كشفت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية عن نقاش متزايد في الأوساط السياسية في واشنطن، يدعو إلى حصار أو الاستيلاء على ميناء الحديدة اليمني، باعتباره خطوة حاسمة للقضاء على تهديد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران الإرهابية.

ميناء الحديدة.. نقطة إمداد رئيسية للحوثيين

وصف التقرير، الذي أعده الكاتب براندون جيه ويتشرت، ميناء الحديدة بأنه البوابة الرئيسية لواردات اليمن، والممر الذي تستخدمه إيران لتهريب الأسلحة والإمدادات لمليشيا الحوثي ، ما يجعله عنصرًا رئيسيًا في استمرار عملياتهم العسكرية، بما في ذلك الهجمات على السفن الحربية الأمريكية والملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وأشار التقرير إلى أن بعض الأصوات في واشنطن ترى أنه يجب على الجيش الأمريكي التدخل بشكل مباشر للسيطرة على الميناء، أو تنفيذ حصار مشدد لمنع مليشيا الحوثي من استخدامه كقاعدة لعملياتهم.

تحفظات أمريكية على التدخل المباشر

لكن المجلة أبدت تحفظاتها على هذه الدعوات، معتبرة أن أي تدخل عسكري أمريكي مباشر، سواء عبر السيطرة على الميناء أو فرض حصار صارم، سيكون مكلفًا وغير مضمون النتائج، في ظل تجارب الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال العقود الماضية.

وأوضحت أن التدخلات العسكرية الأمريكية السابقة، سواء في العراق أو أفغانستان أو سوريا، أظهرت أن السيطرة على الأراضي تؤدي غالبًا إلى تعقيدات جيوسياسية واستنزاف الموارد الأمريكية دون تحقيق نتائج حاسمة.

الخيار البديل: قصف الحديدة وترك المهمة للحلفاء

طرحت المجلة خيارًا أكثر راديكالية، يتمثل في قصف الميناء وتحويله إلى رماد، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ بالفعل ضربات محدودة على الحديدة خلال عام 2024، لكنها لم تكن كافية لوقف الهجمات الحوثية.

واقترح التقرير أن تتولى السعودية والاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات عسكرية أكثر حسمًا ضد الميناء، بدلاً من إقحام القوات الأمريكية في مواجهة جديدة بالشرق الأوسط.

رسالة إلى ترامب: لا تورط جديد في الشرق الأوسط

ووجهت المجلة رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعته فيها إلى تجنب أي تدخل عسكري أمريكي جديد في اليمن، مؤكدة أن على حلفاء واشنطن في المنطقة، مثل السعودية والاحتلال الإسرائيلي، تحمل مسؤولية مواجهة مليشيا الحوثي بأنفسهم.

وختم التقرير بالقول:

"يجب أن نحارب مليشيا الحوثي عندما يستهدفون البحرية الأمريكية أو التجارة العالمية، لكن دعونا نترك للسعوديين والإسرائيليين إيجاد حلول مستدامة لهذا التهديد. فواشنطن لديها أهداف جيوسياسية أكبر من التورط في مستنقع جديد بالشرق الأوسط."