اليمن على مفترق طرق: هل يمهد الطريق للسلام أم يستمر النزاع؟

2024-12-19 02:27:53 أخبار اليوم - متابعات

   

تشهد الأزمة اليمنية تحولات متسارعة، حيث تتزايد الجهود الدولية والإقليمية لإيجاد حل سلمي للصراع المستمر منذ سنوات. ومع ذلك، لا تزال التحديات كبيرة، وتظل احتمالية التصعيد العسكري قائمة.

وتعتبر محافظة الحديدة، التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية، نقطة اشتعال محتملة، حيث تشهد مواجهات متقطعة بين القوات الحكومية ومليشيا الحوثي. كما أن الهجمات الحوثية على السعودية والإمارات تزيد من حدة التوتر في المنطقة.

وتواجه الجهود الدبلوماسية العديد من العقبات، منها الخلافات العميقة بين الأطراف اليمنية، والتدخلات الإقليمية، والوضع الإنساني المتدهور.

وبالرغم من بعض التقدم المحرز في مفاوضات السلام، إلا أن تحقيق تسوية نهائية يبقى أمراً صعباً.

ويعتقد العديد من الخبراء أن الحل الدائم للأزمة اليمنية يتطلب نهجًا شاملاً يعالج الأسباب الجذرية للصراع، بما في ذلك القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

كما يتطلب الأمر التزامًا قويًا من جميع الأطراف المعنية، وتقديم الدعم الدولي للجهود المبذولة لتحقيق السلام.

يقول المحرر في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية مراد العريفي في تصريح لقناة بلقيس، "أنا أعتقد أنه من الصعب جدا الذهاب إلى عملية عسكرية ضد مليشيا الحوثي في الظرف الحالي، على اعتبار أنه المليشيات ما تزال متماسكة إلى حد كبير".

وأضاف: صحيح أن الضغط الشعبي ربما قد يكون واحد من الأسباب التي ستعزز من أي هجوم ضد مليشيا الحوثي، لكن المليشيات ما تزال لها عشر سنوات فقط في الحكم ولذلك ما تزال متماسكة تماما ولديها بنية هرمية قادرة على أن تواجه الحرب لسنوات متعددة.

وتابع: الإقليم أيضا ليس لديه أي خيارات في هذا الجانب، المملكة العربية السعودية تتخوف تماما، إذا اتخذت أي خطوة في هذا الجانب، على اعتبار أنها خاضت حربا ضد هذه المليشيات خلال السنوات الثمان الماضية لكنها لم تجد أي دعم من المجتمع الدولي، بل بالعكس كان المجتمع الدولي يقوض من هذه الجهود العسكرية.

وأردف: رأينا في معركة الحديدة خير دليل، لكن الظرف الإقليمي والتحركات القائمة تفرض أن يقف الجميع بالذات الغرب مع الحكومة الشرعية.

وزاد: مليشيا الحوثي حينما هاجمت في البحر الأحمر أصبحت لديها تعريف مختلف من قبل المجتمع الدولي، لكن حتى اللحظة الولايات المتحدة ما تزال تتعامل مع هذا الظرف في سبيل ما نستطيع أن نصفه بانها قادرة على أن تعزز من قواعد الاشتباك، الآن في هذه اللحظة، لكنها لا تريد أن تدفع بمزيد من التصعيد العسكري الا اذا كان لترامب بعد أكثر من شهر خيار اخر.

وقال: ربما كان هناك حديث عن مساعي واشنطن للتعامل مع قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي وبدء عملية عسكرية، لكن حتى الآن ما تزال تقارير فقط وليست خطط عسكرية قادرة على أن تنفذ على الأرض.

وأضاف: مليشيا الحوثي ما تزال متمكنة ولديها قوة عسكرية، إضافة إلى الظرف الإقليمي الحاصل وأن إيران ما تزال تتعامل مع مليشيا الحوثي على اعتبار أنها الخيار الأخير بعد سقوط نظام بشار الأسد في دمشق وانهيار حزب الله في لبنان.

المعركة قادمة

يقول الأكاديمي والمحلل السياسي، الدكتور عبد الوهاب العوج لقناة بلقيس، إن مليشيا الحوثي ليست نظاما حتى نقول عنها إنها متماسكة، هي مجموعة فسيفساء اعتمدت على فرقة الأطراف اليمنية.

وأضاف: أغلب القوى التي تقاتل مع مليشيا الحوثي كانت هي من قوى الحرس الجمهوري ومن القوى التي كانت تتبع وزارة الدفاع اليمنية، أما هم مجاميع لم يكونوا يتجاوزوا بعض مديريات صعدة، قبل انضمام المؤتمر الشعبي العام بقدراته العسكرية بالدولة العميقة مع الحوثي.

وتابع: بعد انتفاضة 2 ديسمبر 2017 تغير المشهد وبعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح تغير المشهد، ولو تحركت القوات العسكرية في الحكومة الشرعية، التي تراكمت قواتها بشكل كبير وتمتلك الآن أكثر من 400000 مقاتل متوزعين في جبهات من شمال صعدة وباتجاه غرب اليمن بمحافظة حجة والساحل الغربي.

وأردف: القوات الحكومية تشمل قوات حراس الجمهورية وقوات العمالقة وقوات درع الوطن قوات المجلس الانتقالي، والقوات الموجودة في محافظة مأرب وشبوة والقوات الموجودة في محور تعز.

وزاد: هذه القوات قادرة جدا على أن تشكل فرقا، والمشكلة الآن هي في اتخاذ القرار، في وجود رجال يتخذون القرار ويتجهون نحو معركة تحرير اليمن.

وقال: ذهاب الدكتور رشاد العليمي إلى قيادة القوات المشتركة في الرياض، والضربات الأمريكية الأخيرة على الحوثي، كل ذلك يدل دلالة قاطعة، ويعطي مؤشرات أن المعركة قادمة لا محالة.

                   

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد