علاقات الحوثيين بالجماعات الإرهابية: دلالات وأبعاد

2024-11-03 01:18:15 أخبار اليوم / بلقيس نت

   

كشف فريق التحقيقات التابع للجنة العقوبات الخاصة باليمن في مجلس الأمن الدولي بوجود ارتباط وثيق بين ميليشيا الحوثي الإرهابية وتنظيم القاعدة الإرهابي وحركة الشباب الصومالي.

أفاد التقرير بأن التحالف الانتهازي بين ميليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة يتسم بالتعاون في الجوانب الأمنية والاستخباراتية، حيث توفر الجماعتان ملاذات آمنة لأفرادهما وتعزز من معاقلهما، بالإضافة إلى تنسيق الجهود لاستهداف القوات التابعة للحكومة الشرعية.

وأشار التقرير إلى أن الجماعتين اتفقتا على تبادل الأسرى، وقامتا بتنسيق عملياتهما بشكل مباشر منذ بداية العام الحالي. كما نقل الحوثيون أربع طائرات مسيّرة، إضافة إلى صواريخ حرارية وأجهزة متفجرة، لمقاتلي تنظيم القاعدة، وقدّموا لهم التدريب اللازم.

- كشف الغطاء

يقول الخبير العسكري الدكتور علي الذهب: "إن الإعلان عن العلاقة بين مليشيا الحوثي وحركة الشباب الصومالي، في الوقت الراهن، لا يعد سبقا، فهي موجودة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، لكن يبدو أن أحداث غزة خلقت حميمية مشتركة، أو منزعا دينيا أو قوميا وُظف إقليميا وداخليا باتجاه عمليات مشتركة على سبيل التدريب، أو التعاون الاستخباراتي، أو تهريب الأسلحة، أو التغذية المتبادلة بين الطرفين".

وأضاف: "كنا قد أشرنا في لقاءات سابقة إلى أن ميليشيا الحوثي لا يمكنهم بمفردهم تنفيذ عمليات في البحر، قبالة السواحل الصومالية، وفي خليج عدن، أو غربي المحيط الهندي، ما لم يكن هنالك تعاون بينهم وبين جماعة الشباب الصومالي؛ لأن المسافة بعيدة جدا، ولا يمكن للحوثيين بطريقة أو بأخرى الوصول إلى هذه المناطق، وهم يدعون أنهم يهاجمون سفنا تجارية في أعالي البحار، قبالة السواحل الصومالية، على المحيط الهندي".

وتابع: "لذلك كان الحوثيون يهددون كثيرا، أو يزعمون أن لديهم القدرة على ضرب أي نشاط للسفن التجارية الموجودة غربي المحيط الهندي، قبالة السواحل الصومالية، وربما إلى مضيق موزمبيق".

وأردف: "في كل الأحوال، تقرير لجنة العقوبات أكد بشكل أكثر هذه العلاقة وطبيعتها، وكشف ربما الغطاء أكثر عن هذه العلاقة، وصرّح مباشرة بأنه يجب أن يكون هناك تركيز أو توسيع الجزاءات، وأن الجزاءات المفروضة على ميليشيا الحوثي، أو ما يمكن فرضه من جزاءات عليهم، لا يمكن أن يقمعهم، أو يحد من التهديدات التي يثيرونها في البحر الأحمر وخليج عدن؛ ما لم تتسع هذه العقوبات لتطال جماعة الشباب، أو أي جماعات أخرى تدعم الحوثيين، بما يثيرونه من شواغل أمنية في هذين المجالين البحريين".

وزاد: "أحداث غزة خلطت الأوراق، وجمّدت بعض الخصومات فيما بين الجماعات المسلحة ما دون الدولة، وهناك تعاون بشكل أو بآخر سواء كان أمنيا أو استخباراتيا أو تدريبيا أو تبادلا للأسلحة، بحيث أن تؤجل الخلافات فيما بينهما؛ لأن العدو المشترك في هذه اللحظة هي إسرائيل كما يزعمون، وداعم إسرائيل هي الولايات المتحدة الأمريكية".

وقال: "الولايات المتحدة تقوم من وقت لآخر بمهاجمة ميليشيا الحوثي، أو بالرد على هجماتهم في البحر، وفي نفس الوقت أيضا هي تهاجم وتقتل عناصر من تنظيم القاعدة في اليمن، أو في الصومال".

وأضاف: "يبدو أن هذه الجماعات أجلت مشاكلها أو تبايناتها العقائدية، وصبت جهودها في مهاجمة المصالح الأمريكية، وفي مواجهة الحكومات العربية، ومنها الحكومات التي توالي الولايات المتحدة وبريطانيا، فضلا عن التعاون الاستخباراتي، أو ربما تبني الهجمات المباشرة تجاه الشحن البحري، التي ترتبط بإسرائيل، أو بمصالح هذه الدول".

- قواسم مشتركة

يقول الصحفي والمحلل السياسي الصومالي، محمد عبد شيخ: "العلاقات والتنسيق الأمني أو الاستخباراتي بين ميليشيا الحوثي وحركة الشباب الصومالي بدأت منذ سنتين، وأصبحت ظاهرة بصورة أكبر في بداية هذه السنة، وبعد ظهور أحداث غزة".

وأوضح: "حركة الشباب تعتبر أن الولايات المتحدة والحكومة الفيدرالية الصومالية عدوة لها، وكذلك الحوثيون يعتبرون الولايات المتحدة والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا عدوة لهم، ولذلك نجد أن هناك قواسم مشتركة تجمع بين الحوثيين والشباب؛ رغم الاختلافات العقائدية".

وأضاف: "هناك دور إيراني بارز في هذه النقطة، فالداعم الرئيسي للحوثيين هو إيران، وقبل مدة ضربت الصومال فصيل إيران لدى الصومال، في خطوة انعكست على العلاقات بين الصومال وإيران، وهناك مشكلة بين حركة الشباب والحكومة الصومالية، لذا يمكن لهذاء العداء المشترك أن يشجِّع إيران على تقديم الدعم للحركات المعادية للحكومة الصومالية عبر ميليشيا الحوثي، بهدف إضعاف الدولة الصومالية، وربما عرقلة مصالح الولايات المتحدة في المنطقة".

وتابع: "الحكومة الصومالية لا تمتلك قوات خفر سواحل بإمكانها تثبيت الأمن في الساحل الشمالي، وكما نعرف أن الساحل الشمالي هو أطول ساحل في إفريقيا عموما".

وأردف: "هناك مشكلة في السياسة الصومالية، حيث إن الحكومة الصومالية في الآونة الأخيرة باتت منشغلة بالتجاذبات السياسية الداخلية، وخاصة في علاقاتها مع الولايات الفيدرالية، وهذا أدى إلى تراجع التركيز على مواجهة حركه الشباب".

وزاد: "هذا الوضع قد يفسح المجال أمام الحركة لتلقي المزيد من الدعم العسكري من ميليشيا الحوثي، وهذا قد يمكنها من تعزيز قدراتها في المنطقة، إذا لم تقم الحكومة الصومالية بدورها تجاه هذا الأمر".

                 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد