تحركات حوثية نحو مأرب برعاية عُمانية.. هل تفجّر المليشيا الحرب لابتزاز الرياض؟

2025-01-29 03:11:43 أخبار اليوم / الرصيف برس

   

تصاعدت المؤشرات والتحذيرات بشأن نوايا مليشيات الحوثي الإرهابية شنّ هجوم نحو مأرب، في ظل الأزمة التي تعانيها عقب التصنيف الأمريكي لها، ومخاوفها من مشهد الانهيار الذي تعرض له المشروع الإيراني في المنطقة مؤخرًا.

خلال الأيام الماضية، شهدت جبهات القتال في مأرب نشاطًا ملحوظًا بعد هدوء متقطع استمر لنحو ثلاث سنوات. وبحسب موقع الجيش (سبتمبر نت)، فقد أفشلت قوات الجيش، يوم الثلاثاء، العديد من المحاولات الهجومية لمليشيات الحوثي في مختلف الجبهات القتالية بمحافظة مأرب.

وأشار الموقع إلى أن فرق الاستطلاع والاستخبارات التابعة للقوات المسلحة رصدت تحركات للمليشيات الحوثية، التي تواصل شق طرقات واستحداث تحصينات ومواقع في جبهات قتالية متفرقة بمأرب.

وفي وقت سابق، أفادت مصادر عسكرية بأن مليشيا الحوثي استحدثت مواقع جديدة، ودفعت بتعزيزات كبيرة تشمل آليات عسكرية ومئات المقاتلين إلى جبهات مأرب، لا سيما في مناطق صرواح والجوبة والكسارة، إضافة إلى تحركات مشابهة في محافظة الجوف المجاورة.

وبحسب تصريح رئيس شعبة الصحافة العسكرية في التوجيه المعنوي بالجيش الوطني، المقدم رشاد المخلافي، فإن التحشيدات العسكرية لميليشيا الحوثي لم تتوقف على الإطلاق في جبهات مأرب الشمالية والغربية والجنوبية خلال الأشهر الماضية.

وأوضح أن المليشيا استحدثت مواقع عسكرية جديدة، ومرابض مدفعية، وتحصينات صناعية وخنادق باستخدام معدات ثقيلة، كما دفعت بأرتال من المدرعات والدبابات، ونشرت منصات للصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وسط تعزيزات بشرية مستمرة في محاور وجبهات مأرب المختلفة، من الجنوب مرورًا بالغرب حتى الشمال.

تحركات قبلية متصاعدة

ويوم الاثنين، شهدت مدينة مأرب وقفة قبلية لافتة وغير مسبوقة نظمها مشايخ وأعيان ووجهاء قبائل مراد وبني عبد، عبّروا فيها عن رفضهم القاطع لمحاولات مليشيا الحوثي شق الصف المأربي عبر استغلال حاجات الناس وفرض تحركات استعراضية.

وجاءت هذه الخطوة كرد مباشر على الوقفة القبلية التي نظمتها مليشيات الحوثي الإرهابية باسم قبائل خولان الطيال السبع في منطقة صرواح، غرب مأرب، السبت الماضي، إضافة إلى تنظيم مناورة ومسير عسكري لعناصرها في مديريات رحبة والجوبة وجبل مراد بمأرب.

وبدا واضحًا اهتمام مليشيا الحوثي بالترويج لهذه الوقفة القبلية، وإعلانها "النكف استعدادًا لمواجهة أي تصعيد للعدو الأمريكي، الصهيوني، البريطاني، وأذنابهم"، حسب ما نشره إعلام المليشيا، بحضور القيادي البارز "أبو علي الحاكم".

دور عُماني في تحركات الحوثيين

كشفت مصادر قبلية خاصة لـ "الرصيف برس" عن تحركات مكثفة قامت بها مليشيات الحوثي الإرهابية خلال الأسابيع الماضية بالمناطق الخاضعة لسيطرتها في مأرب والجوف، وتواصلها مع مشايخ القبائل البارزين هناك.

وقالت المصادر إن قيادات بارزة في صفوف المليشيا الحوثية تواصلت مع مشايخ القبائل في محافظتي الجوف ومأرب، مستخدمة أساليب الترهيب والترغيب، لحشد أبناء القبائل وإلحاقهم بدوراتها العسكرية المسماة "طوفان الأقصى".

وحول الوقفة القبلية التي نظمتها مليشيات الحوثي الإرهابية باسم قبائل خولان الطيال السبع في منطقة صرواح، كشفت المصادر أن تنظيم الوقفة جاء بمبادرة من شخصيات قبلية بارزة أعلنت مؤخرًا ولاءها للمليشيا بعد سنوات من الصمت والحياد.

ومن بين هذه الشخصيات – بحسب المصادر – الشيخ محمد بن أحمد الزايدي، الذي ظهر في الوقفة القبلية وألقى كلمة أشاد فيها بزعيم المليشيا الحوثية، في ظهور مفاجئ لشخصية لم يُعرف عنها الولاء للمليشيا من قبل.

وأوضحت المصادر أن الزايدي غادر اليمن عقب انطلاق عمليات "عاصفة الحزم" بقيادة التحالف العربي عام 2015، متوجهًا إلى الرياض حيث أقام لسنوات، قبل أن يغادرها فجأة ويستقر في سلطنة عُمان، ليعود منها مؤخرًا إلى صنعاء لحشد قبائل خولان لصالح مليشيا الحوثي.

وأكدت المصادر أن تحركات الرجل تُشير إلى وجود دور عُماني في ترتيب أوراق مليشيا الحوثي الإرهابية شمالًا، في ظل المأزق الذي تعانيه نتيجة تزايد الضغط الدولي عليها، والذي تُوّج بقرار الرئيس الأمريكي الجديد تصنيفها "منظمة إرهابية أجنبية"، وهو ما يقضي على آمالها في العودة إلى مسار السلام، هربًا من العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب تهديدها للملاحة الدولية تحت لافتة "إسناد غزة".

ابتزاز الرياض بورقة مأرب

تزامنت تحركات المليشيا الحوثية نحو مأرب مع تهديدات لافتة أطلقتها قيادات بارزة فيها ضد السعودية، على خلفية رفض الرياض طلب الحوثيين العودة إلى مسار السلام والبدء بتطبيق "خارطة الطريق"، بسبب الفيتو الأمريكي، الذي يربط ذلك بوقف هجمات الحوثيين ضد الملاحة الدولية والكيان الإسرائيلي.

وتعتبر المليشيا أن محاولة الهجوم مجددًا على حقول النفط والغاز في مأرب إحدى أوراق الضغط على الرياض، حيث تدرك أن الأخيرة لن تقبل بذلك.

وسبق أن نقلت تقارير صحفية دولية، أثناء محاولة الحوثيين إسقاط مدينة مأرب أواخر 2021، تصريحًا لمسؤول سعودي قال فيه: "سقوط مأرب خط أحمر بالنسبة للرياض".

                  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
بن مبارك يكشف من واشنطن حقيقة الانفصال والتطبيع ومساعي إنهاء الحوثي

أشاد رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة إدراج مليشيا الحوثي الإرهابية على لوائح الإرهاب. كذلك علّق بن مبارك في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة" على قضايا مختلفة تشهدها المنطقة ومنها رؤية مشاهدة المزيد