2025-03-12
إدارة ترامب.. فشل العقوبات مع مليشيا الحوثي يحرّك الإجراءات العسكرية
منذ سيطرتها على الدولة اليمنية، دفعت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بعدد من الإعلاميين والناشطين التابعين والموالين لها ممن عملوا لخدمة المليشيات والتسويق لفكرتها خلال وما بعد حروب صعدة، وعينتهم في مناصب رفيعة في الجهاز الأمني والاستخباري.
تلك العناصر لعبت دور "الجبهة الجهادية الإعلامية" والقوة الناعمة التي روجت ما تسميه "مظلومية" المليشيات واستغلت نشاطها في المجال الإعلامي والسياسي للتغطية على عملها المخابراتي والتسلل إلى الواجهات الإعلامية للتأثير في طبيعة التعاطي الإعلامي تجاه المليشيات.
وكانت تلك الأغطية وسيلة مفيدة لتسهيل إرسال عناصر المليشيات إلى لبنان وإيران وعواصم أخرى لتلقي التدريبات العسكرية والأمنية والفكرية، تحت لافتات ندوات ومؤتمرات، وتجنيد تلك العناصر وتهيئتهم وتأهيلهم لتولي مسئوليات في أجهزة الجماعة.
الخلفيات الإعلامية للعناصر وعملهم في مجال المعلومات والمراقبة تظهر جليا في صبغة مخرجات أداء الجهاز الأمني للمليشيات وفي إعلاناتها المتكررة ضبط ما تصفه بالخلايا الاستخبارية وشبكات الجواسيس، وفي أساليب إخراج تلك العمليات وقوالبها الدعائية.
إذ تتضح بصمات تلك القيادات في الانتهاكات والقيود الوحشية التي تفرضها أجهزة المليشيات على المجتمع خصوصا في الجانب الإعلامي، وتجريف عمل الصحافة والإعلام ونشاط شبكات التواصل الاجتماعي في المناطق الخاضعة لسطوة المليشيات وما تقوم به تلك الأجهزة من الجرائم بحق الصحفيين والنشطاء والتجسس عليهم.
إضافة إلى توظيف معرفة تلك القيادات وخبرتهم الإعلامية في تسويق فكرة الحوثية وسيطرتها على السكان، وإغراق الفضاء الإعلامي برؤية المليشيات ورواياتها الخاصة وحجب وصول الإعلام المعارض للجمهور.
سارعت المليشيات منذ ما بعد فرض سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 لوضع يدها على أجهزة الأمن والمخابرات وتعيين عناصرها في هياكلها وإحلالهم في أهم المناصب والمواقع والاستحواذ على المكنوزات المعلوماتية للدولة اليمنية.
يتطرق هذا التقرير الخاص بـ"ديفانس لاين" إلى بعض الإعلاميين التابعين لمليشيا الحوثي والموالين لها الذين تعينوا في مناصب ومهام استخبارية وأمنية، وفي مواقع ومناصب أخرى..
عينت المليشيات الحوثية فواز حسين قائد صالح نشوان الأشول، في 18 فبراير 2019، في منصب رئيس جهاز الأمن القومي التابع لمليشيا الحوثي، أحد أهم أجهزة الاستخبارات اليمنية، ومنحته رتبة "اللواء" بعد أن كانت أصدرت قرارات سابقة بتعيينه وترقيته في وزارة الداخلية ومنحته رقما عسكريا.
فواز، الذي ينحدر من محافظة صعدة، اشتغل سابقا في المجال الإعلامي كغطاء لعمله الأمني والاستخباري للمليشيات وروج لمشروعها وأفكارها في بداية نشأتها قبل 2004، ثم انتقل للعمل في شبكة "المسيرة" الواجهة الرسمية للمليشيات، تم تدشينها عام 2012 من الضاحية الجنوبية اللبنانية بدعم إيراني وتحت إشراف حزب الله.
تقول تقارير إنه قبل تعيينه رئيسا للأمن القومي كان مسؤولا عن التجسس والرقابة على شبكات التواصل الاجتماعي، وانخرط في تقديم التقارير حول الصحفيين والنشطاء المعارضين للمليشيات والوشاية بهم وتعريضهم للاختطاف والقمع وصولا إلى القتل الذي طال بعضهم.
وبعد قرار المليشيات دمج جهازي الأمن السياسي والأمن القومي في 31 أغسطس 2019، تحت جهاز واحد هو جهاز الأمن والمخابرات تم تعيين نشوان في منصب وكيل الجهاز للمعلومات والتحليل.
يتولى ماجد علي عبدالله المطري مسؤولية "الدائرة الخامسة" في جهاز الأمن والمخابرات، برتبة عميد. وفقا لمعلومات "ديفانس لاين".
كان المطري يكتب مقالات ويتم تقديمه في وسائل إعلام الحوثي والمنابر التابعة/ الموالية لإيران كناشط ثقافي وشاعر، ويتم استضافته لتسويق الجماعة.
وهو عضو "المكتب الثقافي" للمليشيات، وأحيانا يتم تعريفه كباحث في فكر مؤسس الحوثية.
وقد كان أحد قادة المليشيات المطلوبين للسلطات الأمنية عام 2009.
كما يتولى عبدالله قاسم عبدالله علي المتميز، واسمه الحركي (أبو قاسم) وينحدر من محافظة صعدة، مسؤولية مدير دائرة الشؤون الإدارية بجهاز الأمن والمخابرات برتبة عميد.
كان أحد المروجين للحوثية في وسائل الإعلام وشبكات التواصل، وقدم نفسه ككاتب مقالات. وشغل مسؤولا لفرع الجهاز بأمانة العاصمة.
وبحسب معلومات ومصادر "ديفانس لاين" فقد عينت المليشيات حسن علي أحمد المهدي، مسؤولا لدائرة الصحافة والإعلام بالجهاز الأمني، برتبة عميد. وهو من صعدة وكان يظهر تحت واجهة شاعر وكاتب قصائد وزوامل.
كما عينت مصطفى حسين محمد الضحياني، وهو أيضا ينحدر من صعدة، مسؤولا لدائرة المنظمات المدنية في جهازها الأمني، برتبة عميد. وهو ناشط على شبكات التواصل ويقوم بالترويج لفكرة المليشيات والمشروع الإيراني.
عقيدة أمنية وعسكرية
الارتباط بين الإعلاميين الحوثيين والعمل الاستخباري والأمني نابع من عقيدة الجماعة كتنظيم عسكري أمني يقوم على التخفي والسرية، ويؤمن فكريا بما يسمى "التقية"، وتكون لهم الأولوية في التعيينات.
ويتحكم الجهاز الأمني والاستخباري وجهاز "الأمن الوقائي الجهادي" الداخلي للمليشيات في قرارات انتخاب القيادات في المناصب وترفيع قادة وعناصر المليشيات.
فضلا عن أن قادة الهيكل التنظيمي للجماعة هم بالأساس عناصر أمنية عسكرية تلقوا تدريبات داخل وخارج اليمن، وكانوا أعضاء في الخلايا الأمنية والاستخبارية السرية التي شكلتها المليشيات بداية تأسيسها بإشراف الحرس الثورة وفيلق القدس الإيراني.
عينت المليشيات القيادي أحمد محمد يحيى حامد، واسمه الحركي (أبو محفوظ) مسؤولا لمكتب رئيس المجلس السياسي (رئاسة الجمهورية سابقا). وهو من محافظة صعدة ومن أوائل العناصر التي ارتبطت بإيران وحزب الله وانخرطت في العمل الأمني والإعلامي. وعمل رئيسا للهيئة الإعلامية للمليشيات، ثم تم تعيينه وزيرا للإعلام في 2016، قبل تسليمه إدارة ملف الهيئات الحكومية، وله نفوذا واسعا داخل المليشيات. ويقع تحت سلطته معظم الهيئات الحكومية وتولى مسؤولية إدارة وتنسيق ملف المساعدات والمعونات الخارجية تستخدمه المليشيات أمنيا ومخابراتيا وموردا للمعلومات.
كما ارتبط حامد مؤخرا بمركز تنسيق العمليات في البحر الأحمر تستغله المليشيات في عمليات استهداف السفن.
إعلاميون في مناصب الواجهة
وقد عينت المليشيات صحفيين وإعلاميين في مناصب مرموقة. فمؤخرا تم تعيين الصحفي جمال أحمد علي عامر، رئيس تحرير صحيفة "الوسط" الأسبوعية في منصب وزير الخارجية للمليشيات. كان له ارتباط مع المليشيات وجهازها الأمني.
وعينت عبدالواحد ناجي أبو راس، أحد قادة الجهاز الأمني نائبا لوزير الخارجية. وقد عينته قبلها وكيلا لجهاز الأمن والمخابرات، ثم وكيلا لوزارة الخارجية، وهو أحد المسؤولين عن قنوات التواصل والارتباط مع إيران وجماعاتها.
تم تعيين الناشط الإعلامي والسياسي الدكتور علي قاسم اليافعي (علي جار الله) في منصب وزير الثقافة والسياحة. وكان يرأس خلية إعلامية موالية للمليشيات في هولندا، وارتبط بالواجهات الإعلامية والاستخبارية للمليشيات وتبنى فكرتها.
الصحفي عبدالله علي صبري، عينته المليشيات سفيرا لها في سوريا، وهو عضو الجبهة الإعلامية للمليشيات وارتباطاته وثيقة مع جهازها الاستخباري. وروج سابقا لمشروعها. وعمل رئيسا لصحيفة "المسيرة" الناطقة باسم المليشيات.
وكانت المليشيات قد عينته مسؤولا لمؤسسة وصحيفة "الثورة" الحكومية بعد فرض سيطرتها عليها.
محمد علي العماد، يرأس حاليا شبكة وقناة "الهوية" الإعلامية، ولعب سابقا في تسويق المليشيات من خلال صحيفة "الهوية" التي يرأسها وبدأت إصدارها عام 2009، وكان أحد أعضاء خلية حوثية في 2005 برئاسة أبو علي الحاكم خططت لتنفيذ عمليات اغتيالات وتفجيرات بعبوات ناسفة.
وعينت المليشيات أسامة حسن ساري وكيلا لوزارة الشباب والرياضة. وهو من صعدة وعضو اللجنة الإعلامية للمليشيات ، وكان رئيسا لصحيفة "المسار" الحوثية أصدرتها قبل العام 2013 للتعبير عن موقف المليشيات، عمل لصالح المليشيات في جمع المعلومات التقارير حول الصحفيين والإعلاميين.
كما عينت إسماعيل محمد محمد المحطوري، مديرا لمركز الإعلام الأمني، برتبة عقيد، وهو كان ينشط إعلاميا ويتبنى فكرة الحوثية.
وتم تعيين نجيب العنسي خلفا له مديرا للمركز ومسؤولا لصحيفة "الحارس" وناطقا باسم "اللجنة العدلية" ومنحته رتبة عقيد. والعنسي كان يعمل في المجال الإعلامي وقدم نفسه ككاتب مقالات.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد