تجنيد الأطفال في اليمن.. "طفولة مسروقة" "مستقبل مدمر" ... وجريمة بشعة لا تسقط بالتقادم

2024-11-06 03:41:07 أخبار اليوم - متابعات

   

تتحول طفولة الآلاف من الأطفال اليمنيين إلى كابوس حقيقي، حيث يُجبرون على حمل السلاح والاشتراك في حرب لا يدركون أسبابها. هذه الجريمة البشعة، التي ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية بشكل ممنهج، تدمر مستقبل أجيال كاملة وتشكل تهديدًا خطيرًا للسلم والاستقرار في اليمن.

تُستخدم هذه الأطفال كوقود للحرب، يتم تدريبهم على القتال منذ صغرهم، وتجريد حياتهم من كل معالم الطفولة. يعانون من اضطرابات نفسية عميقة، ويحملون ندوبًا جسدية ونفسية ستلازمهم مدى الحياة.

"طفولة مسروقة"، "مستقبل مدمر"

"تخيل طفلاً لا يتجاوز عمره 12 عاماً يحمل سلاحاً أثقل من وزنه، يقاتل في حرب لا يفهم أسبابها. هذا هو واقع آلاف الأطفال اليمنيين الذين تم تجنيدهم قسراً، وحرمانهم من طفولتهم وحقهم في التعليم واللعب. إنهم ضحايا حرب لا ذنب لهم فيها، ويعانون من آثار نفسية وجسدية عميقة ستلاحقهم طوال حياتهم. فتجنيد الأطفال جريمة بشعة تهدد مستقبل اليمن، وتدمر نسيج المجتمع. يجب علينا جميعاً العمل معاً لإنهاء هذه الممارسات البشعة، وحماية الأطفال من العنف والاستغلال."

- تصاعد الانتهاكات

يقول مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة، فهمي الزبيري لقناة بلقيس: "تقرير فريق الخبراء تناول العديد من القضايا والانتهاكات لحقوق الإنسان، وأورد العديد من الوقائع والحالات، وأنماط الانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي على نطاق واسع في مناطق سيطرتها، وتحديدا موضوع تجنيد الأطفال".

وأضاف: "انتهاكات تجنيد الأطفال تتوسع كل يوم، وتتزايد كل يوم خاصة بعد توقيع الأمم المتحدة اتفاقية مع مليشيا الحوثي".

وتابع: "وبالرغم من هذا التوقيع، الذي ينص على منع تجنيد الأطفال، وتم تمويل مليشيا الحوثي بمبلغ 88 مليون دولار لمنع تجنيد الأطفال، إلا أنها ضاعفت من عملية التجنيد، وتزايدت حالات تجنيد الأطفال، وتزايدت حالات العنف والتدريب العسكري، واستخدام المدارس والفصول الدراسية لحشد الأطفال من المدارس إلى جبهات القتال".

وزاد: "هذا يعد انتهاكا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وجميع المواثيق الدولية واتفاقية حقوق الطفل والبروتوكولات، التي تحمي الأطفال من عمليات التجنيد، إلا أن هذه المليشيا ماضية في عملية التجنيد، وتستخدم أكثر من 60 أو 65% من مقاتليها من الأطفال، وتعتمد عليهم بصورة كلية في الهجمات العسكرية، وفي العمليات القتالية، وفي زرع الألغام، وفي العديد من الأعمال التي تشكِّل خطرا على حياتهم".

وأردف: "هذه الأعمال والانتهاكات تضاعف من حالة الأطفال النفسية، ومن حالات العنف، وقد شاهدنا العديد من حالات العنف؛ بعضهم قاموا بقتل آباءهم وأمهاتهم وأقاربهم، وهذا سيشكل خطرا وتهديدا عن المجتمع في قادم الأيام".

- أجندة مشبوهة

يقول المحامي المدافع عن حقوق الأطفال علي الصراري لقناة بلقيس: "تقرير فريق الخبراء لم يكن الأول، ولن يكون الأخير في هذه الجوانب، خاصة فيما يتعلق بتجنيد الأطفال واستدراجهم، واستخدامهم في النزاعات المسلحة؛ خلافا لقواعد القانون الدولي الإنساني، واتفاقية حقوق الطفل".

وأضاف: "هذه الميليشيات دائما هي تعمل ضمن أجندة مشبوهة يديرها الحرس الثوري الإيراني؛ لتدمير المجتمع اليمني، وطمس الهوية الوطنية".

وتابع: "كذلك هي تقوم بتشويه الحضارة اليمنية، واستهداف المرأة والطفل، وحولت المؤسسات التعليمية إلى دورات طائفية، وغيّرت المناهج الدراسية، واستبدلتها بملازم زعيمهما وكتب الخميني".

وزاد: "تزايدت، في الفترة الأخيرة، عمليات استغلال الميليشيات للمجتمع اليمني وعاطفته بقضية غزة وقضية فلسطين؛ مع أن هذه الميليشيات تمارس نفس الصلف الصهيوني ونفس الأساليب الصهيونية على المجتمع اليمني".

وأردف: " الميليشيات تقوم بالضغط على مدراء المدارس ومدراء المديريات، ومكاتب التربية والمعلمين؛ لحشد أكبر عدد من الطلاب، وتتفاخر بالأعداد".

وأشار إلى "هناك من قيادات الميليشيات تفاخرت بأنهم استقطبوا أكثر مليون ونصف طالب إلى المراكز الصيفية".

واستطرد: "كل من يخضع لتلك المراكز الصيفية والدورات الطائفية يعود ليقوم بقتل عدد من أفراد أسرته، سواء كان الأب والأم، أو جميعهم، أو الإخوة، أو كل من يعارض هذا المشروع الخطير، بالرغم من هذه التقارير الأممية الخطيرة التي تحدثت عن التجنيد، وما يتعرض له الأطفال في معسكرات المليشيا من استغلال جنسي واغتصابات".

إن استمرار تجنيد الأطفال هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل، وهو جريمة ضد الإنسانية يجب محاسبة مرتكبيها.

ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى:

 * زيادة الضغط على مليشيا الحوثي لوقف تجنيد الأطفال فوراً وإطلاق سراحهم.

 * توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الضحايا لمساعدتهم على التعافي.

 * محاسبة جميع المسؤولين عن هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة.

 * تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للأطفال وعائلاتهم.

لنترك لأطفال اليمن مستقبلاً مشرقاً، خالياً من العنف والدمار.

                  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد