2024-12-04
استهداف متعمد للمدنيين.. الحوثيون يرتكبون جريمة جديدة في تعز (تنديد محلي ودولي)
في ظل حرب لا ترحم، يواجه النازحون في صحراء مأرب شتاءً قارساً، حيث يتجمدون في خيام رثة، وتتعالى صرخاتهم طلباً للمساعدة.
مع انخفاض درجات الحرارة، يعاني النازحون من البرد القارس، ونقص المياه النظيفة والغذاء والدواء.
الأطفال وكبار السن هم الأكثر تضرراً، حيث يعانون من الأمراض الشتوية مثل الإنفلونزا والالتهاب الرئوي.
تقول علياء سومان، إحدى النازحات، "نشعر أننا مهملون ومنسية، ننتظر المساعدة التي تأتي متأخرة جداً أو لا تأتي على الإطلاق".
وتضيف، "أطفالنا يمرضون باستمرار ولا نجد الدواء المناسب، ونحن نعيش في خوف دائم من الأمراض والأوبئة".
النازحون يتهمون المنظمات الدولية بالتقصير في تقديم المساعدات اللازمة، ويؤكدون أنهم يعانون من نقص حاد في الخيام الشتوية والبطانيات والملابس الدافئة والوقود للتدفئة.
ويتحسس الستيني عامر السالمي تشققات أصابع يديه من البرد الشديد، الذي حل على مرقده، ودون دفء كافٍ من بطانيات أو فراش، يتناسب وسنه الكبير، حيث بات يتأثر بالبرد كما يتأثر الأطفال، وأصيب -خلال الليلتين الماضيتين- بنزلة برد شديدة.
- لا جهود لتخفيف العناء
معركة البقاء يعيشها النازحون اليمنيون مع دخول شتاء جديد، بمعاناة إضافية، وحراك منعدم الصدى لتوفير دفاء يقي الأجساد النحيلة صقيع الشتاء العاشر، وهم في شتات النزوح، وفي خيام لا تقي من البرد الشديد، ودفاء بسيط لا يكفي الأسر وأطفالها، في ظل تدخلات إنسانية ضعيفة، أو منعدمة حتى اليوم، في وقت لا تحتمل فيه أجساد الصغار تبعات النزوح، وزمهرير الشتاء المميت.
الحرب -كما هي طبيعتها- لا تفرّق بين صغير أو كبير؛ هكذا حال السالمي، الذي عمل طوال حياة شبابه جنديا في صفوف الجمهورية، متنقلا بين مدنها وسهولها، ليحل واقعه اليوم نازحا من منزله في مديرية جبل مراد جنوب مأرب، التي وقعت قبل ثلاث سنوات تحت سيطرة جماعة الحوثي، حيث نزح أهلها نحو صحراء شرق المحافظة؛ بحثا عن الأمان تاركين ذكرياتهم في زوايا منازلهم المنتشرة على قمم الجبال الشاهقة.
يقول السالمي، لموقع "بلقيس": "البرد شديد، ولا توجد بطانيات للدفاء"؛ موضحا -بلهجة بدوية وصوت خافت- أنه أصيب بنزلة برد طرحته على فراش المرض، إضافة إلى إصابته بالربو منذ عامين.
وأشار إلى أن "الشمس في المكان الذي يقعد فيه ليست حارة حتى في ساعات الظهيرة"، مبيّنا أنه يصحو باكرا لاستقبال أشعة الشمس؛ كي يخفف من البرد، الذي وصفه بأنه يصل إلى العظام من شدته، ويظل باردا طوال اليوم: "البرد كل يوم أشد من اليوم الذي سبقه".
ينتظر السالمي بفارغ الصبر انتهاء الحرب ليعود إلى منزله ومزرعته، ودفئ ذكرياته، يقول إنه لا يمكنه العودة إلى منطقته في ظل استمرار الحرب.
وأكد أن مليشيا الحوثي الإرهابية أهانت كل إنسان، وجعلت من الناس المتبقين في مديريته عبيدا لها وجنودا تقودهم إلى حيث تريد دون هدف ولا سبب؛ حسب وصفه.
- غياب الاستعداد
"موسم الشتاء جاء محملا بالبرد الشديد، خاصة خلال ساعات منتصف الليل حتى الفجر"، تقول النازحة علياء سومان.
وأضافت: "الشتاء يُقبِل بالأمراض والمعاناة على النازحين في ظل غياب كامل لدور المنظمات والجهات المعنية بالنازحين، ودون أي استعدادات لتوفير احتياجات النازحين لمواجهة فصل الشتاء؛ من دفاء وملابس شتوية وأدوية للأمراض المصاحبة للموسم".
وأوضحت: "الفرد الواحد لا تكفيه بطانية واحدة، كما هو حاصل اليوم لدى معظم الأسر، وأن اثنتين إلى ثلاث بطانيات لكل فرد في الخيمة قد تكفي لحمايته من البرد، ولكن هذه الكميات من البطانيات ليست متوفرة لدى الأسر، ولا تستطيع الأسر النازحة توفيرها عن طريق شرائها من السوق، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها الأسر النازحة"، حسب قولها.
تقول سومان، لموقع "بلقيس": "نسكن في خيمة رديئة، مقطعة ركيكة، يخترقها البرد والمطر والشمس، نفتقر للدفاء الجيد، نفتقر للأغذية الجيدة، نعيش في صحراء البرد فيها شديد، والحر فيها شديد، ولا تنبت فيها الأشجار لاستخدامها كحطب للدفء، ونستخدم الفحم للتدفئة في الخيام؛ رغم خطورة استخدامه داخل الخيمة القابلة للاشتعال".
- انتظار الشمس
وأشارت إلى أن النازحين "باتوا ينتظرون شروق الشمس عند كل صباح بفارغ الصبر، وباتت هي السبيل الوحيدة التي يستنجد بها النازحين؛ رغم إن تراب الصحراء يظل باردا حتى ساعات الظهر".
وأوضحت أن "الصحراء، التي يقع فيها المخيم، لا يتوفر فيها حتى الحطب، ويضطر الكثير لحرق الكراتين، وغيرها، أثناء الليل كوسيلة للتدفئة، رغم التحذيرات من أن النيران قد تتطاير على الخيام، وتحرقها".
وتحدثت سومان أن أطفالها الصغار يكونون عرضة لأمراض البرد، وكذلك المسنون الذين يتأثرون بالبرد من أول أيام فصل الشتاء: "الأطفال أصيبوا بالإسهالات، وإلى جوارنا في الخيمة يعيش مسنون يحملون أمراضا مزمنة؛ مثل الربو، كل يوم نقوم بإسعافهم إلى المستشفى".
وأكدت أن احتياجاتها -كنازحة- مثلها مثل بقية النازحين في المخيم، قائلة: "نحتاج إلى أغطية بلاستيكية للخيام، تقوّي من دورها في منع دخول البرد إلى الساكنين، وأدوات تدفئة، وملابس شتوية، وبطانيات بجودة عالية لتدفئ أجساد الأطفال، وكبار السن، والمرضى بشكل جيّد، كي يتمكنوا من اجتياز مرحلة موسم البرد، الذي يستمر لستة أشهر".
- "الناس للناس"
تقول سومان -وهي أم لستة أطفال في مخيم "السميا" للنازحين في صحراء شرق مأرب-: "لم نلمس أي تدخل حتى الآن من قِبل أي منظمة، أو جهة أخرى لمساعدة النازحين في توفير احتياجات الشتاء البارد".
وأضافت: "الظروف حكمت علينا بهذا الوضع، ما علينا إلا التعايش معه، رغم قساوته".
وبيّنت- بلهجتها البدوية البسيطة- ما وصل إليه حال النازحين-: "إذا شاف أحد الجيران عند جاره نقص في الدفاء، ومعه أطفال كثير، يعطي جاره بطانيات سُلفة قدر ما يستطيع، وبما لديه من فائض، حتى نهاية الشتاء ويعيدها لجارة"، قائلة: "الناس للناس".
تتعدد المعاناة، وتتعالى الأصوات لمساعدة النازحين، لكنها لا تلقى صدى من قِبل المنظمات الدولية المعنية بتوفير احتياجات النازحين، والالتزام بإيصال حقوقهم.
تبرر المنظمات غيابها بالنقص الحاد في التمويل الدولي لليمن، ونتيجة لذلك يُترك النازحون لمواجهة مصيرهم تحت ضربات الشمس ولسعات البرد لعام تاسع، وربما أعوام قادمة أشد وأقسى.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
تحرير دمشق .. تمهيد الطريق لتحرير صنعاء !!
2024-12-09 03:15:40
2024-10-14 03:09:27
الرئاسي والحكومة.. أسود على الجيش نعام على المليشيات
2022-11-30 09:33:59
في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد