2025-01-11
اليمن على حافة الانفجار: تحليل للأوضاع المتسارعة
قوات المعارضة تدخل دمشق وتعلن انهيار حكم “الأسد” بعد خمسة عقود من السيطرة
حكَموا بالحديد والنار على مدى 53 عاما، بعد أن استولوا على مقاليد السلطة في سوريا بانقلاب نفذّه الأب رئيس الحزب العربي الاشتراكي ”حافظ الأسد” مطلع سبعينيات القرن الماضي، ليُحكم قبضته على جميع دواليب الدولة التي تغلغل فيها المقرّبون والموالون.
تاريخ “ملطخ بالدماء” هكذا تصفه منظمات حقوقية دولية، منذ مجزرة “حماة” -التي عرفت بمعارضتها للنظام طوال 4 عقود من بداية حكمه- سنة 1982، وسقط على إثرها آلاف ممن تمرّدوا وحاولوا الإطاحة بحافظ الأسد وصولا إلى جوان 2011، حين انتفض المعارضون بوجه نظام الابن بشّار الأسد، فلم يلقوْا سوى الأسلحة الكيمياوية المحظورة دوليا، ما أسفر حينها عن مئات آلاف القتلى من المدنيين العزّل أغلبهم من الأطفال.
ومع بزوغ فجر الأحد 8 ديسمبر سنة 2024، وهروب بشار الأسد خارج البلاد إلى وجهة غير معلومة تُسجّل سوريا انهيار حكم عائلة الأسد وانتهاء سيطرة “سلالة” سيطرت على العرش لأكثر من خمسة عقود.
وهو ما يعني أنّ السلالة الأسدية، المنحدرة من العشيرة “الكلبية”، حكمت سوريا لمدة 53 عاما و9 أشهر و18 يوما، وبعدد الأيام بلغت فترة حكم عائلة الأسد لسوريا 19.650 يوما.
الأسد الأب والانقلاب على السّلطة
تولّى حافظ الأسد حكم البلاد في 22 فبراير 1971، بعد انقلاب عسكري نفذّه يوم 16 نوفمبر 1970 عُرف “بالحركة التصحيحية”، ليطيح آنذاك برئيس الجمهورية نور الدين الآتاسي.
وأجريت انتخابات بالبلاد في 12 مارس 1971، لم يكن فيها مُرشّح سواه وأصبح أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية وهي إحدى الأقليات الإسلامية بالبلاد وتضم فقط 10% من مجموع السكان.
وفي نوفمبر 1983 وعلى إثر إصابته بأزمة قلبية نقل إلى أحد مشافي دمشق حيث دخل في غيبوبة لعدة ساعات، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل ما أجبره على مغادرة سوريا بعد استعادة الأسد عافيته.
حُكم العائلة والمقرّبين
وتُوثّق تقارير إعلامية أصول عائلة الأسد التي تعود إلى “القرداحة” في اللاذقية، وهم ينتمون إلى قبيلة الكلبية.
وينحدر جميع أفراد عائلة الأسد الموسّعة من علي سليمان وزوجته الثانية نعيسة، التي جاءت من قرية في جبال الساحل السوري.
ويعود اسم عائلة “الأسد” إلى عام 1927 عندما غيّر علي سليمان لقبه إلى “الأسد”.
وخلال فترة حكمه المبكّرة في سبعينيات القرن العشرين، أنشأ حافظ الأسد شبكات رعاية من شخصيات نخبة حزب البعث.
واستمرت الروابط العائلية حتّى بعد وفاة حافظ الأسد ولعبت دورا مهما في السياسة السورية، إذ شغل العديد من أفراد عائلة الأسد المقرّبين مناصبَ حيويةً في الحكومة منذ صعوده إلى السلطة.
