هدفًا جذابًا للقوى الإقليمية التي تسعى إلى تحقيق أهداف استراتيجية في المنطقة. كما أن ضعف الحكومة اليمنية وعدم قدرتها على السيطرة على الأوضاع يزيد من خطر تحول اليمن إلى ساحة صراع مفتوحة.

ومع ذلك، يرى معارضو هذا السيناريو أن التكاليف الباهظة لأي حرب جديدة، والتداعيات الإنسانية الكارثية، قد تمنع الدول الإقليمية من التصعيد في اليمن. كما يشيرون إلى أن هناك جهودًا دولية تبذل لحل الأزمة اليمنية سلميًا.

صياغة أخرى

ويقول الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي: "ما من شك أن هناك مبالغات بالنسبة للصحافة الغربية، خصوصا عندما يكون هناك توجّه لشيطنة طرفٍ ما من الأطراف الدولية؟ أو حتى الإقليمية، لذا يجري الحديث بهذا الشكل المبالغ فيه".

وأضاف: "هذا النوع من الحديث كأنه يحيد قرارات مجلس الأمن، التي تمنع أصلا دخول السلاح إلى مليشيا الحوثي، فهنا قرارات واضحة من مجلس الأمن، وروسيا لطالما كانت مؤيده لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالحرب في اليمن، فاليوم الحديث عن أن هناك أسلحة تصل إلى اليمن في معزل عن ما إذا كان يمثل هذا خرقا لقرار مجلس الأمن أم لا، وهنا الخطورة في تقديري".

وتابع: "مسألة أن ميليشيا الحوثي يمكن أن يكونوا سببا في وصول أكثر من لاعب إلى الساحة اليمنية فهذا وارد، لكن إذا لم يكن الصراع في لبنان سببا في تصعيد صراع المواجهة بين إسرائيل وإيران فلا معنى للحديث عن أي ساحة صراع أخرى".

وأردف: "أنا في تقديري أن لبنان هو المؤشر، وفي لبنان هناك عملية هدم متواصلة للقوة العسكرية التابعة لحزب الله، الذي هو الذراع الأقوى لإيران، الذي بواسطته تؤدي عدة أدوار في المنطقة، وتمارس نوعا من النفوذ العسكري والأمني على المنطقة بوسطة حزب الله والجماعات المسلحة المرتبطة بها، لكن هناك دور محوري لحزب الله".

وزاد: "المبالغة في الصحافة الغربية حول أن اليمن يمكن أن يكون ساحة للصراع اعتقد هناك مبالغة، ولكنها مبالغة خطيرة، وتحيلنا إلى نوعية النظرة التي يحتفظ بها المجتمع الدولي تجاه اليمن، باعتباره ساحة مستباحة".

وقال: "هذا يأتي بسبب ما مارسه التحالف نفسه في اليمن، حيث مارس عبثا لا يمكن تصوّره على الساحة اليمنية، وسمح للحوثيين بالبقاء، وحال دون قيام معركة حقيقية في مواجهة الحوثيين تؤدي الى استئصالهم عسكريا وسياسيا".

وأضاف: "لهذا ما يمكن القبول بوجاهته هو أنه يمكن أن يكون هناك دعم تقني من جانب روسيا للحوثيين، فيما يتعلق بتحديد الأهداف، مما يجعل الأثر العسكري للحوثيين في البحر الأحمر يؤدي دوره على المستوى العسكري والأمني في سياق المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية".

وتابع: "عدا ذلك يعني أنه لا يمكن لليمن أن تتحول إلى ساحة مواجهة بين إيران وإسرائيل، لماذا يذهبون إلى اليمن؟ لماذا لا يتواجهون في لبنان -على سبيل المثال؟ لماذا لا تفرِّغ إيران كل طاقتها العسكرية للحيلولة دون هزيمة حزب الله في لبنان؟".

وأردف: "من المتوقع أنه إذا بقيت اليمن ساحة مستباحة بهذا الشكل، إذا ما بقي للحوثيين هذا الهامش الواسع على المستوى العسكري والأمني على الساحة اليمنية، فهذا يعني أن هناك أكثر من لاعب سيئ يمكن أن يأتي إلى اليمن، ويمكن استخدام الورقة اليمنية في سياق صراعاته، أو استحقاقاته كروسيا مثلا".

وزاد: "هناك ضغط كبير يُمارس على روسيا من قِبل الغرب في أوكرانيا، ويدفعها إلى أن تخسر المعركة، ربما هذا لن يحدث بطبيعة الحال؛ لأن في النهاية روسيا قوة عظمى تريد أن تخلط الأوراق، وخلق تحديات في مناطق صراع حساسة".

وقال: "التفكير بأن اليمن سيصبح ساحة مواجهة بين إيران وإسرائيل هذا في اعتقادي استهتار أولا بالشعب اليمني، وإهانة لشعب تعداده أكثر من 35 مليون نسمة، والقوة الديمغرافية الكبرى على مستوى الجزيرة العربية، فكيف يمكن لهذا البلد الكبير والتاريخي أن يسلم لإيران وإسرائيل بهذه السهولة؟ وهذا طرح يجب أن يستفزنا جميعا كنخب وسياسيين وأحزاب وقادة وحكومة".

- أمر مستبعد

يقول الباحث السياسي المختص في الشأن الإيراني وقضايا الشرق الأوسط؛ وجدان عبد الرحمن: "الرد الإسرائيلي كان متوقعا، وأيضا كنا نتوقع حتى أكثر من ذلك، رغم أن الأهداف التي تم استهدافها هي أهداف مهمة بالنسبة للنظام الإيراني".

وأضاف: "الطائرات الإسرائيلية والصواريخ الإسرائيلية استخدمت أراضي دولة حليفة بالنسبة لإيران، وهي العراق، واستخدمت أجواء العراق لاستهداف إيران، وهذه هي أيضا رسالة إسرائيلية بأنه استطعنا استهدافكم من خلال حليفكم الأساسي، الذي لديكم قرار مهم فيه من خلال أذرعكم".

وتابع: "الأمر الثاني أن الاستهدافات الإسرائيلية أتت للمضادات الدفاعية؛ منها إس 100 التي كانت دائما تتبجح بها إيران بأن لديها دفاعات جوية تستطيع حماية المنشآت النووية، والمنشآت الحيوية، فتم استهدافها".

وأردف: "إذا كانت الدول الغربية سمحت للحكومة اليمنية والشعب اليمني لتمكَّن من القضاء على مليشيا الحوثي، لكن الدول الغربية هي من تماهت مع المليشيا".

وزاد: "ما يحدث في البحر الأحمر له تأثير على أسعار النفط، وروسيا هي بحاجة إلى هذا الأمر، لكن أن يكون اليمن ساحة حرب هذا مستبعد بشكل كبير؛ لأنه لا توجد هناك حدود جغرافية أو تماس ما بين الطرفين".

في الختام، يبقى احتمال تحول اليمن إلى ساحة صراع احتمالًا قائمًا، ويتطلب من المجتمع الدولي بذل جهود مضاعفة لحل الأزمة اليمنية سلميًا، ومنع تحولها إلى صراع إقليمي أوسع نطاقًا."

ويرى بعض الخبراء أن الدعم الإيراني للحوثيين، وتزايد قدراتهم العسكرية، يجعل من اليمن هدفًا جذابًا للقوى الإقليمية التي تسعى إلى تحقيق أهداف استراتيجية في المنطقة. كما أن ضعف الحكومة اليمنية وعدم قدرتها على السيطرة على الأوضاع يزيد من خطر تحول اليمن إلى ساحة صراع مفتوحة.

ومع ذلك، يرى خبراء آخرون أن هذا السيناريو مبالغ فيه، وأن هناك أسبابًا تجعل من الصعب تحويل اليمن إلى ساحة صراع رئيسية، مثل التكاليف الباهظة لأي حرب جديدة، والتداعيات الإنسانية الكارثية.

ويبقى احتمال تحول اليمن إلى ساحة صراع احتمالًا قائمًا، ويتطلب من المجتمع الدولي بذل جهود مضاعفة لحل الأزمة اليمنية سلميًا، ومنع تحولها إلى صراع إقليمي أوسع نطاقًا."

  • بلقيس نت
                         

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد