الحوثيون وفلسطين.. مسرحية عبثية مستمرة ومتاجرة بمعاناة أبناء غزة

2025-01-05 05:10:11 أخبار اليوم - الصحوة نت

   

على مدى الشهور الخمسة عشر الماضية، أي منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023م، ظلت مليشيا الحوثي الإرهابية، وما زالت، تزايد على اليمنيين بمختلف فئاتهم بقضية فلسطين وتحاول استغلال القضية ومظلومية أهلنا في قطاع غزة، للتهرب - كعادتها- من تنفيذ التزاماتها كسلطة أمر واقع في صنعاء.

وخلال هذه الفترة، لم يتورع الحوثي وجماعته عن المتاجرة بمعاناة أبناء غزة والقضية الفلسطينية لتعزيز سيطرته على اليمنيين وتبرير أفعال جماعته الإرهابية بحق أبناء اليمن.

حيث أوغل الحوثي في توظيف قضية غزة واستثمارها بطريقة دنيئة، وتحويل حالة العدوان البربري الإسرائيلي الذي يتعرض له إخواننا الفلسطينيون في قطاع غزة، إلى سلاح يستخدمه الخطاب الحوثي داخل اليمن في مواجهة معارضيه وتصفية كل خصوماته من خلال سيل من الكذب والتلفيق، وتعسف الحقائق، ومحاولات إقناع الشارع بأن الذين يعارضون الحوثي هم ممن لا يحملون همّ القضية الفلسطينية.

وبلغ الفُجْرُ والقُبْحُ بالحوثيين حدّ قيامهم بشن حملات الترهيب والتشويه البذيئة مع إطلاق تهم التخوين والصهْيَنة والعمالة لغالبية اليمنيين، لا لشيء إلا لكونهم لا يؤيدون الجماعة أو يرفضون جرائمها وجباياتها وفسادها وعنصريتها، أو حتى لمجرد مطالبة الجماعة الانقلابية بصرف المرتبات وتوفير الخدمات الأساسية في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتهم.

اليمنيون والهمّ الفلسطيني.. وجرأة الحوثي ! :

وصلت الجرأة بالحوثي أن يوزع تهم الصهْينة على غالبية أبناء اليمن، باسم حماس وفلسطين مع ان المقاومة الفلسطينية لم تتورط يوما بمثل هذا الخطاب السخيف، لكن وقاحة الحوثي تدفعه للتقول الفج على اليمنيين، حتى ان نشطاء كثر من حماس وفصائل المقاومة الأخرى لطالما دحضوا وفندوا أقاويل ودعاية الحوثي باسمهم.

منذ عشرات السنين، وقبل ولادة الحوثي وظهور جماعته الطائفية التابعة لإيران، يقف كافة أبناء الشعب اليمني، بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم ومشاربهم، موقفاً متضامنا ومسانداً للقضية الفلسطينية ماديا ومعنوياً وعسكرياً.

ولطالما عُرف عن الشعب اليمني أنه كان وما يزال من أوائل الشعوب التي تضامنت مع القضية الفلسطينية، ابتداء من المواطن العادي إلى التاجر وشيخ القبيلة وعالم الدين والمدرس والطبيب والمهندس والفلاح، وانتهاء بتلميذ المدرسة الصغير في الريف اليمني، ناهيك عن المدينة..

الجميع هنا في اليمن، نساء ورجالاً ظلوا وما زالوا يبذلون بسخاء وطيب خاطر ويتبرعون حتى بمصروفاتهم اليومية بين الحين والحين دعما للمقاومة الفلسطينية وأهالينا المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.

لكن الحوثي منذ انقلابه على السلطة الشرعية، درج على استغلال قضية غزة وفلسطين، وعمد على توجيهها داخلياً لتشتيت الانتباه عن الوضع في الداخل اليمني.

وفي هذا الإطار يرى الكاتب والناشط الإعلامي، عرفات العامرى، أن "الحوثي استخدم قضية غزة كوسيلة لصرف الانتباه عن الوضع الإنساني والاقتصادي المتدهور في اليمن."

ويشير العامري إلى أن الوضع الكارثي الداخلي هو صنيعة الحوثي، وهو المسؤول عنه بشكل كلى، فمن خلال تسليط الضوء على قضية فلسطين وغزة ولبنان، يحاول الحوثي إبعاد الأنظار عن الجبايات والإتاوات غير القانونية، التي تُسلب من المواطنين اليمنيين اضافة الي الفساد، والانتهاكات التي تمارسها سلطته في الداخل...".

مسرحية الحوثي العبثية:

وما إن جاء الحوثي حتى حول مسألة التضامن مع القضية الفلسطينية إلى مسرحية مكشوفة ومزايدة رخيصة، بلغت ذروتها بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى وما تبعها من جرائم الإبادة الوحشية الغاشمة التي ينفذها الكيان الصهيوني المدعوم بترسانة السلاح الأمريكي، ضد سكان قطاع غزة.

وهو ما دفع الحوثي وجماعته، إلى استغلال مأساة الفلسطينيين في قطاع غزة، لتنفيذ سلسلة من التحرشات النارية بأمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، واستهداف السفن الأجنبية العابرة بحجة مهاجمة السفن الإسرائيلية ثم الأمريكية والبريطانية في مسرحية عبثية يتضح أن الهدف الحوثي الوحيد من ورائها هو استجلاب التدخل العسكري الأجنبي بكل أشكاله إلى الأراضي اليمنية، غير عابئ بما سينتج عن ذلك من كوارث ودمار ومآسٍ إضافية وضرب ما تبقى من مصالح وبنىً تحتية للشعب اليمني..

وفي حين يؤكد العديد من المراقبين، أن ما يجري منذ البداية لا يعدو عن كونه مجرد مسرحية عبثية يؤديها الحوثي باستغلال القضية الفلسطينية.

وفي هذا السياق يلفت الكاتب والمحلل السياسي، عبده سالم، إلى أن حاملة الطائرات الأمريكية التي تقلع منها هذه الطائرات المغيرة، تستخدم منطقة ما بعد خط التنصيف البحري بين اليمن وجيبوتي كقاعدة لعملياتها، بمسافة 10 كيلو متر شمال باب المندب، وهي مسافة مرمى مدفعية من المواقع الحوثية، بل إن كاميرات "الايمجز" المحمولة عليها والمنصوبة على الفنارات هناك تلتقط صور أفراد المليشيات الحوثية وتحركاتهم على الدوام.

وهو ما يعني، - بحسب ما قاله "سالم"- أنه بإمكان المواقع الحوثية استهداف هذه الحاملة بسهولة ودون عناء بدلا من إطلاق الصواريخ إلى حيفا، والتي تعترضها المضادات الإسرائيلية باستمرار وتسقطها، وإذا وصلت بسلام تصل بدون حمولة تدميرية بفعل طول المسافة، ولكن كما يبدو يكفي الحوثي منها الهدف الدعائي للاستهلاك المحلي.

ويضيف الكاتب عبده سالم أن كل ضجيج الحوثي وأمثاله من أذيال إيران ودعايتهم منذ عام لم ترد عن غزة شيئا ولم تنفع شيئا سوى عكسي، ورغم ذلك يخدمون الصهاينة بتوزيع تهمة الصهينة على كل اليمنيين الذين لا يوالونهم ويكفرونهم كذبا وزوراً وهذا امر مكشوف ولن ينطلي على اليمنيين.

مؤكداً في هذا المضمار أن الحوثي مهما فعل وقال فلن يغطي على حقيقته كأكبر قاتل ومجرم بحق اليمنيين وأنه قتل المئات تحت التعذيب وسجن مئات الآلاف وهجر الملايين وفجر المنازل ونهب وأفسد كما لم يحدث بتاريخ اليمن، وحتى وهو يدعي نصرة القضية الفلسطينية يواصل جرائمه بتوحش على اليمنيين حتى وصل به الحال إلى أن يفجر المنازل بمن فيها من النساء والأطفال كما حدث في رداع مؤخراً ويواصل النهب والجبايات والتخويف والإرهاب باسم فلسطين.!

                  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد