في جريمة بشعة جديدة تثبت وحشية مليشيا الحوثي، استهدفت الميليشيات الإرهابية، في عمل جبان ومتعمد، سوقًا شعبيًا مكتظًا بالمدنيين في قرية البومية بمديرية مقبنة غربي تعز، ما أسفر عن سقوط ستة قتلى وعشرات الجرحى.

وقع الهجوم الوحشي في وقت ذروة التسوق، حيث كان السوق يعج بالمدنيين الذين أتوا لتأمين احتياجاتهم اليومية. مما أسفر عن مقتل 6 مدنيين وإصابة 8 آخرين بجروح متفاوتة، وسط حالة من الرعب والدماء التي عمت المكان.

هذا العمل الإجرامي البارد يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويؤكد استمرار الميليشيات في استهداف المدنيين الأبرياء بشكل ممنهج.

تنديد واسع بالجريمة:

وأثارت هذه الجريمة موجة من الغضب والاستنكار على الصعيدين المحلي والدولي.

وأدانت الحكومة اليمنية بشدة هذا العمل الإرهابي، ووصفته بأنه جريمة حرب تستدعي المساءلة.

 كما دعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم تجاه هذه الانتهاكات المتكررة.

استخفاف بالحياة البشرية

كما نددت الخارجية الأمريكية بما وصفته الهجوم المروع والوحشي الذي شنته مليشيا الحوثي، مؤكدة أنها ستواصل دعم الشعب اليمني في نضاله من أجل العدالة وحقوق الإنسان.

واعتبرت الخارجية في بيان الهجوم “مثالًا آخر على استخفاف مليشيا الحوثيين المتهور بالحياة البشرية”.

وحملت الخارجية الأمريكية مليشيا الحوثي مسؤولية “هذه الأعمال الحمقاء والعنيفة”، مشددة على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب اليمني، والتزامها بمساعدة اليمن في تحقيق مستقبل سلمي وآمن ومزدهر.

أعمال مزعزعة للاستقرار

من جهتها، أعربت السفارة الفرنسية لدى اليمن عن إدانتها الشديدة للهجوم العشوائي الشنيع الذي نفذته مليشيا الحوثي في مديرية مقبنة بمحافظة تعز، وأسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.

وأكدت السفارة في بيان على منصة "إكس" تضامنها مع الشعب اليمني، مقدمة تعازيها لأسر الضحايا، ومشددة على حق اليمنيين في العيش بكرامة وأمان.

ودعت مليشيا الحوثي إلى وقف أعمالها المزعزعة للاستقرار، التي تفاقم معاناة المدنيين، والعودة فورًا إلى طاولة المفاوضات برعاية الأمم المتحدة.

صدمة من الخسائر

من جانبها، عبّرت بريطانيا عن صدمتها العميقة إزاء الخسائر التي لحقت بالمدنيين جراء الهجوم على سوق شعبي في تعز. مؤكدة تعاطفها مع أسر الضحايا.

وأعربت سفيرة بريطانيا لدى اليمن، عبده شريف، عن شعورها بالرعب إزاء التقارير الواردة حول سقوط ضحايا مدنيين.

وأضافت في تغريدة على منصة "إكس": "صلواتي مع أصدقاء وعائلات القتلى والجرحى"، مؤكدة تعاطفها مع أسر الضحايا.

سلسلة طويلة

في السياق، أدان المركز الأمريكي للعدالة استهداف مليشيا الحوثي سوقًا شعبيًا في منطقة البومية بمديرية مقبنة باستخدام طائرة مسيرة، في هجوم مباشر على مدنيين تجمعوا لتأمين احتياجاتهم اليومية.

وأشار المركز إلى أن هذا الهجوم يأتي ضمن سلسلة طويلة من الاعتداءات الحوثية التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، في خرق صارخ للقانون الدولي الإنساني.

وشدد على أن صمت المجتمع الدولي أمام هذه الانتهاكات يعزز إفلات مرتكبيها من العقاب ويشجع على مزيد من الجرائم.

وطالب المركز بإجراء تحقيق دولي مستقل وشفاف في الحادثة، واتخاذ خطوات جادة لوقف تدفق السلاح إلى الحوثيين والجماعات المسلحة الأخرى التي تستخدمه في قتل الأبرياء وتهديد الأمن والسلام في اليمن والمنطقة.

جريمة حرب

من جانبها، أدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، بأشد العبارات، استهداف مليشيا الحوثي سوقًا شعبيًا في قرية برمية بمديرية مقبنة، محافظة تعز، باستخدام طائرة مسيرة، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين خلال اكتظاظ السوق بالمواطنين.

ووصفت الشبكة هذا الهجوم بأنه "جريمة حرب"، يكشف عن طبيعة المليشيا وسلوكها العدواني في قتل اليمنيين والتنكيل بهم، مؤكدة أن هذه الجرائم تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي.

وأعربت الشبكة عن قلقها إزاء التصعيد العسكري الحوثي المستمر، الذي يستهدف المنشآت المدنية ويهدد حياة المدنيين، لا سيما النساء والأطفال وكبار السن.

وطالبت الشبكة مجلس الأمن والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم في مواجهة هذه الجرائم الممنهجة، ودعت الهيئات والمنظمات الحقوقية إلى إدانة هذه الجرائم والضغط على الحوثيين لوقف استهداف المدنيين، ومحاسبة القادة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

نمط مستمر

بدورها، قالت منظمة “سام” للحقوق والحريات المتخذة من جنيف مقرًا لها إن مليشيا الحوثي استهدفت الأحد سوقًا شعبيًا بمديرية مقبنة، ما أدى إلى مقتل 6 مدنيين وإصابة 8 آخرين، بعضهم في حالة حرجة.

وذكرت المنظمة أن مثل هذه الانتهاكات ليست حادثة معزولة، بل هي جزء من نمط متواصل من الهجمات التي تشنها مليشيا الحوثي، وتؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء.

وطالبت منظمة سام المجتمع الدولي بوضع آليات فعالة لمراقبة ورصد الانتهاكات، والتحرك بجدية لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، إضافة إلى ممارسة الضغط على مليشيا الحوثي لوقف هذه العمليات الوحشية.

هجوم مروع

في السياق ذاته، أعربت منظمة “صحفيات بلا قيود” عن إدانتها بأشد العبارات للهجوم الذي وصفته بالمروع الذي نفذته مليشيا الحوثي باستخدام طائرة مسيرة استهدفت سوقًا شعبيًا بمحافظة تعز.

وقالت المنظمة إن هذا الهجوم هو الثاني من نوعه خلال أقل من أسبوع، ما يعكس استمرار الاستهداف المباشر للمدنيين في ظل سريان هدنة أممية في اليمن.

واعتبرت “صحفيات بلا قيود” أن هذا التصعيد يمثل انتهاكًا جسيمًا للاتفاقات الدولية وخروقًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين والمنشآت التعليمية.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي، ومنظمات الأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية، إلى التحرك العاجل لإدانة هذه الانتهاكات المتكررة والعمل على محاسبة مرتكبيها.

بيان مشترك

وفي بيان مشترك، أدانت 17 منظمة حقوقية، بأشد العبارات، الهجوم الحوثي الذي استهدف سوقًا شعبيًا في مديرية مقبنة بمحافظة تعز، يوم الأحد، والذي أسفر عن استشهاد ستة مواطنين وجرح ثمانية آخرين.

ودعت المنظمات إلى ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الجريمة البشعة وتقديمهم إلى العدالة، مع فتح تحقيق مستقل يكشف عن المسؤولين عن هذا الاعتداء الوحشي.

كما شددت على أهمية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين في النزاعات المسلحة.

ودعت المنظمات المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ موقف حازم تجاه الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن، مطالبة بتقديم الدعم العاجل للضحايا وأسرهم، مع العمل على تعزيز آليات حماية المدنيين في مناطق النزاع.

استهداف متعمد

وقال المتحدث باسم شرطة تعز، المقدم أسامة الشرعبي لقناة بلقيس، إن ميليشيا الحوثي دأبت على استهداف المدنيين سواء بالقنص أو بالقصف بالقذائف أو بالطائرات المسيّرة.

وأضاف: "هذه الجريمة وقعت خلال ذروة الازدحام بالسوق، ولم يكن هناك أي معارك أو اشتباكات تبرر القصف، مما يجعلها استهدافًا متعمدًا للمدنيين وجريمة حرب تستوجب المحاسبة."

وأشار الشرعبي إلى أن هذه الجريمة تُضاف إلى سجل الميليشيات الحافل بجرائم الحرب ضد المدنيين وأبناء محافظة تعز على مدار السنوات العشر الماضية.

 وتابع قائلاً: "منذ انقلابها، لم تتوقف ميليشيا الحوثي عن استهداف الأحياء السكنية والمدنيين، خاصة مع اشتداد المعارك على خطوط التماس."

إفلات من العقاب

من جانبه، أوضح المحامي والناشط الحقوقي علي الصراري في تصريح لقناة بلقيس أن ميليشيا الحوثي تُمعن في جرائمها بسبب إحساسها بالإفلات من العقاب.

 وأكد: "مجزرة مديرية مقبنة في قرية البومية تأتي ضمن سلسلة جرائم حرب ممنهجة تهدف إلى قتل أكبر عدد من المدنيين."

وأضاف الصراري أن الهجمات بالطيران المسيّر باتت تتكرر في سماء محافظة تعز، مستهدفًا المناطق المكتظة بالسكان، مما يُفاقم المأساة الإنسانية.

وختم بالقول: "لو أن المجتمع الدولي اتخذ موقفًا جادًا وحازمًا ضد هذه الميليشيات، لما استمرت في ارتكاب جرائمها بحق الأبرياء في الأسواق والمدارس والمنازل.

يذكر أن حادث الاستهداف أودى بحياة كل من: عبدالملك مفضل علاية، عبدالله عبده أحمد قريبع، عبدالله علي محمد أحمد، هيمان عبدالرحيم محمد قائد، حسن سعيد علي حسن، زكي أحمد عبده يوسف.

أما الجرحى فهم: أحمد بن أحمد يوسف، أنيس عبد الغني محمد قائد، عبدالله أحمد علي قائد سالم، يوسف محمد علي محمد، عبده حميد علي سالم، قائد حسن علي محمد، منصور سعيد قائد علي، إياد عبد الملك سعيد قائد.

من جهتنا، ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الانتهاكات، وحماية المدنيين في اليمن. كما ندعو المنظمات الحقوقية الدولية إلى توثيق هذه الجرائم، ومحاسبة مرتكبيها.