واشنطن تُصعّد ضغوطها على الحوثيين: هل هي مقدمة لعمل عسكري أم مجرد تكتيك؟

2025-02-03 03:43:13 أخبار اليوم/بلقيس

   

تُكثف الولايات المتحدة تحركاتها ضد ميليشيا الحوثي الإرهابية على عدة جبهات، بدءًا من توسيع العقوبات الاقتصادية على الأفراد والكيانات الداعمة للمليشيات، وصولًا إلى إعادة إدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية.

وتشير التقارير إلى أن واشنطن تدرس خيارات متعددة، تشمل معاقبة المتورطين في تمويل مليشيا الحوثي، وتأسيس إطار قانوني يسمح بتشكيل تحالف عسكري دولي قادر على توجيه ضربات عسكرية للمليشيات، تحت غطاء قانوني، كبديل عن تحالف "حارس الازدهار" الذي يهدف إلى حماية الملاحة في البحر الأحمر والتصدي لهجمات مليشيا الحوثي."

مقدمة لعمل عسكري؟

يرى الخبير في الشؤون السياسية والعسكرية، العميد عبد الرحمن الربيعي، أن واشنطن تسعى إلى عزل الحوثيين سياسيًا واقتصاديًا ضمن أجندة أوسع في المنطقة.

ويقول الربيعي:

• العزل السياسي لمليشيا الحوثي موجود أصلًا، حيث لا يوجد اعتراف دولي بشرعيتهم.

• العزل الاقتصادي أصبح مسألة وقت، إذ من المقرر أن يدخل قرار تصنيفهم كجماعة إرهابية حيز التنفيذ في 22 فبراير، مما سيفرض قيودًا مشددة على تمويلهم محليًا ودوليًا.

• يجب أن ترافق هذه الإجراءات تحركات يمنية داخلية من قبل الحكومة الشرعية، لضمان فعالية القرار.

• العزل الكلي للمليشيات قد يكون مقدمة لعمل عسكري، إذ إن الاستراتيجية المتبعة في الحروب تقتضي إضعاف الخصم اقتصاديًا وسياسيًا قبل توجيه ضربات عسكرية.

وأضاف الربيعي أن الحديث عن إعادة هيكلة الوجود العسكري الأمريكي في البحر الأحمر وخليج عدن يعكس تقييمًا جديدًا للوضع، معتبرًا أن تحالف “حارس الازدهار” لم يحقق الأهداف المرجوة، إذ لم ينجح في حماية الملاحة أو الحد من قدرات مليشيا الحوثي ، رغم مرور أكثر من عام على إنشائه.

تحول في الموقف الأمريكي

من جانبه، يرى رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، أن إعادة تصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية يمثل تحولًا في الموقف الأمريكي والدولي تجاه المليشيات.

وأوضح نصر أن تأثير العقوبات يعتمد على صرامة الإجراءات اللاحقة، مشيرًا إلى أن العقوبات ستفرض تحديات أمام مليشيا الحوثي في ما يتعلق بالحصول على التمويل، لكنها في الوقت ذاته قد تؤثر على الاقتصاد اليمني ككل، لا سيما أن معظم النشاط الاقتصادي يتمركز في مناطق سيطرة المليشيات.

وأضاف:

• العقوبات قد تعيق تدفق المساعدات الإنسانية، لأن معظم السكان والنشاط الاقتصادي يتمركز في مناطق مليشيا الحوثي.

• مليشيا الحوثي ليست مجرد مليشيات تعمل في الخفاء، بل تسيطر على مؤسسات دولة وإيرادات وشركات، مما قد يمكنها من التكيف مع العقوبات.

• هناك مخاوف من أن تؤثر هذه العقوبات سلبًا على الشركات والقطاع الخاص في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، نظرًا لارتباطها بالنظام المالي الذي تفرضه المليشيات.

عقوبات بلا تأثير؟

ويشير نصر إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن العقوبات الدولية لم تضعف مليشيا الحوثي بشكل كبير، إذ إنهم يمتلكون مصادر تمويل بديلة عبر التهريب وفرض الجبايات والسيطرة على الاقتصاد المحلي.

ورغم ذلك، يرى مراقبون أن التصعيد الأمريكي عبر العقوبات الاقتصادية قد يكون مقدمة لعمل عسكري واسع، خصوصًا إذا استمرت المليشيات في استهداف السفن وتهديد الأمن الإقليمي. فهل تكون هذه الإجراءات مقدمة لتحرك عسكري حاسم أم مجرد وسيلة لإضعاف مليشيا الحوثي اقتصاديًا دون تدخل مباشر؟

                   

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
بن مبارك يكشف من واشنطن حقيقة الانفصال والتطبيع ومساعي إنهاء الحوثي

أشاد رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة إدراج مليشيا الحوثي الإرهابية على لوائح الإرهاب. كذلك علّق بن مبارك في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة" على قضايا مختلفة تشهدها المنطقة ومنها رؤية مشاهدة المزيد