التكروري صوت الثقافة اليمنية وأيقونة الأدب اليمني.. صوت من تهامة: آدم يحيى التكروري والمساهمة في الحفاظ على التراث

2024-12-04 01:37:21 أخبار اليوم/ أحمد حوذان

  

بدأ آدم يحيى التكروري مسيرته المهنية في الشرطة، ولكن شغفه بالأدب والقانون دفعه إلى الانطلاق في رحلة جديدة. سرعان ما ترك بصمته الواضحة في كلا المجالين، حيث جمع بين عمق الفكر القانوني وجماليات اللغة الأدبية.

آدم يحيى التكروري: عملاق الأدب والثقافة اليمنية

يُعد الأديب والباحث اليمني آدم يحيى التكروري أحد أبرز الشخصيات الثقافية في اليمن. حظيت مسيرته الأدبية بإعجاب كبير، حيث ترك بصمة واضحة في العديد من المجالات، من بينها الرواية والقصة والشعر والدراسات الأدبية والتاريخية.

بدأ التكروري مسيرته الأدبية في سبعينيات القرن الماضي، وسرعان ما برز كصوت أدبي مميز. تميزت كتاباته بعمقها الفكري وقدرتها على استكشاف أعماق النفس البشرية، كما تناولت قضايا المجتمع اليمني المعاصر بجرأة وصراحة.

تعد كتابات التكروري مرآة عاكسة لمجتمعه، فقد تناول في رواياته وقصصه قضايا اجتماعية واقعية، مستندًا إلى تجربته في الشرطة.

 كما ساهم في الحفاظ على التراث الشعبي اليمني من خلال توثيقه وتناوله في كتاباته، لاسيما في كتابه "تهاميات" الذي يعد مرجعًا قيمًا للباحثين والمهتمين بالتراث الشعبي.

لم يقتصر نشاط التكروري على الكتابة، بل امتد إلى العمل الثقافي والإداري. شغل مناصب قيادية في العديد من المؤسسات الثقافية، وساهم في تأسيس العديد من المبادرات الثقافية.

 وقد حظي بتقدير كبير من قبل الوسط الثقافي والأدبي في اليمن والعالم العربي، وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها جوائز من وزارة الثقافة، وجامعة الحديدة، ومحافظتي الحديدة وريمة، ونقابة الموسيقيين.

بدايات في عالم الأدب والقانون:

بدأ التكروري مسيرته المهنية في الشرطة، قبل أن يتجه إلى عالم الأدب والقانون. وقد ترك عمله في الشرطة بصمة واضحة على كتاباته، حيث تناول في العديد من أعماله قضايا المجتمع اليمني المعاصر، مستنداً إلى تجاربه وخبراته الشخصية.

إنجازات أدبية:

كانت رؤيته للأدب تتجاوز مجرد الكتابة، بل كانت رسالة سامية تسعى إلى بناء مجتمع أفضل."

أبدع آدم يحيى التكروري في توثيق التراث الشعبي التهامي، متناولاً في كتاباته جوانب متنوعة من الحياة اليومية والعادات والتقاليد.

إن كتابه "تهاميات" يعدّ مرجعًا قيمًا للباحثين والمهتمين بالتراث الشعبي، حيث استطاع من خلاله أن يخلّد العديد من القصص والحكايات والأمثال الشعبية التي كانت مهددة بالضياع.

وقد أثرت كتاباته هذه في العديد من الأدباء والشعراء الذين استوحوا منها أفكارًا جديدة وأساليب إبداعية، مما ساهم في إغناء المشهد الأدبي اليمني."

يُعرف التكروري بإنتاجه الأدبي الغزير والمتنوع، والذي يشمل الرواية والقصة والشعر والدراسات الأدبية والتاريخية.

وتتميز كتاباته بعمقها الفكري وقدرتها على استكشاف أعماق النفس البشرية، كما تناولت قضايا المجتمع اليمني المعاصر بجرأة وصراحة.

مساهمات في الحقل الثقافي:

لم يقتصر نشاط التكروري على الكتابة، بل امتد إلى العمل الثقافي والإداري. شغل منصب نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالحديدة، ومدير عام لمكتب الثقافة في محافظة ريمة. كما أسس العديد من المؤسسات الثقافية والمنتديات الأدبية.

التكامل بين الأدب والقانون:

يعتبر التكروري نموذجاً فريداً لشخصية جمعت بين الأدب والقانون. فقد استفاد من دراسته للقانون في تحليل القضايا الاجتماعية والسياسية، بينما استخدم أدواته الأدبية للتعبير عن أفكاره ومشاعره.

تأثيره في المجتمع:

ترك التكروري أثراً كبيراً في المجتمع اليمني، حيث ساهم في نشر الثقافة والمعرفة، ودعم الشباب المبدعين. كما كان له دور فعال في الحفاظ على التراث الثقافي اليمني.

ومن أبرز إنجازاته الأدبية:

 * روايات: بروتس كرتير، دماء على قارعة الطريق، سمسرة اللصوص.

 * مجموعات قصصية: تهاميات، أمشاج، تلابيب، الرمه.

 * دراسات: الزرانيق بين الجغرافيا والتاريخ، معجم المفردات التهامية، شعر الحكمة.

يمتاز أسلوب آدم يحيى التكروري في تناول الأدب الشعبي التهامي بالعمق والتحليل. فهو لا يقتصر على جمع الحكايات والأمثال، بل يسعى إلى فهم جذورها ومعانيها الاجتماعية والثقافية.

وقد استطاع من خلال كتاباته أن يربط بين الماضي والحاضر، وأن يكشف عن جوانب خفية من التراث الشعبي. إن هذا الأسلوب التحليلي المميز جعل من أعماله مرجعًا قيمًا للباحثين والمهتمين بالتراث الشعبي، وساهم في إثراء الحوار حول الهوية الثقافية اليمنية."

حصد الأستاذ آدم يحيى التكروري العديد من الجوائز والتقديرات على مسيرته الحافلة بالإبداع، والتي امتدت لتشمل الأدب والقانون والثقافة. فقد حصل على درع وزارة الثقافة لعدة سنوات متتالية (2004، 2008، 2009)، بالإضافة إلى درع جامعة الحديدة (2013)، ودرع محافظتي الحديدة وريمة. كما كرمته نقابة الموسيقيين تقديراً لجهوده.

هذه الجوائز لم تكن مجرد تكريم شخصي، بل كانت اعترافًا بدوره الريادي في إثراء الساحة الثقافية والأدبية اليمنية. كل جائزة من هذه الجوائز كانت بمثابة حافز له وللآخرين للمضي قدمًا في رحلة الإبداع والمعرفة.

فقد أثبت الأستاذ آدم أن الإبداع الحقيقي هو الذي يخدم المجتمع، وأن الكاتب الحقيقي هو الذي يستطيع أن يترك بصمة واضحة في وجدان القراء. وقد تمكن من خلال أعماله من تحقيق هذا الهدف، حيث أصبحت مؤلفاته مرجعًا للباحثين والدارسين، وألهمت العديد من الشباب للانخراط في المجالات الثقافية والأدبية.

كما أنها تمثلت كدليل على مكانة الأستاذ آدم في قلوب محبيه وقرائه. وهي أيضًا رسالة واضحة إلى الأجيال القادمة، تشجعهم على الابتكار والإبداع، وعلى السعي لتحقيق التميز في مجالاتهم."

ولم تقتصر التكريمات على المؤسسات الرسمية، بل شملت أيضاً العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية، مثل الجزيرة مباشر، السعيدة، والعقيق. وقد كتب في معظم الصحف والمجلات اليمنية والعربية، مما ساهم في انتشار أفكاره وآرائه.

هذه الإنجازات وغيرها جعلت من الأستاذ آدم يحيى التكروري رمزًا بارزًا في الساحة الثقافية والأدبية اليمنية. وقد ساهم في إثراء الحراك الثقافي من خلال تأسيس العديد من المؤسسات والمنتديات الثقافية، وعضويته في العديد من الاتحادات والنقابات الأدبية.

من خلال توثيقه للتراث الشعبي التهامي، ساهم الأستاذ آدم يحيى التكروري في الحفاظ على جزء مهم من الهوية اليمنية. وقد حظي هذا الجهد بالتقدير والتكريم، حيث حصل على العديد من الجوائز والشهادات التي تؤكد أهمية هذا العمل.

يعد آدم يحيى التكروري شخصية متعددة الأوجه، تركت بصمة واضحة في الأدب والقانون والثقافة اليمنية. وقد كان مثلاً أعلى للكثيرين، وألهم أجيالاً من الأدباء والمثقفين.

إن الأستاذ آدم يحيى التكروري ليس مجرد كاتب أو محامٍ، بل هو شخصية متعددة الأوجه تركت بصمة واضحة في المجتمع اليمني. فهو مثال يحتذى به للشباب، ورمزًا للثقافة والأدب.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد