2025-02-02
الحوثيون يشعلون جبهات مأرب: خوف من تكرار تجربة إدلب
شهدت اليمن تحت حكم مليشيا الحوثي الإرهابية تحولاً جذرياً في مفاهيم التوظيف والترقي، حيث حلت المحسوبية والولاء محل الكفاءة والاستحقاق. فبدلاً من الاعتماد على المؤهلات والخبرات، أصبحت العلاقة الشخصية والولاء للقيادات الحوثية هي المعيار الأساسي لتولي المناصب الحكومية.
عبارة "صلح وضعك" أصبحت تعبيراً دارجاً في الأوساط اليمنية لوصف هذه الظاهرة، حيث يتم استخدامها للإشارة إلى عملية توزيع المناصب والامتيازات بين أتباع المليشيات وكوادرها. وبهذه الطريقة، تم تحويل المؤسسات الحكومية إلى تكتلات عائلية وحزبية، حيث يتم تعيين الأقارب والأصدقاء في المناصب القيادية دون النظر إلى كفاءتهم.
هذا النهج أدى إلى تدهور الخدمات العامة وزيادة الفساد، حيث إن غياب الكفاءة والشفافية يؤدي إلى سوء إدارة الموارد وتضييع الفرص. كما أنه يشجع على المحسوبية والمحسوبيات، ويقوض الثقة في المؤسسات الحكومية.
- من يوزِّع الجوائز؟
لا ترجع قرارات التوظيف في زمن مليشيا الحوثي إلى وزارة الخدمة المدنية، أو مجلس الوزراء؛ ولا تمر عبر بروتوكولات رسمية، وتعتمد القدرة على التوظيف، وتوزيع المناصب، وخاصة الإيرادية، على قوة الشخص داخل المليشيا، وعلاقته أو قربه من زعيم المليشيا عبدالملك بدر الدين الحوثي، أو ما يسمى بسجلِّه مع المليشيا، ومن هنا يظهر محمد علي الحوثي -عضو ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، وأحمد حامد الذي يشغل منصف مدير مكتب رئاسة الجمهورية أبرز النافذين في مجال التوظيف.
ويعد أحمد حامد "أبو محفوظ"، الذي يشغل ما يقارب من 15 وظيفة أغلبها من المؤسسات والصناديق الإيرادية الأكثر قدرة على التعيين في المناصب العليا؛ نظرا لعلاقته الوطيدة بعبد الملك الحوثي، وانتمائه للمليشيا بوقت مبكر، بحسب تقرير "الرَّجل الأقوى في صنعاء"، الصادر عن مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية.
ويشير التقرير إلى أن حامد استطاع ضمّ أغلب المؤسسات المالية إلى سلطته، التي أبرزها الهيئة العامة للزكاة، والهيئة العامة للأوقاف، والهيئة العامة للتأمينات والمعاشات، والهيئة الوطنية لتنسيق الشؤون الإنسانية، والعديد من الصناديق القديمة، والمستحدثة كصندوق رعاية الشباب والنشء، وصندوق المعلم، وغيرها.
وفي واحدة من الدلائل، التي تشير إلى تحويل المناصب إلى مكافآت للموالين والمقرّبين بعيدًا عن المعايير الوظيفية، توظيف حامد -رئيس جهاز الاستخبارات- بعضوية مجلس الهيئة الوطنية لتنسيق الشؤون الإنسانية، التي تتحكم في تدفق المساعدات الإنسانية على أوسع شريحة في اليمن، ممّا جعل فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن يصفه بـ"المرشح غير المناسب" لكيان مختص بتنسيق المساعدات.
- طُرق التوظيف
يروي أحد المقرِّبين من المليشيا - رفض الإفصاح عن اسمه- لـ"بلقيس"، أن الحوثي صلاح الشرقبي أشتكى لأبو محفوظ عن الإهمال الذي يعيشه، والظروف الصعبة التي يمر بها، على الرغم من دعمه وتضحياته مع ما تسمى "المسيرة القرآنية"، فتم تعيينه رئيسا للمؤسسة العامة للمسرح والسينما، لكنه اشتكى مرّة أخرى من غياب الموارد، فخُصص له موازنة سنوية من إيرادات صندوق الشباب، التابع لوزارة الشباب والرياضة، وقال له "حسِّن وضعك".
ولم يستفد المعلمون، منذ تأسيس صندوق المعلم الذي خُصصت له خصومات من أكثر المبيعات المحلية، والبضائع المستوردة من الخارج، والنفط والغاز والخدمات نِسبٌ معيّنة، إلا الفتات، بينما ذهبت مبالغ كبيرة لمتنفذين داخل الجماعة، تقاسموها تحت مسميات وظيفية عدة، وعلى رأسهم حسين جبل، الذي عُين مديرا تنفيذيا لصندوق المعلم، علاوة على وظيفته مدير تنفيذي للمؤسسة العامة لمطابع الكتاب.
محاصصة المناصب العليا للدولة، وتوزيعها كجوائز وإقطاعيات بين العائلات الحوثية، خلقت جوا من التنافس على فرض رسوم إضافية على المواطن بهدف الثراء السريع، وجمع أكبر قدر مُمكن من الأموال قبل أن يصير المنصب جائزة لشخص آخر، لكنه بالمقابل خلق عداوة بينية وسط المليشيا، وتذمّرا واسعا من فئة كبيرة ترى أن الغنائم تذهب لقيادات تنتمي إلى محافظتي صعدة وحجة بالدرجة الأساسية، وتستحوذ عائلات دون غيرها بالثروة.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
أشاد رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة إدراج مليشيا الحوثي الإرهابية على لوائح الإرهاب. كذلك علّق بن مبارك في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة" على قضايا مختلفة تشهدها المنطقة ومنها رؤية مشاهدة المزيد