صنعاء تحت وطأة العنف: جرائم بشعة تهز المدينة وتثير الرعب

2024-11-23 02:45:08 أخبار اليوم/ يمن ديلي نيوز

   

"تشهد العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، تصاعدًا غير مسبوق في معدلات الجريمة، حيث تتوالى الأحداث المأساوية التي تهز المجتمع وتثير الرعب والخوف في قلوب المواطنين. فمن جرائم القتل الوحشية إلى الاغتصاب والابتزاز،

وتعيش صنعاء حالة من الفوضى وعدم الأمن، مما يهدد حياة المدنيين ويثير تساؤلات حول دور الجهات الرسمية في حماية المواطنين."

وخلال الأشهر الأخيرة من العام الجاري 2024 شهدت العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المصنفة إرهابيا عددا من الجرائم غير المألوفة بينها جرائم قتل وحشية وابتزاز واغتصاب.

آخر تلك الجرائم في 15 نوفمبر/تشرين الجاري عندما قام شاب في منطقة قاع القيظي يدعى “بلال علي عبده محمد القحطاني” بقتل والديه وشقيقه وشقيقته وفراره إلى مدينة تعز الخاضعة للحكومة اليمنية حيث ألقي القبض عليه هناك.

ولم تكن هذه الجريمة الأولى من نوعها إذ شهدت العاصمة صنعاء خلال الأعوام الماضية جرائم قتل عائلية مماثلة، ضمن سلسلة جرائم لم تكن مألوفة لدى المجتمع الصنعاني قبيل اجتياح مليشيا الحوثي للعاصمة في سبتمبر/أيلول 2014.

وفي أكتوبر/تشرين الماضي أيضا انكشفت للرأي العام جريمة مروعة ملخصها قيام أحد مقاتلي مليشيا الحوثي باقتياد 6 أشخاص كل على حدة إلى مكان خارج العاصمة وتحديدا في منطقة صرف للبحث عن كنز مدفون.

وعند وصول الجاني إلى المكان يقوم بتصفيتهم ودفنهم ونهب ما بحوزتهم من تلفونات وأسلحة مبالغ مالية، ولدى عودته يقنع أسر المجني عليهم بأنه تم إلحاقهم بدورات عسكرية وسيعودون.

ومن بين الجرائم التي كشفت عنها أجهزة الشرطة التابعة لمليشيا الحوثي المصنفة إرهابيا في أكتوبر/تشرين الماضي قيام مبتز بابتزاز فتاة 100 مليون ريال إضافة 25 ألف دولار و250 ألف ريال سعودي و280 يورو 376 حبة من الذهب، فضلاً عن 46 قطعة ذهبية.

وفي أغسطس/آب أثارت جريمة وصفت بالوحشية الرأي العام في صنعاء عندما عثر مواطنون على جثمان فتاة تُدعى "هدى الزبيدي" من سكان حارة باب السباح مرمية تحت جسر حارة "سمره" أمام مدرسة الطبري بسائلة مدينة صنعاء القديمة.

وبحسب المصادر، فإن الضحية وجدت مقطعة داخل أكياس بعد أن تم سرقة أعضائها. وبينت المصادر بأن الضحية هدى ذهبت كالعادة للدراسة واختفت بعد الدوام المدرسي حتى عثر عليها مقتولة.

وإضافة إلى الجرائم الأربع السابقة التي راح ضحيتها 8، رصد "يمن ديلي نيوز" 13 جريمة أخرى راح ضحيتها 12 قتيل وثلاث جرائم اغتصاب.

الجرائم توزعت على 3 وقائع استدراج قتل فيها 3 أشخاص، و3 وقائع اغتصاب وتعذيب أطفال، بينها جريمة اغتصاب الطفلة جنات السياغي.

ومن بين الجرائم التي شهدتها صنعاء منذ مطلع العام 5 جرائم تقطع في محيط العاصمة راح ضحيتها 7 إضافة إلى مقتل فتاتين في جرائم غامضة.

أسباب

تلك الجرائم المرصودة هي التي جرى التأكد منها بعد وصول أحداثها إلى الرأي العام، في حين يتوقع مراقبون أن يكون ما خفي أعظم في ظل حالة التكتم الشديدة التي تفرضها مليشيا الحوثي على الإعلام ونشطاء التواصل الاجتماعي.

عن أسباب تزايد منسوب الجريمة في صنعاء يتحدث مختصون لـ"يمن ديلي نيوز"، عن عوامل نفسية واجتماعية واقتصادية أسهمت جميعها خلف تصاعد الجرائم غير المألوفة.

يقول الباحث والخبير الاجتماعي "عبداللطيف الحماطي" إن جرائم القتل المألوفة زادت في السنوات الأخيرة بشكل كبير وكارثي، داخل محيط الأسرة الواحدة أو بين الأقارب والجيران بوحشية ودموية تهز المجتمع.

وذكر الحماطي في حديثه لـ"يمن ديلي نيوز" أن هذه الجرائم تحصل نتيجة لعدد من العوامل والأسباب الاجتماعية ومنها الاقتصادية كاتساع رقعة الفقر وانعدام فرص العمل والدخل، وتعاطي المخدرات والإدمان بكل أنواعه.

وأضاف: "الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة أدت إلى انتشار التفكك الأسري وفقدان الروابط الاجتماعية القوية، فالعائلات التي تعاني من ضغوط الفقر أو غياب أفراد الأسرة بسبب الحرب أو الهجرة يجعل الأبناء يفتقرون إلى التوجيه والرعاية".

وأشار الخبير الاجتماعي، إلى أن "هذا التفكك يسهم في نشوء أجيال لا تجد الإرشاد الصحيح، وتكون عرضة للانحراف والسلوك العنيف، كانخراط البعض في صفوف مليشيا الحوثي، وهذه الجرائم الجنائية الشنيعة لا يرتكبها إلا أفراد مشوهون في أعماقهم ويعانون من حالات مرضية".

التوتر المزمن

ومن جانبها قالت الإخصائية النفسية الدكتورة "شيماء الحاج"، إن معظم السكان يعيشون ظروفا معقدة وصعبة نتيجة الصراع والحروب مما يؤثر كثيرا على صحتهم النفسية والتي تسبب للكثير من الأفراد التوتر المزمن، الأمر الذي يدفع البعض إلى فقدان السيطرة على أنفسهم والتصرف بعدوانية".

وأشارت في حديثها لـ"يمن ديلي نيوز" إلى أن في ظل هذه الحروب والصراعات هناك الكثير ممن يتعرضون بشكل دائم لمشاهد العنف، من خلال الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي أو حتى في الشوارع.

وأوضحت: "عندما يصبح هذا العنف القاسي جزءا من حياتهم اليومية، يلجأون إلى تقبله كوسيلة لحل الخلافات والمشاكل وعندها يتحول العنف إلى رد فعل طبيعي عند شعورهم بالتهديد أو الخوف والتوتر".

جانب من الجرائم

- ٢٩ فبراير/شباط: جريمة وحشية في صنعاء تودي بحياة الطالبة (ر.ش) حيث تم العثور على جثتها داخل سيارتها بعد أربعة أيام من اختفائها في أحد شوارع المدينة.

- ٢٣ مارس/آذار: جريمة وحشية بحق الطفلة ريتاج البحري ارتكبتها خالتها زوجة أبوها بهذه الطفلة وقامت بتعذيبها حتى الموت.

- ١٦ مايو/أيار: مقتل الطفل "صابر نصير حسان - 12 عاما" من أبناء محافظة إب على يد شاب صاحب طاحون قمح بسبب خلاف على كيلو من الدقيق اشتراه لأسرته وقامت الأسرة بإرجاعه حيث دخل الطفل في مشادة وقام مالك الطاحون بقتله.

- ١٩ يونيو/حزيران: جريمة وحشية بحق الطفلة “جنات السياغي” أثارت الرأي العام المحلي والعالمي بعد تعرضها للاعتداء والاغتصاب من قِبل شقيق أحد مشرفي مليشيا الحوثي في صنعاء.

- ٩ يوليو/تموز: مقتل الأكاديمي "يحيى قاسم علي القحوم" وشقيقه "عنتر القحوم" على يدي مسلح أمام محكمة جنوب الأمانة في مشهد آثار الرعب والاستياء في أوساط المواطنين.

- ٢١ يوليو/تموز: مقتل المحامي "نبيل المريسي" أثناء عودته إلى منزله في شارع خولان جنوب صنعاء بدون معرفة الأسباب التي أدت إلى وقوع الجريمة.

- ٣ أغسطس/آب: مقتل الشاب "مروان الثلايا" على يد عصابة مسلحة تقطعت لطريقه في مديرية بلاد الروس جنوبي صنعاء أثناء عودته من السعودية وقتلته فيما تركت سيارته على جانب الطريق.

- ١٨ أغسطس/آب: العثور على جثة النازحة هدى الزبيدي مقطعة الأوصال داخل كيس تحت جسر في باب السباح بالعاصمة صنعاء.

- 31 أغسطس/آب: أقدم مشرف مليشيا الحوثي في دارس “سالم صالح عبدالله شملان” على استدراج بائع القات “محمود سعد النعماني” إلى منزله في دارس لتسليمه ديونه لكنه أقدم على قتله.

- 7 سبتمبر/أيلول: قال سكان إن رجل أعمال يدعى "فؤاد عايض علي المسلماني" قتل رفقة نجله هشام، برصاص مسلحين مجهولين أمام مركز سما مول التجاري بشارع الخمسين في صنعاء.

- 10 أكتوبر/تشرين الأول كشفت أجهزة الشرطة التابعة لمليشيا الحوثي المصنفة إرهابيا في أكتوبر/تشرين الماضي قيام مبتز بابتزاز فتاة 100 مليون ريال إضافة 25 ألف دولار و250 ألف ريال سعودي و280 يورو 376 حبة من الذهب، فضلاً عن 46 قطعة ذهبية.

- ١٣ أكتوبر/تشرين الأول: مقتل المواطن "زبير محمد الحنق" داخل محله التجاري في منطقة "عومرة" بمديرية "أرحب" التابعة لمحافظة صنعاء من قبل مجهولين يستقلون دراجة نارية.

- ٢١ أكتوبر/تشرين الأول: قام مسؤول أمني تابع لمليشيا الحوثي يدعى "أبو الحسن علي النجار" على قتل مواطن أعزل ويداه مكبلة بالأغلال والقيود داخل قسم الفتح في صنعاء.

- ٢٦ أكتوبر/تشرين الأول: العثور على جثث 3 أشخاص مدفونة في "بني حشيش" بمحافظة صنعاء والجاني يعترف بقتل 6 أشخاص ودفنهم، حيث كان يقوم الجاني باختيار ضحاياه واستدراجهم للبحث عن كنز ويقتلهم وينهب سلاحهم وهواتفهم ويبلغ أهاليهم أنهم في جبهات القتال إلى جانب مليشيا الحوثي.

  • 15 نوفمبر/تشرين الجاري قام شاب في منطقة قاع القيظي بالعاصمة صنعاء يدعى “بلال علي عبده محمد القحطاني” بقتل والديه وشقيقه وشقيقته وفراره إلى مدينة تعز الخاضعة للحكومة اليمنية حيث ألقي القبض عليه هناك.
                                     

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد