يتجه أكبر جبل جليدي في العالم، والمعروف باسم A23a، نحو جزيرة ساوث جورجيا، وهي ملاذ حيوي مهم للحياة البرية.

وتشكل هذه الكتلة الجليدية الضخمة تهديدا كبيرا للنظام البيئي الهش للجزيرة التي تعد موطنا للبطاريق والفقمات.

وتتابع الأقمار الصناعية، بما في ذلك البيانات الحديثة التي تم التقاطها بواسطة القمر الصناعي GOES East التابع لإدارة الأرصاد الجوية الوطنية (NOAA) في 22 يناير 2025، رحلة الجبل الجليدي البطيئة عبر المحيط الجنوبي، حيث قد يصل قريبا إلى المياه الضحلة المحيطة بجزيرة ساوث جورجيا.

وكان جبل A23a الجليدي مصدر قلق للعلماء منذ انفصاله عن الجرف الجليدي في القارة القطبية الجنوبية عام 1986. وبعد أن ظل ثابتا لأكثر من ثلاثة عقود، تحرر الجبل الجليدي أخيرا في عام 2020 وبدأ في الانجراف شمالا.

وتبلغ مساحة الجبل الجليدي نحو 1350 ميلا مربعا (3500 كم مربع)، ما يجعله أكبر وأقدم جبل جليدي في العالم وفقا لوكالة "فرانس برس".

وأثار حجمه الهائل وحركته البطيئة والثابتة اهتمام علماء المحيطات والباحثين، على الرغم من أن التنبؤ بمساره الدقيق أثبت صعوبته بسبب قوى التيارات المحيطية غير المتوقعة.

وعلى عكس العديد من الجبال الجليدية العملاقة السابقة التي تتفكك إلى أجزاء أصغر، أظهر A23a علامات قليلة على التفتت، ما زاد من المخاوف بشأن اصطدامه بجزيرة ساوث جورجيا.

ووفقا لأندرو ميييرز، عالم المحيطات الفيزيائية في المسح البريطاني لأنتاركتيكا، يتحرك الجبل الجليدي حاليا نحو الشمال الشرقي، لكن التيارات السائدة تشير إلى أنه قد يصطدم بالجرف القاري الضحل حول ساوث جورجيا في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع. وإذا حدث ذلك، فقد تكون العواقب وخيمة على الحياة البرية في الجزيرة، كما أفاد ميييرز لوكالة "فرانس برس".

وعلى الرغم من هذه المخاوف، ما يزال هناك درجة من عدم اليقين بشأن مسار الجبل الجليدي. ومن الممكن أن يتفادى A23a الجرف وينجرف إلى المياه المفتوحة، متجاوزا ساوث جورجيا تماما.

من جهته، أعرب راؤول كورديرو من جامعة سانتياغو في تشيلي، وهو جزء من اللجنة الوطنية للأبحاث في أنتاركتيكا، عن ثقته بأن الجبل الجليدي لن يؤثر على ساوث جورجيا، قائلا إن الجزيرة تعمل الجزيرة كعقبة أمام التيارات المحيطية، بمعنى أن التيارات البحرية تنحرف عادة حول الجزيرة، ما يؤدي إلى أن المياه لا تصل إلى الجزيرة بنفس القوة أو الاتجاه الذي كانت عليه قبل اصطدامها بالجزيرة، لذا فإن فرص اصطدامه ليست عالية، على الرغم من أن أجزاء منه قد تصل.

وما تزال الوضعية غير مستقرة، لذلك يواصل العلماء مراقبة تقدم الجبل الجليدي عن كثب باستخدام الصور الفضائية المنتظمة ومراقبة المحيطات.