خطة سلام عربية في مواجهة مقترح «التهجير»

2025-02-15 16:02:44 أخبار اليوم - متابعات

  

تعكف دول عدة على صياغة «خطة عربية» للرد على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن مستقبل قطاع غزة. وأوضحت مصادر مصرية وعربية أن «الخطة ستتضمن إلى جانب إعادة إعمار غزة والتعافي المبكر، مقترحات بشأن تحقيق السلام الشامل»، وأن يكون «التطبيع» مع إسرائيل في مقابل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

 وفي هذا السياق، قالت وزارة الخارجية المصرية، الجمعة، إن الوزير بدر عبد العاطي، أكد خلال لقاء مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على هامش الاجتماع الوزاري بشأن سوريا الذي عُقد في باريس، الخميس، أن «القاهرة بصدد بلورة تصوّر شامل لإعادة إعمار غزة، دون تهجير سكان القطاع».

 وذكرت «الخارجية» في بيان أن عبد العاطي أبلغ ماكرون، بأن هذا التصوّر يهدف إلى مساعدة سكان غزة «من خلال تنفيذ برامج ومشروعات للتعافي المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار، بوجود الفلسطينيين على أرضهم».

 كما أكد وزير الخارجية المصري، خلال لقاءات منفصلة مع نظرائه في إسبانيا والنرويج وآيسلندا وبولندا ورئيس المجلس الأوروبي، الجمعة، على هامش أعمال «مؤتمر ميونيخ للأمن»، «اعتزام القاهرة تقديم تصور شامل للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة بما يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه»، وشدد في هذا الصدد على «أهمية البدء في عملية التعافي المبكر».

 وقالت «رويترز» نقلاً عن 10 مصادر عربية، لم تسمِّها، إن النقاشات العربية العاجلة تهدف إلى إيجاد خطة بشأن مستقبل غزة في مواجهة طموح الرئيس الأميركي لتحويل القطاع إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» وإخلائه من سكانه الفلسطينيين.

 وأكد المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي السعودي، اللواء محمد الحربي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك تنسيقاً عربياً وتحركات ككتلة واحدة ترفع صوتاً واحداً وهو (لا للتهجير)». وذلك في مواجهة «فكرة ترمب التي لاقت رفضاً واسعاً عربياً وعالمياً».

 وأضاف أن «العرب سيوجهون رسالة إلى ترمب تتضمن موقفاً راسخاً وقوياً لا رجعة فيه»، موضحاً أن المقترح العربي «سيتضمن إعمار غزة في وجود أهلها»، لافتاً إلى ضرورة «وجود ضمانات كبيرة حتى لا يتكرر تدمير غزة مرة أخرى».

 وذكر الحربي أن «الدول العربية ستؤكد موقفها الراسخ والثابت بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67، وأن لا سبيل للسلام إلا بحل الدولتين».

 وأثار مقترح الرئيس الأميركي بـ«السيطرة على قطاع غزة» بعد ترحيل الفلسطينيين إلى مكان آخر، ردود فعل إقليمية ودولية رافضة على نطاق واسع، ودفع نحو تحركات ومواقف عربية مكثفة لدول عدة على رأسها السعودية ومصر والأردن، بهدف «رفض التهجير».

 ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدرين عربيين، لم تسمهما، قولهما إن «قادة 5 دول عربية سيجتمعون لمناقشة معمقة لخطة ترمب بشأن غزة وسبل صياغة رد عربي عليها»، وذلك قبل «أيام» من قمة عربية مرتقبة بالقاهرة في27 فبراير (شباط) الحالي. وأشار المصدران إلى أنّ «القمة الخماسية» ستشدد على «عدم إخراج الغزيين من أرضهم» و«رفض التهجير».

 وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قال الثلاثاء لصحافيين في واشنطن، إنّ «مصر ستقدّم رداً على خطة ترمب»، مشيراً إلى أن «الدول العربية ستناقشه في محادثات مشتركة».

 وأعلنت مصر، الأحد الماضي، استضافة «قمة عربية طارئة» تستهدف بحث التطورات «المستجدة والخطيرة» للقضية الفلسطينية في27 فبراير الحالي، وذلك بعد التنسيق مع الدول المعنية. ثم قالت القاهرة إنها «ستقدّم رؤية شاملة لإعادة إعمار غزة تضمن بقاء الفلسطينيين في أرضهم».

 وأشار وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الخميس، إلى القمة العربية المقبلة، قائلاً: «في الوقت الحالي الخطة الوحيدة هي خطة ترمب، هي لا تعجبهم؛ لكنها الخطة الوحيدة. لذا إذا كانت لديهم خطة أفضل، فهذا هو الوقت المناسب لتقديمها».

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد