2025-02-02
الحوثيون يشعلون جبهات مأرب: خوف من تكرار تجربة إدلب
في سلوك مستهجن وغير مبرر، تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية تصعيد أعمالها العدائية، عبر سلسلة من التحركات المتناقضة؛ تارة باحتجاز موظفي الأمم المتحدة في تحدٍ سافر للقانون الدولي، وتارة أخرى بإطلاق سراح أسرى لا تعترف بهم الحكومة الشرعية. ويبدو أن هذه هي حزمة الميليشيا الجديدة لإطالة أمد الصراع بعد انتهاء حرب غزة.
هذا السلوك المزدوج يكشف عن نوايا مليشيا الحوثي الحقيقية، فهم لا يسعون إلى حل إنساني للقضية، بل يستخدمون ملف الأسرى كورقة مساومة لتحقيق مكاسب سياسية.
تتعامل مليشيا الحوثي مع كل الملفات بنوع من الطيش والخفة، فبدلاً من الإفراج عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين، يختارون احتجاز المزيد منهم. وبدلاً من الإفراج غير المشروط عن جميع المحتجزين المدنيين في سجونهم وتبادل الأسرى بشكل حقيقي، يذهبون للإفراج عن 150 مدنيًا لا أحد يدري من أين تم اختطافهم، وفوق ذلك يطلقون عليهم صفة الأسرى.
ردًا على قرار التصنيف
تقول المحامية والناشطة الحقوقية هدى الصراري، إن الحملة الأخيرة التي قامت بها ميليشيا الحوثي ضد موظفي الأمم المتحدة جاءت ردًا على قرار الإدارة الأمريكية بتصنيفها جماعة إرهابية من الدرجة الأولى، أسوةً بداعش والقاعدة. وأضافت: “عند كل قرار دولي يصدر ضد ميليشيا الحوثي، تقوم الميليشيا بحملة مسعورة ضد موظفي الأمم المتحدة وضد المدنيين في مناطق سيطرتها”.
وتفيد بأن عدد المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة في سجون مليشيا الحوثي ارتفع خلال الأيام الثلاثة الماضية (الخميس والجمعة والسبت) إلى 22 موظفًا من عدة منظمات، منها منظمة الأغذية العالمية، والوكالة الأمريكية للإغاثة، ومنظمة اليونيسف، والوكالة البريطانية للتنمية.
وتتابع: “لا تزال هناك حملة مسعورة تقوم بها مليشيا الحوثي حتى اللحظة، وربما تكون هذه الحملة هي الأكثر ضراوة من سابقاتها. تقوم المليشيا بها ردًا على القرارات الدولية ضدها، وللضغط على منظمات الأمم المتحدة من أجل البقاء في مناطق سيطرتها وعدم مغادرة مكاتبها إلى مناطق أخرى، بالإضافة إلى السعي لتحقيق مكاسب سياسية ومالية من خلال العبث بالمساعدات الإنسانية”.
عبثية وعنجهية
يقول رئيس مركز البلاد للدراسات والإعلام، حسين الصوفي، إن ما تقوم به مليشيا الحوثي في ظل التطورات السياسية الأخيرة هو نوع من إثبات المجرم بأنه مجرم. فحينما قال العالم إنها جماعة إرهابية، هي أثبتت ذلك بتصرفاتها، وكأنها تقول: “نعم، نحن جماعة إرهابية وهذه الأدلة”.
وأضاف: “ميليشيا الحوثي تريد أن توصل هذه الرسالة وتؤكدها وتتفاخر بها. وهذه هي ذهنيتها، فهي تفكر بأنها عبارة عن لص قام باختطاف مجموعة من اليمنيين للمتاجرة بقضاياهم. ولا يهمها ما ستستفيد. ليس لديها التفكير السياسي، ولا في قاموسها موضوع الربح والخسارة، أو الفائدة والمصلحة. هي مجرد لص بلطجي”.
وتابع: “ما تقوم به مليشيا الحوثي هو نوع من العبثية والعنجهية ومن ذهنية وسلوك المجرم. هذا ما تبدو عليه، وهذا ما تقوله. حينما يقال لها: أفرج عن المختطفين السابقين، تقوم باختطاف آخرين. وحينما يقال لها: أنت جماعة إرهابية، تعترف بذلك وتؤكده. ثم تقوم باختطاف اليمنيين، وتقوم بالإفراج عنهم. فلماذا تختطفهم أصلاً؟!”
وأردف: “هذه هي ذهنية المحتل. وهذه أيضًا المؤشرات الأخيرة والتصرفات والسلوكيات الأخيرة، خاصة بعد انهيار حزب الله وبشار الأسد. أصبحت تتصرف تصرفات مهووسة وغير محسوبة، وكأنها تنتظر اليوم الذي ستسقط فيه”.
دفن الجريمة
يقول الباحث في الشؤون الاقتصادية والإنسانية، الدكتور إيهاب القرشي، إن قرار الأمم المتحدة يعني أكثر من مجرد تعليق حركتها، بل الأمم المتحدة الآن تتوج مليشيا الحوثي لتستمر بالتعامل معها رغم قرار الولايات المتحدة بتصنيفها منظمة إرهابية من الدرجة الأولى، وهذا معيب بحق الأمم المتحدة.
وأضاف: “الأمم المتحدة ذكرت في نفس البيان أنه لا يزال كبار موظفيها يتواصلون مع سلطات الأمر الواقع في صنعاء للبحث في إجراءات الإفراج عن المعتقلين أو ممارسة نشاطها بشكل آمن رغم التصنيف”.
وتابع: “ما يحدث من اعتقالات ليس له علاقة بالتصنيف، لأن التصنيف تم قبل أربع سنوات، في نهاية ولاية ترامب الأولى. وهو يعيدها اليوم بعد أربع سنوات، بينما بدأت الاعتقالات منذ العام 2021، والمليشيا مستمرة في اعتقال الموظفين حتى اليوم. رغم أنها خلال العشر سنوات، مارست أيضًا التعسف والتحكم في إيصال المساعدات للمستفيدين وقواعد البيانات”.
وأردف: “هناك الكثير من التقارير التي رفعت ضد مليشيا الحوثي، والأمم المتحدة، والتماهي مع بعض من يعملون في هذه المنظمات. وأنا لا أبرئ جميع الموظفين المعتقلين ولا أتهمهم جميعًا، لكن الحوثي كأنه الآن يقتل ويدفن الدلائل التي تشير إليه بالجرم هو والأمم المتحدة”.
وزاد: “مليشيا الحوثي ابتلعت 80% من مقدرات الشعب اليمني خلال عشر سنوات، بمساعدة الأمم المتحدة، وبتقارير واضحة ورسمية من قبل الأمم المتحدة نفسها. لذلك، الموظفون هؤلاء هم من كانوا ينفذون سياسة الحوثي مع الأمم المتحدة، والآن يدفعون الثمن”.
وقال: “مليشيا الحوثي تعمل على تنظيف ما سبق خلال السنوات العشر في علاقتها مع الأمم المتحدة، والأموال التي أنفقت، والفساد والتماهي الذي حدث بين الأمم المتحدة وما بينها”.
وأضاف: “قد تكون وجهة نظري خاطئة، لكنها واردة أن تكون ضمن الاحتمالات”.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
أشاد رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة إدراج مليشيا الحوثي الإرهابية على لوائح الإرهاب. كذلك علّق بن مبارك في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة" على قضايا مختلفة تشهدها المنطقة ومنها رؤية مشاهدة المزيد