كما هيمن أفراد أسرة الأسد والأفراد التابعون لهم على البيروقراطية السورية ومجتمع الأعمال، إذ بنى حافظ الأسد نظامه على هيئة بيروقراطية تميزت “بعبادة شخصية مميزة” وهو ما لم يعهده التاريخ السوري الحديث قط.
وبمجرد تولّيه الحكم وتنفيذ انقلابه قام حافظ الأسد على تنظيم المجتمع السوري على أسس عسكرية، واستشهد باستمرار بخطاب مؤامراتي حول مخاطر المؤامرات المدعومة من الخارج والتي يحيكها الطابور الخامس، وروّج للقوات المسلحة باعتبارها جانبا مركزيّا من الحياة العامة.
بداية حكم بشار الأسد
توفي حافظ الأسد في 10 يونيو 2000 عن عمر ناهز 69 عاما وأقيمت له جنازة لم يحضرها من القادة الغرب سوى الرئيس الفرنسي جاك شيراك.
بعد شهر من وفاة والده، أمسك بشار بزمام السلطة بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح وأحرز على أغلبية الأصوات في استفتاء لم يضم أيّ مرشّح آخر معه (97% من الأصوات).
وبذلك حافظت الطائفة العلوية على الدولة وأبقت سوريا على إيران حليفة لها.
وشهد حكم بشار الأسد في سنواته الأولى تحركات إقليميّة مجاورة بدءا بالغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، والعدوان الذي شنته قوات الاحتلال على لبنان سنة 2006، وصولا إلى الانتفاضة الشعبية بالبلاد بالتوازي مع ما عرفته عدة دول من ثورات الربيع العربي.
انتفاضة شعب
وبعد اندلاع الثورة في ليبيا بنحو شهر، انتفض السوريون يوم 15 مارس 2011 وشارك الآلاف منهم في تحرّكات شعبية حاشدة قوبلت بالصدّ والردع من قبل قوات النظام.
شعرت عائلة الأسد حينها أنّ حكمها بدأ يتزعزع مع مطالبة مناطق سورية مُهمّشة بالحرية والكرامة والانعتاق سلطة حكمت لسنوات واتسمت بالقمع والفساد والديكتاتورية.
وانطلقت الثورة السورية بأول مظاهرة نظمها ناشطو المجتمع المدني في سوق الحميدية وسط دمشق حيث ردّد المتظاهرون شعارات تنادي بالحرية منها “الله سورية حرية وبس”، لتسارع قوات الأمن إلى مهاجمة المظاهرة وفضها واعتقال عدد من الناشطين المشاركين فيها.
وتوالت المظاهرات وانضمت المدن السورية والقرى إليها تباعا كما تحول تشييع الشهداء في كثير من الأحيان إلى احتجاجات حاشدة حملت طابع السلمية وطالبت بالحرية والتغيير والكرامة.
وكان النظام يلتجئ في كل مرة إلى قمع المظاهرات بالرصاص الحي والاعتقالات والانتهاكات والاعتداءات على من خرج فيها وحتى على أهالي المنطقة التي نفّذت فيها تلك التجمّعات.
كما لم يتوانَ في تنفيذ عمليات مداهمة واعتقالات للناشطين السوريين والمتظاهرين السلميين ونصب الحواجز في المدن وأطرافها وفي الأرياف.
وهو ما حوّل شعارات “الثوار” من الحرية والمطالبة بالتغيير إلى الدعوة إلى إسقاط النظام ورفض حكم بشار الأسد.
وعلى مدى السنوات الأولى للثورة السورية، استخدم نظام بشار الأسد أسلحة ثقيلة على اختلاف أنواعها من أسلحة حارقة وذخائر عنقودية وصواريخ “سكود” وقذائف “هاون”، حتى أنه عمد إلى القصف الجوي عبر البراميل المتفجّرة مستهدفا بذلك منازل ومدارس ومستشفيات وأسواق شعبية شهدت مجازر كبيرة.
واستخدم النظام في ردع معارضيه “الأسلحة الكيمياوية” باختلاف أنواعها ووثّقت “الغوطة” بريف دمشق أشهر المجازر الكيمياوية في 21 أغسطس سنة 2013، ما أدّى إلى سقوط مئات القتلى وإصابة الآلاف.
هدوء نسبي وتودّد للدول
وظهرت خلال السنوات الـ12 جهات قتالية أخرى مثل تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة وغيرهما إلّا أنّ هذه الجهات انحلّت، وبعضها انتهى والآخر انضوى تحت جهات قتالية أخرى.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت رئاسة الأسد فترة من الهدوء النسبي في ظل تمركز معارضيه إلى حدّ كبير في جزء من شمال غربي سوريا لكن أجزاء كبيرة من البلاد ظلت خارج قبضته وواجه اقتصاده صعوبات بسبب العقوبات المفروضة عليه.
وحاول الأسد في تلك الفترة إعادة بناء العلاقات مع الدول العربية بعد سنوات من القطيعة إلا أنه ظل “منبوذا” بالنسبة إلى معظم دول العالم، حتّى أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصفه في عهدته الأولى بأنه “حيوان” لاستخدامه الأسلحة الكيمياوية.
وعلى الرغم من كل الانتقادات التي وُجّهت إليه إلّا أنّ الأسد ظل بمنصبه لفترة طويلة إبان الثورات العربية على عكس ما حصل في عدة دول أخرى، إلا أنّ تسارع نسق الأحداث في الآونة الأخيرة وتقدّم المعارضة في عدّة مناطق واسترجاعها عدة مدن كانت بقبضة النّظام، جعل من عديد القادة الغرب يتوقعون أن تكون نهايته “وشيكة”.
آمال تتبدّد.. والحفيد لن يحكم سوريا
ومع تقدّم فصائل المعارضة السورية كانت حقبة حكم عائلة الأسد “على المحك” وبمجرد مغادرة بشار الأسد، فإنّ النجل الأكبر والحفيد “حافظ بشار الأسد” المولود في 4 ديسمبر 2001 (23 عاما) لن يخلف والده بعد انهيار حكم سلالة فقد كان لعقود.
وبذلك تبدّدت آمال العائلة التّي كانت تنظر إلى “حافظ بشار الأسد” الذي اختاروا له اسم جده خليفة منتظرا لوالده.
يشار إلى أنّ الحفيد يتلقّى تعليما بمدرسة “مونتيسوري” الدولية مع أخته زين وشقيقه كريم، كما التحقوا بمدرسة لغات في منطقة “البرامكة” بدمشق.
وحظي الأسد الصغير باهتمام إعلامي عام 2013 عندما نشر حساب على الفيسبوك منسوب إليه انتقادًا للجيش الأمريكي في أعقاب الهجوم الكيميائي على “الغوطة” بريف دمشق.
وبات محل اهتمام إعلامي بعد أن فرضت وزارة الخارجية الأمريكية عقوبات على الأسد الصغير سنة 2020، في ما يتعلق بعقوبات سابقة استهدفت نظام والده.
وعلى هذا الأساس أصبح الحفيد محروما من السفر إلى الولايات المتحدة أو امتلاك أصول فيها.
ونقلت تقارير إعلامية أنه فرّ من سوريا إلى روسيا في أكتوبر الفارط، وهو يجيد اللغة الإنجليزية ويتحدّث الروسية أيضا.
وتلقّى تعليما جامعيا لفترة من الوقت في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في دمشق، وتخرّج بدرجة الماجستير في الرياضيات من كلية الميكانيكا والرياضيات بجامعة موسكو الحكومية مع مرتبة الشرف.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
تحرير دمشق .. تمهيد الطريق لتحرير صنعاء !!
2024-12-09 03:15:40
2024-10-14 03:09:27
الرئاسي والحكومة.. أسود على الجيش نعام على المليشيات
2022-11-30 09:33:59
في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد